أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th July,2000العدد:10144الطبعةالاولـيالجمعة 5 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

حول الفحص الدوري الشامل
عزيزتي الجزيرة
نشر مدير إدارة المرور العقيد/ فهد البشر تصريحاً صحفياً حول البدء في تطبيق الفحص على جميع أجزاء المركبة دون اقتصاره على العناصر الأربعة التي كان التركيز عليها سابقاً وهي: الإطارات والكوابح والمسَّاحات والأنوار ومما قاله سعادته إن هذا القرار يأتي في إطار الاهتمام بسلامة المركبات وتأثيره الإيجابي في التقليل من الحوادث المرورية وتخفيف نسبة تلوث البيئة .
وفي اعتقادي ان المسؤولين عندما حددوا العناصر الأربعة في السابق لم يحددوها إلا بعد دراسة متأنية هدفت إلى التقليل من الحوادث وتأمين عوامل السلامة وراعت الظروف الاجتماعية والمالية لكثير من اصحاب السيارات، وسهلت على شريحة من المجتمع لا تستغني عن السيارة، ولكنها في الوقت نفسه لا تستطيع تلبية ما كان يطلب منها أثناء تطبيق الفحص الكامل.
حقيقة لقد استبشرنا خيراً عندنا تم إعادة هيكلة الإدارة العامة للمرور، إيماناً بأن التخصص مطلب أساسي للتطوير والإنجاز, إن رفع الوعي المروري لدى المجتمع والتقليل من الحوادث ورفع كفاءة العاملين بالإدارة أهم بكثير من النظر إلى مسألة حسمت منذ سنوات وإن العبء على الإدارة العامة للمرور أكبر من أن تنظر إلى الفحص الدوري في هذه الأيام، وحبذا لو أنها نظرت إلى قضايا مرورية أهم من ذلك منها:
* تدريب الافراد وحثهم على السرعة في مباشرة الحوادث أياً كانت موقعها وحجمها نظراً لما تسببه من عرقلة الحركة المرورية وخاصة في الطرق الرئيسية ولن يتأتى ذلك إلا بالعمل الدؤوب على توزيع المدن إلى مناطق جغرافية حسب حجم المدينة وعمل خرائط خاصة لدى كل قسم من أقسام المرور وتكثيف العمل الميداني.
* برمجة الإشارات وهذا أمر مهم في تسهيل الحركة المرورية وانسيابها ولن تتمكن إدارة المرور من عمل ذلك إلا بالوقوف على كل منطقة لمعرفة الحركة المرورية وكثافتها وأوقات الذروة وعدد الإشارات بالطريق والمسافة بين كل إشارة والأخرى ومعرفة الطريق الرئيسي من الفرعي وهذا يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد.
* تطوير الكفاءات فمن المعلوم أن تطوير العاملين في أي دائرة مطلب اساسي ويعتبر في إدارة المرور من الأمور الضرورية نظراً لأن موظف المرور يتعامل مع مختلف طبقات المجتمع ويأتي هذا التطوير على عدد من المراحل، لعل أبرزها هو أختيار رجال المرور بشيء من العناية والموضوعية نظراً لضرورة توفر الفرد المثقف والصبور، وتأتي المرحلة الأخرى وهي تدريب ذلك الفرد على التعامل مع أفراد المجتمع وكيفية مباشرة الحوادث والارشاد ونحو ذلك.
* رفع الوعي المروري لدى المجتمع نظراً لكثرة الحوادث التي آلت بالمسؤولين إلى إعادة هيكلة الإدارة العامة للمرور، فإن أبرز الأهداف الرئيسية التي يجب أن تنصب على الجهود الحالية في نظري هو رفع الوعي المروري لدى المجتمع نظراً لأن المجتمع ذو طبقات متفاوتة من حيث الثقافة المرورية على الاقل، ويتطلب هذا من المسؤولين في المرور أن يقوموا بعمل الخطط المناسبة وفقاً للأهداف التي يتحتم عليها الوصول اليها أو إنجازها، وهذا في الحقيقة يحتاج من رجال المرور إلى تكثيق العمل والتعاون مع الكثير من المتخصصين في هذا المجال.
* مراكز الفحص ومحدوديتها، إذا كانت الإدارة العامة للمرور تعتقد أن الفحص الدوري الكامل هو أهم واجباتها، فإن عليها قبل أن تطبق الفحص الشامل أن تعيد النظر في عدد مراكز الفحص الدوري في كل مدينة، فعلى سبيل المثال هناك مركز فحص واحد في مدينة الرياض التي تجاوز عدد سكانها ثلاثة ملايين وتجاوزت أطوالها 60x60كم، فهل من المعقول أن يكون ذلك المركز كافياً لهذا الحجم الهائل من السيارات خاصة وأن هناك من يملك أكثر من سيارة في مجتمعنا، ثم لماذا السفر من طرف المدينة الى طرفها الآخر لهذا الغرض؟ ولماذا لا نستفيد من خبرات غيرنا في الدول التي سبقتنا في هذا المجال، مع الأخذ في الاعتبار أن شريحة من المجتمع في تلك الدول يمكن أن تستغني عن السيارة في ظل تواجد وسائل النقل المختلفة من باصات وقطارات يسيطيع الشخص أن يستخدمها دون عناء يذكر والتي لاتتوفر في كثير من مدننا؟
* دراسة إمكانية عمل مسار خاص بسيارات الاسعاف والاطفاء ونحوها في الطرق الرئيسية وبلون خاص، إذ ان هذا يسهِّل حركة مباشرة الحوادث وإنهائها على وجه السرعة وتسهيل حركة الطوارئ.
* دراسة إمكانية تطبيق الدوريات المدنية، وهذا الأسلوب مطبق في بعض البلدان الأخرى، وهو أسلوب رادع لضعاف النفوس ممن يريدون المخالفة أو قطع الإشارة، حيث سيحد تطبيق الدوريات المدنية من ذلك، لخشية المخالف من أن يكون الشخص الذي يراه من رجال المرور.
إن هذه الامور وغيرها يجب أن تأخذ الأولوية قبل الخوض في نظام تطبيق الفحص الدوري على جميع أجزاء السيارة، كما أن الاستفادة من الخبرات والدراسات السابقة أمر مهم، ونكرر التأكيد على أن الفحص السابق لم يحدد تلك الأجزاء الأربعة إلا بعد أن أدرك المسؤولون أن هناك أموراً اجتماعية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، ونحن على ثقة بأن إدارة المرور تضع تلك الأمور وغيرها الكثير في الحسبان.
سدد الله الخطى,.
د, سعيد بن ناصر المرشان

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved