أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th July,2000العدد:10143الطبعةالاولـيالخميس 4 ,ربيع الثاني 1421

الثقافية

ضوء
الإعداد المسرحي
عبدالعزيز الصقعبي
يقول سعد الله ونوس في كتابه بيانات لمسرح عربي جديد إن النص المسرحي كلاسيكيا كان ام معاصرا ليس معطى ثابتا وواحدا في الزمان، بل ان له تاريخيته المتغيرة والمتنامية، وفي هذه التاريخية يمكن تمييز لحظة أولى وهي ظهور النص المسرحي في فترة محدودة والعلاقة المباشرة او الخاصة التي تربط العمل بعصره, هذه اللحظة هي التي يسميها اميل كوفمان (الابداع الأول) بعدها تتعاقب لحظات تالية، في كل منها تنبثق علاقة جديدة ومغايرة مع النص، لأن كل عصر يتلمس مشكلاته ويعكس نفسه في إعادة قراءة (النص) على ضوء المعطيات والمتغيرات الجديدة .
ربما يغيب عن ذهن كثير ممن لهم اهتمام مسرحي رؤية سعد الله ونوس حول العرض المسرحي ومدى إمكانية تقديم نص مسرحي بأوجه مختلفة من خلال إعداد مسرحي وهنا القضية الأهم وهي النص المسرحي، هذا (النص المسرحي) هو المشجب الذي يعلق عليه أغلب أصحاب القرار اخفاقهم في تقديم عروض مسرحية، فغالبا عندما يُسألون لماذا لم تقدموا عروضا مسرحية؟,, تكون الإجابة وبصورة سريعة، لم نحصل على نص جديد، لنرجع الى التراث المسرحي العربي والعالمي الا يوجد نص يصلح لان ينفذ بعد ان يعد إعدادا جيدا، هنالك من يرى انه من الأفضل ان يقدم المسرح العالمي كما هو، وأرى ان الرد ما قاله نجيب سرور ونحن لا نكون قد فعلنا شيئا لمسرحنا العربي، ولا اضفنا شيئا اليه إذا كانت غاية ما نفعله هو ان نقدم بريشت وسواه من الكتاب الأوروبيين كما يقدمون هناك، وكما نتصور انهم يقدمون هناك، الاضافة الحقيقية هي ان نقدم رؤيتنا نحن العرب لبريشت أو لأي نص اجنبي قُدّم على مسارح أوروبا .
للأسف المسرحيون هنا في المملكة ابتعدوا كثيرا عن الاقتباس والإعداد المسرحي في الفترة الراهنة على الرغم انه من اشهر المسرحيات التي قدمت في الارهاصات الأولى للحركة المسرحية في المملكة كانت مسرحية (طبيب بالمشعاب) المعدة عن مسرحية (طبيب رغم أنفه) لموليير والآن ومع تعدد فروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون وتعدد لجان المسرح اتمنى ان يطلب من كل لجنة مسرحية ان تقدم نصا مقتبسا او معدا من إحدى المسرحيات العربية او العالمية، وربما يعتقد البعض انه من الأفضل ان يبحث عن نص جديد لكاتب سعودي، اقول إذا وجد النص الجديد فهذا جيد ولكن ومع هذا النص الجيد من المستحسن ان يُبحث عن نص عالمي آخر.
ومن وجهة نظر خاصة ارى ان في ذلك عدة فوائد من اهمها التعرف على تجارب الآخرين الإبداعية واتساع افق المسرحيين الثقافي والخوض في تجارب مسرحية عالمية مختلفة، وعندها سنرى حتما إبداعا ثانيا، ومن الأمثلة على ذلك مسرحية كيف تخلص السيد موكينبوت من آلامه لبيتر فايس قدم سعد الله ونوس نصا معدا ومقتبسا من هذه المسرحية وهو رحلة حنظلة من الغفلة الى اليقظة وحقيقة كان نصا إبداعيا متميزا نُفذ في أغلب الدول العربية وعندما قدمه سعد الله ونوس كان واعيا بالمتغير التاريخي والحضاري، ان المسرح العربي والعالمي مملوء بالنصوص التي تصلح ان تقدم على خشبة المسرح لدينا، كل ما تحتاجه فقط جدية تقديم العرض المسرحي بحيث تسخر كل الوسائل المالية والبشرية حتى يشاهد الجميع عرضا مسرحيا نابعاً من هويتنا ويعبر عن قيمنا وان كان النص الأساس في الأصل غريبا وبعيدا عن هذه البيئة، ولكن كما نقول ويقول سعد الله ونوس هي قراءة من القراءات وهذه القراءات المتعددة التي تتوالى مختلفة عبر العصور هي بمثابة الإبداعات التالية وإن سبل القراءات الجديدة كثيرة تبدأ من الرؤية الإخراجية وتنتهي في التدخل في النص حذفا او تغييرا .
وكلام سعد الله ونوس جعلته حجة لي عندما قدمت مسرحية (اللعبة) عن مسرحيته المقهى الزجاجي وهي إحدى مسرحيات مجموعة فصد الدم والتي شارك فيها عدد من الممثلين من منسوبي جمعية الثقافة والفنون بالطائف، وهي حقيقة لعبة ممتعة مارست فيها الإعداد والإخراج وقمت بتحويل نص مسرحي من مشهد واحد الى عرض يتكون من خمسة مشاهد وآمل ألا يفهم هذا بأنني اطالب بعرضها مرة اخرى ولكن هي دعوة لكل مهتم بالمسرح ويرغب في تقديم عمل مسرحي ان يخوض متعة الإعداد المسرحي.
asals1999@ yahoo com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved