أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 10th July,2000العدد:10147الطبعةالاولـيالأثنين 8 ,ربيع الثاني 1421

الريـاضيـة

كبد الحقيقة
رحم الله,, حارس الكأسين!!
فقدت الرياضة السعودية وتحديدا فريق الهلال العريق احد ابرز نجومه الافذاذ الذين عاصروا الحركة التأسيسية لهذا الكيان العظيم في النصف الثاني من عقد السبعينات الهجرية وممن شهدوا ولادته كرويا ونشأته الاولى بحي الظهيرة على يد مؤسسه الكبير وباني امجاده الشيخ عبدالرحمن بن سعيد اطال الله عمره وكساه ثوب العافية والصحة انه ابن الهلال البار وحارسه العملاق عبدالله صالح سوا 64 عاما الذي وافته المنية يرحمه الله قبل ايام خلت بعد صراع مرير مع المرض لم يمهله طويلا,, لتخسر الرياضة بالمنطقة الوسطى واحدا من اشهر وابرز حراسها الذين ذاع صيتهم وعلا شأنهم في مطلع حقبة الثمانينات.
قاد فريقه لتحقيق انجاز تاريخي غير مسبوق البتة تمثل في حصول الهلال على كأس جلالة الملك لموسم عام 1384ه بعد فوزه على فريق الاتحاد على ارضه وبين جماهيره ملعب الصبان بجدة بركلات الترجيح 3/1 عقب تعادل الفريقين في الوقت الاضافي 1/1 حيث منح حكم اللقاء آنذاك الكعكي كل فريق 3 ضربات جزاء طبقا لنظام ولوائح مكتب رعاية الشباب فنجح الهلاليون في تسجيل ضربتين واهدرت الثالثة وبالمقابل اخفق لاعبو الاتحاد في تسديد الثلاث ركلات ليفوز الهلال بالبطولة بهدفين ترجيحيين تألق فيها نجم المباراة الاول الحارس عبدالله سوا ولعب دورا مؤثرا في حصول الازرق على كأس الملك بعد غياب موسمين من الانتظار.
ثم اضاف الزعيم لعقده بطولة كأس ولي العهد في الموسم ذاته بعد فوزه على فريق الوحدة بمكة 3/صفر في اللقاء التاريخي الذي شهده ملعب الصايغ بالرياض حيث شكل حارسه الفذ عبدالله سوا بمفرده هلالا كاملا وقف وبكل بسالة أمام وابل الهجمات التي كان يقودها نجم فريق الوحدة وابرز لاعبيه في تلك الحقبة المندثرة حسن دوش وسليمان بصيري وخضر علي ,, فحافظ على مرماه وشباكه عذراء,, منحته لقب افضل حارس خلال موسم 1384ه كما اطلق عليه يرحمه الله حارس الكأسين لمساهمته الفاعلة ودوره البطولي في صنع المكتسبات الذهبية لناديه الذي سجل اسمه في اللائحة الشرفية كأول فريق محلي يحرز بطولتي الموسم.
كما اشتهر حامي العرين الازرق في الثمانينات بلقب الحارس المثالي فطوال مشاركته مع فريقه التي بلغت عقدا ونيفا من الزمن لم ينل اي بطاقة ملونة او صدر بحقه قرار ايقاف او بدر منه سوء سلوك تجاه زملائه اللاعبين بل كان يتصف يرحمه الله بالاخلاق العالية والادب الجم واحترام الصغير قبل الكبير الامر الذي اكسبه حب واحترام الآخرين طبقا لما ذكره لي ابناء جيله سلطان بن مناحي وعزيز جمعان وسالم إسماعيل الذين تأثروا كثيرا وصدموا برحيل رفيق دربهم وصديقهم الخلوق جدا عبدالله سوا عن هذه الدنيا الفانية عشية ان داهمته الظروف الصحية تغمده الله بواسع رحمته .
وأمام هذا السجل العظيم والتاريخ الحافل بالانتصارات والانجازات والالقاب الشخصية والفردية حرصت شخصيا على استضافته يرحمه الله عبر صفحة نجوم في ذاكرة التاريخ ,, فقبل رحيله بأسبوعين وتحديدا يوم الاحد الموافق 16/3/1421ه.
قمت بزيارته في منزله وبرفقتي زميلنا المصور علي ابو سنجة وبكل بشاشة وحفاوة وطيب قلب استقبلنا كما هو ديدنه مع ضيوفه,, دلفنا منزله فجلست بجواره وقد ظهرت عليه علامات التعب وآثار المرض بشكل افقده القدرة على الحديث ولظروفه الصحية طلب يرحمه الله تأجيل اللقاء لوقت آخر,, لملمت اوراقي وودعته ولم ادر بأن هذا الوداع سيكون هو الوداع الاخير وبعد يومين اتصلت عليه هاتفيا بقصد الاطمئنان على صحته ووجدت ان احواله المرضية تزداد سوءا ووضح ذلك جليا من نبرات صوته,, فدعيت المولى عز وجل ان يكسوه بثوب الصحة والعافية,, ولم ادر انه كتب لي زيارة اخرى لمنزل عبدالله سوا معزيا بوفاته.
لقد رحل حارس الكأسين وقد ترك ذكراه العطرة وسيرته الطيبة عالقة في الاذهان والوجدان,, واسما خالدا في صفحة اول انجاز هلالي يحققه زعيم الاندية في مشوار حصد الالقاب الذهبية الفريدة من نوعها في تاريخه المديد.
فرحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته إنا لله وإنا إليه راجعون .
خالد الدوس

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved