أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th July,2000العدد:10148الطبعةالاولـيالثلاثاء 9 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

نوافذ
الفريسة والصياد!!
أميمة الخميس
ما هو العمر الزمني الذي أمضته المرأة لدينا في سوق العمل، هل يتراوح ما بين (25 إلى 30 ) عاما على أبعد الاحتمالات؟؟ وبالتالي لم تكن التركيبة الاجتماعية برتوكولا أو نظاما يتعامل مع وجود المرأة في نطاق العمل وفق ضوابط ومعايير راسخة في تقاليدنا الاجتماعية.
لذا فالموضوع ما برح يتراوح ما بين النظرة التي ترى بأن وجود المرأة في نطاق العمل هو وجود طارئ ومؤقت ولا يمكن بأي حال أن يكون قوة عاملة يعتد بها في الاقتصاد الوطني (ولعل قرار التقاعد المبكر بالنسبة للمرأة انطلق من المنطلق السابق))!! والنظرة الأخرى التي ترفض خروج المرأة إلى العمل تماما، وترى في هذا إخلالا بالنظام الأسري وموازين القوى فيه!!
ولكن تجاوزاً لهذا وذاك فالمرأة العاملة الآن في سوق العمل ومن المستحيل ردها على أعقابها بعد أن أصبحت ركنا مهما من أركان القوة الإنتاجية في البلاد، والمطلوب فقط أن تعي هي نفسها هذه القضية , وتتعامل معها من هذا المنطلق.
فبدلاً من أن يتحول هذا الدخل الاقتصادي الذي تدره المرأة إلى داعم لها على مستوى القرار والمكانة والاستقلالية الاقتصادية، فانه تحول إلى قلق دائم وهمّ مقيم، ولابد أن الجميع يلحظ تلك النبرة التي تنتشر في الصحف وبين أوساط المرأة العاملة بأن الرجال قد فتحوا أشداقهم للسطو على أموال النساء واستغلالها نتيجة لهذا الرعب والقلق، تنتشر الحكايات عن آباء يرفضون تزويج بناتهم العاملات لاستغلال مدخولهن المادي وأزواج يستغلون رواتب الزوجات لجمع مهر الزوجة الثانية، وبالطبع الحالات السابقة موجودة ولكنها شاذة وليست قاعدة, والشذوذ لا يمكن القياس عليه, وإن حدثت جريمة في مجتمع فهذا لا يعني أن المجتمع بجميع أفراده من المجرمين، كذلك بالنسبة لاستغلال أموال النساء الذي ينحصر في ندرة يحاول اللاوعي الجمعي أن يطرحها على وجه العموم وكأنه هنا يستنكف خروج المرأة من موقعها المعتاد ويحاول أن يعيدها إليه!!
بدليل أنك تجد من النادر أن يتحدث أحد عن المميزات اللامتناهية التي حصلت عليها المرأة من خلال هذا المدخول الاقتصادي الذي تحقق لها ولأسرتها وللمجتمع على وجه العموم.
بقي من هذا كله أن تعي المرأة أن كل قرش تساهم به في محيطها وأسرتها هو دعامة لاستقلاليتها وكيانها ومشاركتها في اتخاذ القرار, اما ذلك القلق الذي يحول الذكور إلى مجموعة من الصيادين يترصدون الفريسة فهي أشباح تنغرس في المخيلة فقط، هذا إذا اختارت المرأة العيش مع الأشباح وإلا فلن تصل السكين إلى عنقها طالما ظلت مسيطرة على قرارها واستقلاليته التي وصلت إليها من خلال استقلاليتها الاقتصادية.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved