أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 9th July,2000العدد:10146الطبعةالاولـيالأحد 7 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

نهارات أخرى
ما يرسمه الحزن فينا ,,,!
فاطمة العتيبي
** ما الذي تضيفه الاحزان في دواخلنا,.
وما الذي تمنحه الدنيا بوجهها القاتم لشخصياتنا,.
وما الذي ترسمه
الدموع الساخنة في ردهات قلوبنا,.
واي بشر نكون,.
حين تغسلنا الدموع من عالية رؤوسنا الى أخمص اقدامنا,.
وكيف نكون حين تضيق بنا الكرب وتتقلص مسارب الضوء
في ايامنا وتستحيل الحياة الى ظلمة لا يضيئها الا الامل بالله سبحانه
كيف نكون حين نخرج من الضيقات,.
حين تنفرج بنا الكربات
حين يستقبلنا زهو الحياة بعد خريفها,.
هل نعاود الدنيا,.
بملامحنا القديمة,.
بقلوبنا التي تشبه قلوب الاطفال,.
يقول الفلاسفة والمجربون,.
ان أولئك الذين تمحضهم الحياة بتجاربها القاسية هم الذين يعيشونها كما تستحق,.
هم الذين يقبلون عليها بقلوب صافية,.
ممتلئة بالحب والوعي والفهم,.
هم اولئك الذين يستقبلون همومها اليومية برحابة صدر وافق واسع,.
لانهم خبروا وجهها الاكثر ضيقا وكرباتها الاكثر تعقيداً,.
فاستسهلوا الصعب,, ورسم الحزم فيهم ملامح قوة جديدة وقدرة جديرة ورحبت انفسهم فتبدت لهم الحياة فسيحة واسعة بإمكانها ان تمنحهم مجددا كل ما يريدون وبدت اصغر مما كانوا يظنون وصاروا يعلمون ان السعيد هو من تعامل مع الحياة
على انها رحلة,.
فيء شجرة يستظل به وهو حتما مغادره,.
انه سيحب في هذه الحياة ما يحب لكنه حتما مفارق وسيعيش ما كتب له ان يعيش لكنه حتما مغادر.
وانه في حمى الله سبحانه وقدرته لو اجتمع الناس على ان يضروه بشيء لما استطاعوا الا بإذن الله.
لكن هذه القناعات,.
هي مفاتيح السعادة التي تعين الانسان الحقيقي على ان يعيش الحياة كما تستحق هي.
** فإذا أيقن بأن فراق الاحبة امر وارد في كل لحظة وأختها فسيقبل بيقين المؤمنين هذه الحقيقة ويتكيف معها على قدر ما فيها من قسوة ومرارة,.
واذا علم ان رحلته مع الحياة هي مجرد رحلة مهما طالت ومهما نجحت ومهما كانت مثمرة الا انها حتما ستنتهي مثل كل الرحلات التي بها بداية ونهاية,.
واذا ادرك انه في هذه الحياة يسير بقدر مقسوم كتبه عليه خالقه لا يستطيع البشر مهما استطالت قدراتهم وعرضت ثرواتهم ان يغيروا من قسمة الله ورزقه الذي قدره له,.
فانه سيسير في هذه الحياة مطمئن البال مرتاح السريرة يدرك ان خطواته في هذه الدنيا محسوبة ومحدودة,.
وعليه ان يجتهد في جعلها تسير في الطريق المستقيم الذي يؤهله للحصول على سعادة الآخرة.
** ولهذا فحين تحل بك كرب الحياة اعلم ان كتب الله سبحانه لك خروجا منها وفرجا لها,.
فإنك ستعيش الحياة بشكل اجمل وبطريقة اكثر صفاء ورحابة وستدرك معنى ما يتداوله الناس,.
الفرج بعد الضيق,.
وهو فرج فلسفي يجعلك اكثر خبرة واكثر قدرة على استقبال الحياة بكل وجوهها وبكل تقلباتها وبكل الابتلاءات التي قد تصيبك فيها.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved