أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th July,2000العدد:10148الطبعةالاولـيالثلاثاء 9 ,ربيع الثاني 1421

القرية الالكترونية

صوت القارىء
الإنترنت خيار الغد القادم
علي عبده عبدالفتاح
توالت الأيام وتعاقبت عجلى تلتهم درجات سلم التقدم التهاما,, وولج العالم حقبة جديدة بقدر ما اسبتشرت خيرا بقدر ما يؤرقها هذا الركض المتسارع نحوه.
زالت مفاهيم وتبدلت اخرى انقرضت المسافات وما رأيناه عين الجنون بالأمس استحال حقا منظورا.
إنه عصر الرقاقات,, عصر تعطلت فيه كل أجزاء الجسد البشري إلا انامله,, تطوف شرقا وغربا بأنملة,, أليس عجبا,, هذه هي الإنترنت ,, ذلك المستحيل الذي ضحك استهزاء منه الأقدمون ويتسارع عليه اليوم الموجودون,, وجه آخر للحياة,, غيرت الانترنت مفاهيم عدة,, وقلبت موازين الأشياء,, تحول العالم القديم معها جاهلا يتحاشى مجالس المراهقين الجهلة رموز هذه التقنية الجديدة,, ويخشى مواجهة هذا الغول المزمجر.
وفي خضم هذا التسارع الرهيب يلح سؤال هو: أين نحن واقصد بنحن العرب لعل القارىء العزيز وكالعادة واخذا بالإجابة التي تقولها عند أي سؤال من هذا النوع سيجب: متفرجون .
ولكن المتمعن في مشهد التسارع التقني والمتابع الجاد لهذه المعركة يرى عكس ذلك تماماً، هناك كوكبة عربية استطاعت أن تضع هيئتها العربية على خارطة الوجود التقني المعلوماتي وأثبتت أن العربي ما زال يعطي وفي عقر دار الماصّين دماء المجتهدين منا.
إن عصر المعلومات والرموز عالم هادر كل ثانية فيه يخلق فكرة وخدمة,, وتتسع المعركة,, ولكن أجمل ما في هذه المعركة هي ألا خاسر فيها,, والمستفيد الأول والأخير هي البشيرة,, جمعاء.
نحن موجودون ولكن هل نحن نعطي بقدر ما نأخذ؟
هل عطاؤنا استشعره الآخرون؟.
نعم بكل فخر,, وإن جاء العطاء الغربي أكثر توغلا في حياتنا واستخداماتنا,, غير أننا نعطي ولكن هجرة العقول العربية عيبنا وضعفنا,.
ينحى العالم منحى آخر,, ويلج حقبة جديدة كما ذكرت وهذا يفرض على القائمين على صناعة العقول أن ينحوا منحىً آخر,, كذلك إن جمود ما يلقن لتلاميذنا وأفكاره المتآكلة لا تسعف عند الحاجة,, ويتوجب على الموكل بهم انتاج المبدعين أن ينظروا بعين الواقع والحقيقة لما يقدمونه من غذاء.
صناعة العصر حاجاته كبيرة,, ومتطلباتها عظيمة,, ولتكون شيئا لا بد أن تعمل أشياء,, ونصنع هوية عربية أكثر اعتزازا لا بد أن تؤمن بنفسك وإيمانك بنفسك من إيمانك بالله عز وجل.
إن المستقبل ينبىء بأشياء جدا جميلة لكن متطلبات الظفر بهذا الجمال بحجم لذته,, تستدعي إعادة هيلكة كل أشيائنا وأولها أفكارنا,, وتسارع الأشياء ميزة هذا العصر,, وحتى نسير في الركب برؤوس تطاول العنان,, ينبعي علينا التقدم والإيمان التام بأن حلول التقنية هي الأجدى,, وإن زمن السنام والزاجل ولى وحل محله إشارات تخترق الهواء في ثوان.
الإنترنت,, رهان اليوم والغد,, والخاسر من توهم أنها وباء ينبغي القضاء عليه,, بل الوباء أن تؤمن بأنها وباء.
والعالم اللاهث وراءها أدرك ماهيتها وأنها هي الخيار الأفضل,, فهل ندرك نحن أيضاً بحجم إدراكهم,, أم نكتفي كالعادة بالاعجاب ونفتح أفواهنا في ذهول لما يجري من حولنا ونرضى منها بالقشور دون اللبّ؟.
masaher@ masaher.net
شبكة مساهير الثقافية
http://www.masaher.net

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved