أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th July,2000العدد:10144الطبعةالاولـيالجمعة 5 ,ربيع الثاني 1421

الثقافية

الخطوة الأولى
مأسأة فتاة
افقت وأنا على شاطىء غريب لم أره من قبل,, جلست بقرب البحر اتذكر كيف وصلت الى هنا,,
تذكرت انه كان لي ام حنونة لطيفة تحبني واحبها,, تضمني الى صدرها حينما احتاج اليها وتقبلني وتحنو عليّ,, اما الآن فقد سلبها الزمان مني فقد فارقت امي الحياة,.
لن أراها مرة ثانية، دفنت تحت التراب، ماتت امي عندما كنت في العاشرة كانت تحملني وتركض من الأعداء الذين كانوا خلفنا يطلقون علينا الرصاص حتى اصابوها فوقعت على الأرض وهي تنزف دما كثيرا لا يتوقف، لم استطع مساعدتها كانت تقبلني بشدة وتحضنني.
وتقول لي اذهبي لمن يحميك,, اذهبي وابحثي عن خالك او خالتك او اي احد تعرفينه,,
ولم تكمل كنت انتظرها لتتم عباراتها ولكنها توقفت، امي ماتت لم أصدق ذلك الشيء ولكني كنت مرغمة على تصديقه والخضوع للأمر الواقع,, لم استطع التفوه بكلمة واحدة,, ذهبت وانا ابكي اركض بعيدا ابحث عن احد أعرفه اي احد حتى لو كان بائع الخبز الذي كنت اشري منه كل صباح,, ولكني لم أجد احدا منهم,, ولكني وجدت من هو احب الي منهم وجدت ابي ملقيا على الأرض فاقد الحياة,, توقفت للحظات ولم استطع ان افعل شيئا,, الا ان احمل في قلبي الحقد الكبير والكره العميق لهم، لأعداء الإسلام,, ولكني ما زلت صغيرة لا استطيع فعل أي شيء ,, اكملت ركضي نحو جهة مجهولة بعد ان تذكرت ما قالته لي امي ,, وركضت حتى وصلت الى ساحل بعيد,, وجدت عنده احدا اعرفه,, نعم هو هذا انه صاحب ابي الصياد,, الذي كان يشري منه ابي السمك كل يوم,, ذهبت اليه وكان يجهز اغراضه للرحيل وكان معه ابنه الصغير,, فذهبت اليه,,, فسألني بدهشة,, أين أبوك فرددت عليه مات ابي وأمي فحضنني بقوة واركبني معه في قاربه الصغير,, زورق الصيد,, جلست انا وابنه الصغير الذي يكبرني بعدة اشهر,, وكنت اسأله أين اختك منى فقال لي بكل حزن ماتت فسألته أين أمك فرد علي بنفس رده الأول,, لم يبق غيره هو وأبوه,, وصلنا الى مدينة تبعد عن مدينتي ب80 ميلا وكان الوضع احسن حالا من المدينة التي كنت فيها فجلست انا وصاحب ابي وابنه نلفظ انفاسنا بعد رحلة طويلة دامت اسبوعين,, جلسنا في تلك المدينة لمدة شهرين فذهبنا في رحلة طويلة بعد ان اندلعت الحرب في المدينة التي اقمنا فيها.
واستمرت هذه الرحلة مدة طويلة جدا مدة خمسة اشهر ثم وصلنا الى مدينة اخرى,, وكانت الحرب فيها شديدة جدا ثم رحلنا بعدها لمدة سبعة اشهر حتى وقع ما لم يكن في الحسبان,, وقعت فنبلة مفجرة بجانب القارب الصغير حتى لم افق إلا وانا هنا على هذه الجزيرة الغامضة ومازلت اذكر مأساتي.
الى متى هذه الغفلة الى متى, متى ستتحرر المدن الإسلامية حتى متى هذه الغفلة.
دانة عبدالله عبدالعزيز اليمني
مدارس منارات الرياض

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved