أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th July,2000العدد:10148الطبعةالاولـيالثلاثاء 9 ,ربيع الثاني 1421

متابعة

لأن المطلوب التوصل إلى تسويات كبيرة
هامش المغادرة في قمة كامب ديفيد يحدد جسراً للمتعارضين
* القدس ا,ف,ب
يتطلب انجاح قمة كامب ديفيد التوصل الى تسويات كبيرة، لكن هامش المناورة محدود جدا امام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك وغير موات لتقديم التنازلات.
ولم يسبق لباراك ان وجد نفسه في موقف حرج كما هو عليه الآن بعد مرور عام على توليه الحكومة.
وقد سرع اعلان القمة واحتمال تقديم تنازلات جغرافية الى الفلسطينيين في انهيار الغالبية التي كان يحظى بها باراك والمهددة منذ شهر.
وهكذا خسر باراك امس الاحد ثلاثة من الاحزاب الستة في ائتلافه الحكومي الذي تقلص فجأة باكثر من الثلث وسيشارك في القمة على رأس حكومة اقلية شرط ان لا تطيح بها احدى مذكرتي حجب الثقة التي تقدم اليمين باحداهما وستتم مناقشتهما.
وسعى باراك بعد ان اتهمته الاحزاب الثلاثة التي استقالت من الحكومة امس الأول بافتقاره الى الحزم في مواجهة عرفات، الى طمأنة الرأي العام في هذا الخصوص.
وهكذا لوح الاحد مجددا في خطاب اذاعي متلفز للامة، بالنقاط الخمس التي استبعد مسبقا ان يقدم اي تنازلات بشأنها والتي اسماها الخطوط الحمراء التي لن يتمكن الفلسطينيون من تجاوزها بأي ذريعة.
وقال باراك، رئيس اركان الجيش الاسرائيلي سابقا، مخاطباً معارضيه لا احد يستطيع ان يعلمني ماهو الامن ,وباراك يعلم جيدا ان اتفاق السلام الذي تعهد باجراء استفتاء بشأنه لن يحظى بأي فرصة للمصادقة عليه مالم يضمن امن اسرائيل, ويطيب لرئيس الوزراء ان يكرر ان الاسرائيليين يريدون السلام شرط ان لا يكون الثمن باهظا جدا.
اما عرفات فلا يخشى على غالبيته، لكن هامش المناورة المتاح له محدود جدا وربما اقل من باراك، اذ عليه ان يأخذ في الاعتبار ضغوط وتطلعات قاعدته التي لم تعد مستعدة لتقديم المزيد من التنازلات.
كما شهدت الاسابيع الماضية تشددا في لهجة الجابن الفلسطيني المتمسك ب خطوطه الحمراء لاسيما الانسحاب الاسرائيلي الكامل من كل الاراضي المحتلة عام 1967 قطاع غزة والضفة الغربية والقسم الشرقي من القدس عملا بالقرار 242 الصارد عن مجلس الامن الدولي.
ويعتبر الفلسطينيون ان ذلك يشكل في حد ذاته تنازلا لأن الاراضي الممتلة لا تمثل سوى 22% من اراضي فلسطين في عهد الانتداب البريطاني والتي يطالبون باستعادتها كاملة منذ بدء مقاومتهم.
وفي الثالث من تموز/ يوليو الحالي، تعهد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية باعلان الدولة الفلسطينية في 13 ايلول/ سبتمبر المقبل بأي ثمن اي حتى في غياب اتفاق سلام مع اسرائيل، مما يزيد من الضغوط على باراك ويقلل في الوقت نفسه هامش المناورة المتاح امام عرفات في قمة كامب ديفيد.
وكان الرئيس المصري الراحل انور السادات استعاد سيناء كاملة بموجب اتفاق سلام مع اسرائيل في حين رفض الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد طيلة ثلاثة عقود التنازل عن شبر واحد من هضبة الجولان المحتلة في مقابل توقيع اتفاق سلام.
ويواجه عرفات بالتالي احتمال ان يكون اول رئيس عربي يتنازل عن اراض عربية تحتلها اسرائيل في مقابل الحصول على السلام, ويكفي هذا لحثه على رفض تقديم اي تنازلات، حتى وان لم يكن امامه اي حل آخر,
أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved