أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th July,2000العدد:10144الطبعةالاولـيالجمعة 5 ,ربيع الثاني 1421

شرفات

تمتلك شبكة من الأقطاب الكهربائية
عيون الكترونية لفاقدي البصر
من المألوف ان نرى اشخاصا مصابين بالعمى يستخدمون الميترو بمساعدة عصا خيزران او كلب، لكن من غير المألوف ان نرى شخصا مثل جيري لا يستخدم عصاً أو كلباً للاستدلال به بل يستخدم عوضاً عن ذك نموذج عين اصطناعية, وسيتم تزويده لاحقاً هذا العام بنموذج مطوّر عن نظام رؤيته الاصطناعي هذا الذي سيكتسح الأسواق, وسينخفض سعره تدريجياً حيث يكون في البداية حوالي 50,000 دولار ولكن قد ينخفض مع ازدياد الإنتاج.
وجيري هذا الذي يطلب عدم ذكر كنيته، فقد بصره كاملاً في حادث في العام 1974 عندما كان في السادسة والثلاثين من العمر، وبعد مرور عامين بدأ جيري العمل لدى ويليام دوبيل مدير ابحاث الاعضاء الاصطناعية آنذاك في المركز الطبي الكنسي في نيويورك ومدير معهد دوبيل حاليا, وقد قام دوبيل بحملة قوية على مدى ثلاثة قرون لاستعادة بصر المصابين بالعمى, ومنذ العام 1974 يخضع جيري لأبحاث دوبيل.
ولكن لنتساءل، ما هو مفتاح او مبدأ عمل نظام الرؤية الاصطناعية هذا؟ إنه عبارة عن دارة مطبوعة على لوحة بحجم طابع بريدي زرعت في مخ جيري، وهذه اللوحة تمتلك شبكة من الأقطاب الكهربائية التي تثير اللحاء البصري مشكّلة صور حبابية باللون الأبيض والأسود ويتم تشغيل وإطفاء (وصل وفصل) هذه الأقطاب الكهربائية المستقلة في اللوحة على اساس الإشارات الواردة من كاميرا تلفزيونية صغيرة جدا مركبة على العدسة اليمينية لنظارات جيري الشمسية, في البداية يجب ان تكون الصور التلفزيونية رقمية تتم معالجتها من قبل كتاب كمبيوتر مركب على حزام جيري او في حقيبته الظهرية.
وقد شهد هذا النظام الصيف الماضي تطويراً شاملاً، فبسبب البرمجيات الجديدة المتطورة والمعدات الحديثة اصبح باستطاعة جيري قراءة حروف يصل ارتفاعها الى 2 بوصة (5 سم) فقط ومن مسافة 5 أقدام, وفي الاسابيع الماضية كان جيري يتعلم قراءة إشارات صور من الكمبيوتر بحيث يصبح في مقدوره التواصل مع الإنترنت, وعندما يقول جيري التواصل مع الإنترنت فإنه يعنيها حرفياً حيث ينزع سلك عين الكاميرا التلفزيونية ويوصله الى طرف كابل الفيديو من الكمبيوتر الشخصي، ويبقى ان نقول ان الكمبيوتر المحمول على حزامه يقوم بعملية الترجمة والتفسير.
إن شاشات الإنترنت العادية تتطلب طريقة ذات تفاصيل كثيرة ولهذا يتم تجريب واختبار برامج دوبيل هذه لرؤية مدى إمكانية شطب اكبر كمية من (الضجيج) دون تشويه وظائف الشاشة الاساسية, وفي هذه الأثناء ما على جيري سوى الانتظار للحصول على النسخة التجارية من (عين دوبيل الاصطناعية الإلكترونية) التي ستحتوي بطاقتها التي تزرع في الدماغ على 512 قطبا كهربائيا اي ثمانية اضعاف العدد الموجود في جمجمة جيري حالياً وهذا سيوفر مواصفات اكثر للصورة.
وعلى الرغم من ان صورة ب 512 بكسل تبقى صرخة بعيدة جدا عن صورة ب 200,000 بكسل كما هو الحال في صورة تلفزيونات اليوم، إلا أنه إذا استطاعت هذه الصورة الحبابية الواهية أن تستعيد بعض المقدرة على التحرك ومساعدة الأشخاص المصابين بالعمى على القيام بأعمال تتطلب استخدام الكمبيوتر، عندها فإنه حتى ال 512 بكسل تساوي مليار الكلمات.
ويقول الدكتور ويليام هيتدركس مدير المعاهد الوطنية للبرامج الصحية المتركزة على تطوير الزراعات الإلكترونية إنه متفائل بأن الزراعات الالكترونية ستكون قادرة على تقديم وظائف هامة للأشخاص المصابين بالعمى.
ويبقى هذا رأي الطب وتفاؤل الأطباء ولكن يا ترى في حال أجرينا استطلاعا بين الأشخاص المعنيين بهذ الأمر اكثر من غيرهم اي (المصابين بالعمى) حول أمانيهم وأحلامهم ومدى إمكانية الحصول على مثل هذه التقنية وبهذا السعر فهل سيكون التفاؤل كبيرا ,,, ؟
مترجمة عن مجلة (بزنس ويك)

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved