أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th July,2000العدد:10144الطبعةالاولـيالجمعة 5 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

حول تفعيل دور المرأة في رئاسة تعليم البنات
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنني كمواطنة ترعرعت ونشأت في هذا البلد المعطاء المملكة العربية السعودية التي أولت المرأة كل عناية ورعاية واهتمام، وما تخصيص حكومتنا حفظها الله المرأة بجهاز تعليم خاص وهو رئاسة تعليم البنات إلا دليل وشاهد من الشواهد الكثيرة التي تحسب لقيادتنا الحكيمة التي لا تألو جهدا ولا تدخر وسعاً في رعاية المواطنين والمواطنات,, ولي ثمة رأي بما يثار هذه الأيام حول تفعيل دور المرأة في رئاسة تعليم البنات إدارة وتسييراً وأن يكثف عدد العاملات فيها إداريا وتحول إدارة جهاز الرئاسة وإدارات تعليم المناطق والمحافظات إلى نساء بدل الرجال، باعثي في ذلك صدق النصيحة ورائدي المحبة ودافعي المواطنة الحقة، فأقول:ما من شك أننا نؤمن أن للمرأة دوراً فعالا وهاماً في الحياة، فهي النصف الآخر وهن شقائق الرجال وهي الأم والزوجة والأخت والبنت بل هي كل شيء في العطف والحنان وهي بحق المربية الأولى لكيان المجتمع المسلم، غير ان للمرأة خصائص وميزات وقدرات معينة بحسب فطرتها وتركيبها السيكلوجي والجسمي والنفسي والعاطفي الذي جبلها عليه خالقها سبحانه وهو الأعلم بها وهو الحكيم في خلقه وتدبيره فشرع لها أعمالاً تتناسب مع فطرتها وخلقتها من الأعمال المنزلية والأسرية وإن الحمل والولادة والرضاعة والأمومة والرعاية والتربية لهي أعظم وظيفة للمرأة وأجل تشريف لها وهي بقيامها بهذه الوظيفة تعطي وتعمل اكثر من الرجل فكيف يأتي من يقول إن نصف المجتمع معطل لا يعمل,,؟ كيف يعقل هذا القول وهي تؤدي دوراً بالغ الأهمية,, نعم أقول هذا من واقع تجربتي وخبرتي كامرأة، ونحن النساء ادرى بأنفسنا من غيرنا وأهل مكة أدرى بشعابها والرجل بعكسها جُبل على الكسب والكد والعمل خارج المنزل وتحمل المشاق العملية والنفسية.
فالمرأة بحول الله تؤمِّن الجبهة الداخلية للأسرة والرجل يؤمِّن الجبهة الخارجية، فمن غير المعقول ابدا ان تتبدل الأدوار وان تكلف المرأة ما لا تطيق او أن تتصدر او تكلف بأمور تخرج بها عن مكانها وفطرتها وأنوثتها بل تتجاوز مقدرتها الجسمانية والعقلية والنفسية، بل لا يمكن أبدا ان تحل محل الطرف الآخر أعني الرجل، فالله سبحانه خلقها وهو أعلم بها وبما يصلحها ويصلح لها وهو القائل: (وليس الذكر كالأنثى) فمن غير المعقول ان تكثر الطنطنة والدندنة حول عمل المرأة وخروجها، أو قول البعض هداهم الله أنها محرومة الحقوق مسلوبة الإدارة وأن نصف المجتمع معطل.
إن بلادنا بعون الله وتوفيقه لن تصل الى ما وصل اليه الآخرون في ضياع المرأة وترك الحبل على الغارب لها، كما في بعض البلاد التي تحللت من كثير من القيم وأحلت للمرأة ما لا يجوز فعله، ولا في التشديد والتضييق عليها وهضمها حقوقها وحاشا مجتمعاً يؤمن بالله ورسوله ويتمسك بالإسلام وفي بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومنبع الرسالة وقبلة المسلمين ان يظلم المرأة ويحرمها الحياة الآمنة السعيدة التي ضمنها لها الإسلام,,! والمرأة في بلاد الحرمين حرسها الله تعيش حياة من الراحة والتقدير والاحترام والطمأنينة والخدمة والاعتبار والحفظ والرعاية تحسد عليها من مثيلاتها في المجتمعات الأخرى فلها في مجال التربية والتعليم النسائي عمل، ولها كذلك في المجالات المتخصصة بها كالطب والتمرض والأمور الاجتماعية النسائية، حتى الكتابة والتأليف لها مجال.
ثم إن الوظائف القيادية الكبيرة او التنفيذية الحساسة سواء في التربية والتعليم او غيرها تحتاج الى جَلد الرجال وصبرهم وحنكتهم وقوة عزيمتهم، وإليكم بعض السلبيات في إدارة المرأة لجهاز الرئاسة وإدارات تعليم المناطق والمحافظات التي لا تغيب عن ذي لب:
من ذلك الحاجة الى مراجعة الرجال للرئاسة من جميع مناطق المملكة، إضافة الى ان المرأة كما تعلمون سريعة العاطفة ولا يمكن ان تتعامل مع القضايا الكبيرة والمهمة دون ان تدخلها العاطفة ولاشك ان العاطفة قد تضر أحياناً وتدمر العمل أحياناً، كذلك ما يعتري المرأة من الأمور الشهرية والحمل والولادة والرضاعة والحضانة ورعاية الأبناء والقيام بحق الزوج كل ذلك يتطلب الغياب عن العمل التنفيذي ويتطلب تكليف أخريات مما يجعل العمل في سيره متفاوتاً، واسألوا رئاسة تعليم البنات وإدارات التعليم عن كثرة مشاكلنا نحن النساء وكثرة الغياب والإجازات بجميع أنواعها وعدم الاستقرار في العمل فهذا واقعنا دون مجاملة!! ومن ذلك: تجربة المرأة في المدارس وما لوحظ من كثرة طلباتها وحبها للألوان والزينة والمظاهر مما أرهق كواهل اولياء أمور الطالبات، والواقع يشهد بتذمر الكثير من كثرة طلبات المدرسات فكيف إذا جاءت في موقع التنفيذ والقرار لاشك انها ستثقل ميزانية الدولة دون الحاجة الضرورية في كثير من الأمور، فهذه السلبيات وغيرها مما خفي تؤخر معاملات النساء وتضيع حقوقهن، وما بالك بالقيام بواجب عطاء العمل من الموظفات الأرامل والمطلقات ومن تحصل لها مشاكل اسرية تجعل زوجها في ذلك اليوم لا يطيق ذهابها للعمل.
آه ثم آه,, لو يرى البعض ما هي معاناة بعض المراجعات من تتابع خروج معاملة ما واردة لأحد مراكز الإشراف النسوي وما مدى تأخيرها,, فنداء صادق وحار للمسئولين وفقهم الله وأدام عزهم إن جهاز الرئاسة لا يصلح فيه للعمل الا الرجال الصالحون المصلحون المخلصون فقط دون النساء البتة، ثم إني أناشدكم أيها المسؤولين باسم بنات جنسي ان تعينونا على أن نكون نساء في البيت، نساء في العمل المناسب لنا، نساء في التعامل، وأن توظفوا الرجال والشباب الذين عليهم واجب الإعالة والصرف على المرأة خاصة وان الوظيفة بالنسبة لكثير منا أمر ثانوي.
وليعي الجميع ان القيادة والرئاسة والرعاية منوطة بالرجال كما قرر أهل العلم أخذاً بقوله تعالى: ( الرجال قوامون على النساء)، وأن المفاهيم والفطر لا يمكن ان تتغير او تتبدل بحول الله وأن الرجل رجل والمرأة امرأة، وأنهما لا يستويان بل يختلفان في جوانب كثيرة، ومع أنه لا مجال للمساواة في كثير من المجالات.
فإننا كنساء نقوم الآن بدورنا التربوي والأسري خير قيام في البيت والتعليم والطب النسوي، فلله الحمد والمنة ان المرأة في هذه البلاد تخدم ليل نهار وتؤمّن حوائجها ولو استدان عائلها.
والله من وراء القصد والله الهادي الى سواء السبيل.
غادة بنت فهد بن محمد العنزي

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved