أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th July,2000العدد:10144الطبعةالاولـيالجمعة 5 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

موقف مع الفكر
الكتاب,, ومعارضه الثقافية
فاروق صالح باسلامة
على الرغم من التطور السريع للاتصالات ونشر المعلومات عبر الوسائل الفضائية والقنوات المعرفية العالمية الحديثة، فإن الكتاب يظل ثابتاً بدوره المميز في نشر المعرفة و العلوم والآداب إذ أنه خفيف الوزن، محبوب من قبل الفكر الإنساني للتصفح والقراءة و الاطلاع ومن ثم الاقتناء والمحافظة علىوضعه في الأرفف أو مايسمى بالمكتبة, إن الكتاب وسيلة خطية لمدّ العقول بالمعارف والأذهان بالمعاني ووجهات النظر والآراء العامة, لقد حفظ الكتاب الحضارات البشرية بين دفَّتَيه ونشر النور عبر التاريخ، وهو وسيلة قديمة إعلامية ناجحة في الرقي بالفكر الإنساني والتطلع الذهني نحو آفاق المعرفة والثقافية والعلم بما يعرضه للقارىء من فصول أدبية، وأبواب علمية وآفاق معرفية وثقافية على غرار من الآراء المجموعة لتشكل موضوعاً ميعناً أو فكرة مستقلة، أو باباً بمفرده.
فالكتاب يساعد قارئه على التطلع في رحلة ذهنية ماتعة عبر مواضيعه الشيقة في أبواب من التثقيف المعنوي، والتعريف الأدبي على الحياة بما فيها من دروس وعبر وآراء في المجلات المعرفية العامة والثقافية الخاصة وظواهرها المادية والمعنوية.
فهناك الثقافة الادبية والمعرفة الملموسة في شؤون الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهناك العلوم والرياضيات والطب والفلسفة والعلوم الإنسانية والبشرية والكونية والفضائية, كل ذلك مجموع بين غلافي الكتاب الغالي بمعنويته، الرخيص بقيمته المادية والشرائية، فيبقى ذخراً عميقاً لطلابه ومحبيه، وثروةً غنية بالأفكار والمعلومات لقرائه عبر الزمن وتطاول السنين.
وإذا كان ذلك وصفاً للكتاب وفوائده المعنوية والقيمية فإن الحديث عن نشره وتوزيعه يأتي تلقائياً بعد ذلك مباشرة, ومع التطور في الحياة الحديثة اليوم اصبح هناك فئات ومؤسسات ومكتبات خاصة لهذا الغرض مهمتها وعملها هما بيع وشراء الكتب مادياً وتوزيعه تجارياً ونشره في الاسواق كالصحف والمجلات والدوريات, كما أصبح للكتاب معارض لنشره وتوزيعه في الدول المتقدمة بواسطة الجامعات والمعاهد العلمية والأندية والمؤسسات الأدبية والثقافية, وهذا الجانب مهم، فالكتاب ومعارضه المنتشرة بين الفينة والأخرى هنا وهناك، يشكلان واجهة حضارية متطورة ومؤشراً مهماً في تاريخ الإنسانية المتقدمة, وكما أن للكتاب تنظيماً في تأليفه للقراءة فله تنظيمه في عرضه وتوزيعه وذلك بوسائل الإعلان عنه والإعلام به والكتابة عنه والإشارة إليه, وهذا و ذاك يجعلان الكتاب أو الكتب عرضةً للاقتناء والشراء مما يفيد كمية التوزيع ويضاعفه ويزدهر بذلك الحركة الثقافية في المجتمعات الإنسانية إقليمياً ومحلياً ودولياً على ضوء انتشار الكتب حيث يعد ذلك مؤشراً واضحاً لتقدم الإنسان الفكري وازدهاره المعنوي.
ولعل ظاهرة الإقدام على القراءة والاطلاع جعل كثيراً من المؤسسات في القطاع الخاص تفتح مكتبات تجارية وهي غير دور النشر والتوزيع التي تقوم اساساً على صناعة وتجارة ونشر الكتب.
وهنا فإن اقامة معارض للكتاب اصبحت ضرورة في حياتنا الاجتماعية والتعليمية والثقافية والأدبية، ولعل للميول وهواية القراءة دوراً كبيراً في انتشار معارض الكتاب، ونجاحها في التوزيع ليس مقروناً بالحاجة للتعليم فقط أو متطلبات المدرسة و الجامعة فحسب، بل اصبح لمعرض الكتاب جدوى مرتبطة بحياتنا اليومية وسلوكنا في الحياة الاجتماعية، ومعاشنا الأدبي والثقافي إذا جاز التعبير إن لنشر العلم أهدافاً حيوية وإن لذلك وسائل سريعة ويأتي الكتاب كظاهرة علمية أقدم هذه الوسائل وأنجحها على الإطلاق، فقد سبق الكتاب وسائل الإعلام والقنوات الفضائية المعاصرة في نشر العلم والأدب والثقافة, وهو وسيلة محبوبة عند طلاب العلم منذ أمد بعيد وزمن طويل لاحتوائه على افضل السبل للتعرف على ابواب العلوم والآداب والفنون, وبذلك فإنه وسيلة تثقيفية يسيرة غير مكلفة للنفس والنفيس وذات اليد بل إنه سهل التصفح والإطلاع على جميع المادة العلمية أو الثقافية الواحدة التي ضمها بين غلافيه لاحتوائها ذهنياًوجمعها فكرياً, وهناك خلفية لمعارض الكتب وهي إعدادها مهرجانياً حافلاً بحضور نخبة عريضة من رجال الفكر والثقافة الذين يجتمعون لعقد الندوات الأدبية والأمسيات الشعرية والمحاضرات الثقافية العامة، فيكون وضع هذه المعارض وضعاً جيداً إلى حد كبير نظراً للحضور الكثير من قبل عاشقي المعرفة وهواة الأدب والحكمة والمعرفة, ومهما يكن أمر انتشار الكتاب في حياتنا اليوم فإن الأجيال المتوالية ينبغي تحسيسها بأهمية الكتاب في حياة الفرد والمجموع وأنه ذو مكانة خاصة في النفوس لايستغني عنه أحد بل إن في الإقبال والاطلاع عليه نلمح ظاهرة الرقي الفكري للأمة واتساع آفاقها المعنوية والنيرة، فيكون بذلك محبباً لهذه الأجيال، قريباً إلى إدراكهم وعاملاً مهماً لشحذ المواهب والقدرات الأدبية في نفوسهم والتطلع المستمر نحو المعرفة وفوائدها الكثيرة من قبلهم كي يتعود الفرد منهم على مطالعة الكتاب تلقائياً من نفسه ونابعاً من قلبه وإدراكاً من ذهنه نحو أهم وسيلة للتعرف على العلوم والآداب والثقافات والفنون الإنسانية.
وتأتي معارض الكتاب عاملاً قوياً على تنمية حب الكتب وقراءتها لدى الناشئة من طلاب العلم، مسهمة بذلك دوراً مهماً وحيوياً في هذا المجال المعرفي الجميل بإمكانياتها المادية لخدمة الكتاب وقرائه، ونشره وتوزيعه في أنحاء البلاد، ولايعني هذا الدور مادياً فحسب بل إنه يحتوي على معنىً حضارياً وثقافياً رائعاً في نفس الوقت,, الشيء الذي يجعل من هذه المعارض ظاهرة ثقافية جيدة، وواجهة حضارية زاهرة.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved