أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 5th July,2000العدد:10142الطبعةالاولـيالاربعاء 3 ,ربيع الثاني 1421

القرية الالكترونية

ما وراء الإنترنت
الخاطبة والإنترنت
نواف الفوزان *
لعل الزواج أو البحث عن زوجة مناسبة يعد من الامور التي تكتنفها بعض الصعوبات والتي ليس من السهل إيجاد الحل لها، فمراحل البحث عن الزوجة المناسبة تمر ببعض الاجراءات التقليدية والتي قد تبدأ بالسؤال عن متطلبات الابن في الزوجة والتي تميل الى الشكلية في معظم الاحيان، فكثيراً مانرى رغبة الابن في الزواج من امرأة طويلة القامة واسعة العينين تميل للنحافة أكثر من البدانة (رويانة).
وهي الكلمة التي لا تقاس أبداً فرويانة بمفهوم جدتي هي امرأة لها جسم معتدل في حين أنها امرأة بدينة جداً أو (ماتدخل مع الباب) في حين أنها بمفهوم العصر الحديث أو بنات هالجيل هي من هؤلاء اللواتي يضاهين أكثر النساء نحافة مما يحدث كثيراً من حالات سوء الفهم بين الابناء والأهل.
ولا يكتفي الابن بعرض رغباته من الناحية الشكلية فقط بل قد يسأل عن العمر والتعليم والتربية والمنشأ ومدى التزامها بالدين وما إلى ذلك ومما لاشك فيه أن البدائل المتاحة تقل كلما زادت المتطلبات مما يضطر الشباب أو ذويهم للجوء الى قاعدة بيانات )database( ومصادر أكبر للمعلومات وأقصد هنا قاعدة البيانات الشعبية فقد يلجأون الى الخطابات أو الاقرباء البعيدين أو حتى أصدقاء العائلة والذين قد تتوفر لديهم بعض المعلومات المناسبة، وان الاعتماد على الآخرين في الحصول على الزوجة المناسبة من الأمور المعتادة في مجتمعنا وغيره من المجتمعات ولكن الامر غير المعتاد هو أن يعمد الشباب في البحث عن زوجة عن طريق الانترنت الامر الذي كان اضحوكة في السابق فلا يزال الكثيرون يذكرون المسلسل الكوميدي زواج بالكمبيوتر والذي كان يمثل الطريقة اللا معقولة في البحث عن الزوجة التي تمثلت إلى الزواج المتكرر والفاشل وانتهى الامر بالبطل أخيراً إلى الزواج من قريبته المطلقة والتي عاش معها في سعادة بعد ذلك.
إلا أن كثيرا من الافراد والشركات الاجنبية والعربية قامت بتقديم خدمات الخطابة )Match Making( أو البحث عن الزوج أو الزوجة عن طريق الانترنت وليس الامر مستغرباً جداً فقد كانت هذه السبل متبعة في الماضي والحاضر وإن اختلفت الوسيلة فهناك مجلات وجرائد عربية تعرض طلبات الراغبين في الزواج ولكن وضعت بعض اللوائح لضبط او لضمان عدم إساءة استخدام هذه الخدمة فليس هناك ارتباط مباشر بين الراغبين بالزواج حتى لايساء استخدامها.
اما على صعيد الانترنت فقد أوجدت بعض المواقع العربية والتي تشتمل على خدمات الزواج وإن كنت أشك في فعالياتها فهناك مواقع شبكة الجارح وموقع الزفاف والذين ترسل من خلالهما الطلبات ومن ثم يقع الاختيار، والمشكلة ليست هنا في إيجاد الشخص المناسب وإنما ضمان جديته، ولا أخفيكم علماً أنني كنت بصحبة أحد الاصدقاء من ذوي الجنسية العربية الذي ذكر انتشار حالات الزواج عن طريق الانترنت في بلدهم والتي بدأت تحل محل الطرق التقليدية وإن كانت الطرق التقليدية قد بدأت في الزوال منذ زمن بعيد في ذلك البلد حتى وقبل وصول الانترنت.
اما الجانب المأساوي في المسألة فقد تم رصد أول حالة طلاق عن طريق الانترنت والتي استخدم البريد الالكتروني لتوصيلها فقد قام أحد المواطنين الخليجيين بتطليق زوجته بهذا القرار إلا أنه وبعد تفكير عميق لجأ الى البريد الالكتروني لضمان الوصول السريع والسري للرسالة ناهيك عن الراحة النفسية والبعد عن المواجهة مما اضطر حكومة هذه الدولة لعقد جلسات لدراسة الطلاق من الناحية الشرعية والقانونية في حالة استخدام البريد الالكتروني.
وفي نهاية الامر للانترنت استخدامات متعددة ولا يعد الزواج ولا الطلاق من الاستخدامات الرئيسية والشائعة ومن الطبيعي أن نرى بعض الممارسات الخاطئة والمتمثلة في استخدام هذه الخدمة لأغراض قد لا تتناسب مع مجتمعاتنا العربية والاسلامية.
* مدير تطوير الأعمال أول نت الفيصلية
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved