أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th July,2000العدد:10144الطبعةالاولـيالجمعة 5 ,ربيع الثاني 1421

أفاق اسلامية

حديث المرأة
فقه المهلب واقتصادنا!!
د, رقية بنت محمد المحارب
علق الإمام ابن بطال رحمه الله على الحديث الذي اخرجه البخاري رحمه الله في صحيحه في كتاب الفتن من حديث أم سلمة رضى الله عنها قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعاً، يقول: سبحان الله ماذا انزل اليوم من الخزائن؟ وماذا أنزل من الفتن؟ من يوقظ صواحب الحجرات يريد ازاوجه لكي يصلين؟ رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة, فقال: إن مما يفتح الله على الناس من الخزائن وان الفتن مقرونة بها، ويشهد لذلك قول الله تعالى: كلا إن الإنسان ليطغى، أن رآه استغنى , فمن فتنة المال ألا ينفق في طاعة الله وان يمنع منه حق الله ومن فَتِنَه السرفُ في انفاقه ألا ترى قوله عليه السلام: رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة، وقد تعجبت كثيراً من استنباط المهلب رحمه الله عندما قال: ان فيما فتح من الخزائن فتنة الملابس، فحذر عليه السلام ازواجه وغيرهن أن يفتن في لباس رفيع الثياب التي يفتن النفوس في الدنيا رقيقها وغليظها، ذكر ابن حجر رحمه الله تعالى ان من معاني رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة كون المرأة كاسية بالثياب لكنها شفافة لا تستر عورتها فتعاقب في الآخرة بالعري جزاء على ذلك, واذا كان تقصير الملابس من الفتن كما في هذا الحديث، فماذا تقول في وضع الملابس التي ترتديها بعض النساء في الافراح والمناسبات والشاليهات؟ واذا تأملنا في وضع الأسواق والملابس العارية المعروضة في اسواقنا فإننا نتعجب كيف استطاع هؤلاء ان يروجوا موضاتهم لدينا ويستنزفوا اموالنا دون ان نشعر ولدرجة اننا لم نعد نجد الملابس المناسبة في بعض الاحيان، وإذا علمنا ان معظم من يقوم على بيوت الأزياء العالمية هم من اليهود ادركنا السر في اتجاههم نحو تأجيج هذا النوع من التجارة وتسخير وسائل الإعلام المختلفة واصدارهم لكثير من مجلات الازياء من أجل استمرار التجهيل والتضليل, ولن يوقف هذا النزيف الاقتصادي لثرواتنا إلا جرعات من وعي تتقبلها بناتنا وإلا شيء من التوجيه الأسري الهادئ المثقف.
ان خسارة الاقتصاد الوطني من جراء هذا الكم الهائل من الماركات العالمية التي تغزو اسواقنا تعد بالبلايين فهل من وقفة شجاعة نتبناها جميعاً من اجل الحفاظ على ثرواتنا؟ ليس هذه حرباً للزينة وانما هو ترشيد لها.
وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم دعا زوجاته رضوان الله عليهن ومن ورائهن نساء الصحابة الكرام الى الدعاء والتضرع في وقت لم تحدث فيه هذه الفتن، فمن باب أولى ان تتجه قلوب الناس والنساء خاصة في اوقات وقوعها وتحققها الى الله عز وجل بالدعاء والإنابة والتضرع طلباً للسلامة من الوقوع فيها, انه توجيه نبوي للمؤمنات الراجيات ما عند الله من النعيم ان يحذرن التعري في الدنيا وان يعلمن ان ما يعملنه ربما مجاراةً للموضة وطلباً للظهور ورغبةً في المديح وتقليداً أعمى وانسياقاً وراء دعايات مبهرة لن ينفعهن يوم تبلى السرائر، وسوف يحاسبن عن كل ريال انفقنه في تفصيل فستان عار، بل انهن ربما يتحملن ايضاً وزر كل من قلدهن.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved