أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 5th July,2000العدد:10142الطبعةالاولـيالاربعاء 3 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

لن نبلغ الجبال طولاً
يجب ألا تلهينا دنيانا عن أُخرانا
قال الشاعر:


وهذه الدار لا تبقي على أحدٍ
ولا يدوم على حالٍ لها شانُ

وقال الشاعر:


طبعت على كدر وأنت تريدها
صفواً من الأقذاء والأكدار

لقد كان من سنة الله على هذه الأرض أنها لا تبقى على حال واحدة وصفوها ينقلب الى كدر وسرورها ينقب الى حزن وهكذا تتداول أيامها وتتقلب أزمانها ليعلم الصادق من الكاذب والشاكر من الكافر.
هذه قصة شاب تمثل ذلك المعنى الذي جاء به البيتان السابقان فلقد دخل المدرسة في سن السابعة ليحمل من هذه السن الى ان يتخرج من المرحلة الثانوية أعباء الدراسة وهمومها ومشاكلها وكل تبعاتها,, فها هو يقوم من مقعده ليسلم آخر ورقة امتحان في المرحلة الثانوية الى المراقب ثم يوقع على ورقة تسليم الإجابة ويحث السير خارجا من قاعة الامتحان ويقف مع زملائه امام بوابة المدرسة يتحدثون عن الامتحان بلهجة الفرح من نهاية الامتحانات والمرحلة الثانوية, وعن تحديد الوجهة بعد هذه المرحلة.
وبعد ذلك تفرق مع بعض زملائه وبعضهم ما زال واقفا عند بوابة المدرسة يواصلون الحديث وأعينهم تنظر الى زميلهم الذي غاب عنهم في بعض الأزقة.
بعد ايام خرجت نتيجة الامتحانات وكان اسم صاحبنا بين أولئك المتخرجين,, استبشر الأهالي والأصدقاء واخذ كل صاحب يهاتف زميله مباركا له بالنجاح حتى إذا ما وقعت عينا احد زملائه على رقم هاتفه رفع السماعة وكان يتحدث بكلام سريع فيه نوع من عدم الترتيب فهو يريد ان يبارك لزميله, وانقطع الصوت ثم عاد من بعيد ليقول بأن صديقه (يطلبك الحل) سكت صاحبنا وتلكأ في الحديث ولكن الأمر يؤكد بأنه فارق الحياة.
نعم لقد كان اسم صاحبنا اسماً لشاب حاضر على الدنيا ليس لشاب قد تغيب مع احلامه وطموحاته تحت الأرض كان اسماً لشخص غير موجود حقيقة على الحياة.
هذا الشاب لو قيل له في بداية حياته انه سيموت في هذا اليوم كان بدهياً الا يحرص على اتعاب نفسه ولكن له ولغيره كان هذا الأمر في علم الله وإلا لما سار الكون ولا عمرت الأرض ولتلاشى شيء اسمه النسيان وطول الامل (حكمة بالغة).
هذا الشاب لم يدر في خلده انه سيطلع على نتيجته الكبرى التي ليس فيها دور ثان ولا إكمال وإنما اما سعادة أو شقاء.
ليست هي حصيلة سنة دراسية وإنما حصيلة عمر من بداية التكليف الى نهاية العمر, لقد اطلع الى نتيجة في الآخرة قبل الدنيا والتي نسأل الله ان يكون موفقا فيها فذلك هو الفوز العظيم.
هذه قصة من مئات بل من آلاف القصص التي على هذه الشاكلة ولكن هل من مدكر هل من معتبر ومتعظ؟! وليس الإدكار والاعتبار والاتعاظ أن نضع ما بين أيدينا وننقطع للعبادة وننتظر الموت فليس هذا من ديننا في شيء إنما ألا تلهينا دنيانا عن اخرانا في كل امر وان يكون فرحنا له درجة محددة لا يتعداها لأننا لن نخرق الأرض ولن نبلغ الجبال طولا وان يكون حزننا له درجة محددة لا يتعداها لأن الأمر قد قضي في الأزل قبل خلقنا فلابد ان نبتغي في كل ما آتانا الله الدار الآخرة وان نحسن لغيرنا كما أحسن الله لنا والا ننسى نصيبنا في هذه الحياة بالمشروع والمباح.
فهد الصالح
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved