أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th July,2000العدد:10148الطبعةالاولـيالثلاثاء 9 ,ربيع الثاني 1421

محليــات

مستعجل
هو دائماً,, عجِل,,!
عبدالرحمن السماري
** بعض البشر,, كتلة من العجلة ,, دائماً مستعجل,, ودائماً طاير والعوام يسمون مثل هذا الشخص مطفوق أو طفق والمثقفون يسمونه,, الإنسان القلق,, فهو قلق دائماً.
** هذا الإنسان المستعجل,, متى ركب سيارته حتى ولو لم يكن يقصد هدفاً معيناً,, وحتى لو لم يكن متأخراً على ارتباط,, فإنه يطير بالسيارة,, ويدخل بين السيارات ويقفز الأرصفة,, وربما تعرض لحادث مروري سهل أو صعب بسبب سرعته وعجلته التي ليس وراءها سوى أنه دائماً عجل!
** وفي الحارة أو المكتب,, أو في أي تجمع بشري آخر يشتهر هؤلاء بين الناس,, فيقال فلان اتركه,, تراه عجل والعجلة هذه,, تقوده إلى عدة أمور لا تحمد عقباها,, فقد تفوت عليه مصالح كثيرة,, وقد تدخله في متاهات ومشاكل جنائية ومرورية وخلافات مع البشر وتكثر خصوماته بسبب عجلته.
** ويبدو لي أن هناك ارتباطا وثيقا بين العجلة والحماقة,, فالإنسان العجل,, تكثر لجاجته,, وتكثر خصوماته,, ويكثر مهاوشه مع عباد الله,, فهو على خلاف مع جاره فلان,, ومع قريبه فلان,, ومع البقال,, ومع محطة البنزين المجاورة ومع الخباز,, ومع بعض جماعة المسجد,, ومع زميلين أو ثلاثة في المكتب,, وربما مع حارس الاستراحة التي يربض فيها ليلياً آكل,, شارب ببلاش و,, وجه قوي .
** والعجل,, دائماً ما تكون ثيابه وهندامه دون المستوى المطلوب,, لأنه لا وقت له لينتظر تغيير ملابسه المتاحة إلى ملابس أفضل,, بل يخم ويطير للشارع ,, لا وقت لتبديل الملابس,, ولا وقت لتفقدها,.
** والعجل,, دائماً ما يخسر أشياء كثيرة,, فهو معرض للخطأ في البقالة وفي الأسواق وفي البنوك وفي كل مكان مخصص للبيع والشراء وتبادل المصالح.
** والعجل,, لا يبدل ثوبه حتى وهو جالس مع أولاده على الغداء أو العشاء,, فتجده مبُوبِز بالعقال والمرازيم,, بينما هو بين أولاده,, لكنها العجلة.
** والعجل,, لا يخلع ملابسه ولا يبدلها عند الاسترخاء أو النوم,, بل يتلطم بشماغه ثم ينام,, وإذا قام نفض ثوبه ثم اتجه الى الباب الخارجي,.
** والعجل,, إذا ذهب بأسرته وأولاده في اجازة,, أفسد عليهم لذة الاجازة بعجلته,, فهو دائماً يصيح يا الله ترانا تأخرنا,, يا الله مشينا فهم لا يستمتعون بمشاهدة أي شيء,, ولا مناظر ولا أسواق ولا محلات ولا بحر ولا تمشية,, لأن وراءهم انسانا عجلا,, أو كما يقول العوام مشخاط ثم يجمعهم ويصك عليهم في الشقة,, ويفسد متعة اليوم.
** إن العجلة مذمومة والرفق ما كان في شيء إلا زانه والعجلة ما كانت في شيء إلا أفسدته,, حتى في العمل الوظيفي,, فالعجلة قد تقود إلى أمور لا تحمد عقباها من أخطاء أو ضياع معاملات أو إرباك للعمل.
** حتى العجلة تؤثر على الشخص في المسجد,, فهو دائماً يتلفت وعينه على الباب,, وإذا سلم الإمام طمر مع الأطفال والصغار يسابقهم في الخروج,, ثم اتجه إلى منزله هرولة.
** العوام يرددون دائماً العجلة مذمومة ,, ذلك أنهم خبروا وجربوا وأدركوا أن العجلة بالفعل,, مذمومة,, ونتائجها وخيمة,, ولكن؟!

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved