أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th July,2000العدد:10144الطبعةالاولـيالجمعة 5 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

السياحة الإسلامية
د, إبراهيم بن عبدالله المطلق *
الأصل في السياحة السير في الأرض يقال ساح فلان في الأرض يسيح سياحة وسيوحا وسيحانا ومن السيح في الماء الجاري المنبسط.
ومنه قول طرفة بن العبد:


لو خفت هذا منك مانلتني
حتى ترى خيلا أمامي تسيح

قال الله تعالى في شأن المشركين: فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين أي سيروا في الأرض آمنين لا تخافون من المسلمين,,.
أما السياحة المشروعة التي أمر بها الإسلام وحث عليها نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم فهي الاقتصاد بالعبادة وعدم الغلو والرهبانية كما كان يفعل النصاري والأحاديث الموافقة لهذا كثيرة في بيان أن سنته صلى الله عليه وسلم التي هي الاقتصاد في العبادة وفي ترك الشهوات خير من رهبانية النصارى التي هي ترك عامة الشهوات من النكاح وغيره والغلو في العبادات صوما وصلاة.
ومن السياحة الإسلامية الجهاد في سبيل الله تعالى إذا دعا إليه إمام المسلمين فهو ذروة الإسلام يدل على ذلك مارواه أبو داود في سننه عن أبي أمامة أن رجلا قال يا رسول الله ائذن لي في السياحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن أمته سياحتهم الجهاد في سبيل الله.
وفي حديث آخر إن السياحة هي الصيام والسائحون هم الصائمون ونحو ذلك وذلك تفسير لما ذكره الله تعالى في القرآن من قوله السائحون وقوله والسائحات.
والغرض هنا بيان ما جاءت به الحنيفية من مخالفة اليهود فيما أصابهم من القسوة عن ذكر الله وعما أنزل من الهدى الذي به حياة القلوب ومخالفة النصارى فيما هم عليه من الرهبانية المبتدعة وإن كان قد ابتلي بعض المنتسبين منا إلى علم أو دين بنصيب من هذا ومن هذا ففيهم شبه بهؤلاء.
ومن السياحة السير في الأرض بقصد العبرة والعظة بمخلوقات الله تعالى مع البعد والحذر كل الحذر عمّا يوجب سخط الله تعالى ومقته قال سبحانه: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر .
وقد أمرنا الله تعالى بالسير في الأرض لننظر كيف كان عاقبة الأمم المكذبة لأنبيائها لنعتبر ونتعظ فتلين قولبنا لذكر الله تعالى وخشيته قال سبحانه: أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة المكذبين .
وللسياحة فوائد جمة ومنافع عظيمة من ذلك ما ذكره الإمام الشافعي رحمه الله تعالى بقوله


تغرب عن الأوطان في طلب العلا
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرج هم واكتساب معيشة
وعلم وآداب وصحبة ماجد

ومن ذلك أيضا ماروي عن يحيى بن الجلاء وقد صحب بشر بن الحارث وحكى عنه وكان عبدا صالحا قال سمعت بشرا يقول لجلسائه سيحوا فان الماء إذا ساح طاب وإذا وقف تغير واصفر.
فالسياحة المشروعة هي الاقتصاد بالعبادة والجهاد في سبيل الله تعالى إذا أعلنه إمام المسلمين والصيام والسير في الأرض للعبرة والعظة كما دلت النصوص بعيداً عن كل ما يخالف كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الشهوات والشبهات, وفق الله الجميع لطاعته والبعد عن معاصيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved