أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 12th July,2000العدد:10149الطبعةالاولـيالاربعاء 10 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

البوارح
رابغ وذلك التاريخ
د, دلال بنت مخلد الحربي
طالعت في الآونة الأخيرة تحقيقين صحفيين عن الوضع في مدينة رابغ نشرا في جريدتين سعوديتين, ومن قراءة التحقيقين خرجت بصورة غير جيدة عن وضع هذه المدينة التي كان لها دور طيب في مسيرة توحيد المملكة.
فاعتماداً على ما اطلعت عليه من معلومات تاريخية فقد كانت رابغ من المدن التي ساندت مساندة كبيرة موقف الملك عبدالعزيز الرامي إلى توحيد المملكة, ففي عام 1343ه/ 1924م ومع دخول قوات الملك عبدالعزيز مكة المكرمة، أعلنت رابغ بدون تردد ولاءها للملك عبدالعزيز إذ سارع شيخها إسماعيل بن مبيريك بحصافته وبعد نظره إلى تقدير قيمة وأهداف توسعات الملك عبدالعزيز في شبه الجزيرة العربية، فتبع الأقوى والأكرم كما يقول أمين الريحاني.
ولم يكن انضمام إسماعيل بن مبيريك للملك عبدالعزيز مجرد انضمام شيخ قبلي ذي تأثير محدود كما قد ينظر إليه البعض، بل على العكس من ذلك كان إسماعيل بن مبيريك على قدر من الأهمية والتأثير أدركه وكان يدركه تماماً الطرفان المتحاربان، فقد أثر موقفه في خط سير الأحداث سلباً وايجاباً، وكان التأثير الايجابي لصالح الملك عبدالعزيز.
فقد أدت رابغ ممثلة بموقعها وأهميتها وموقف شيخها دوراً حاسماً تمثل في أنها غدت مصدر عون اقتصادي يمد مكة بما تحتاجه ويخفف من أزمتها الاقتصادية التي كانت تعانيها نتيجة لانفصال جدة عنها، كما ان رابغ كانت تشكل عوناً عسكرياً تمثل في انضمام كثير من أبنائها إلى صفوف المقاتلين من جند الملك عبدالعزيز، ومن أدوارها العسكرية التي أدتها أنها كانت تقطع الامدادات البحرية التي ترغب في الوصول إلى جدة لترسل هذه الامدادات لجيش الملك عبدالعزيز.
وكان ميناء رابغ على قدر من الاستعداد والتهيئة لاستقبال حجاج عام 1343ه/ 1925م الذين حرص الملك عبدالعزيز على نجاح حجهم دون تأثير من الوضع السياسي والعسكري اللذين تعيشهما الحجاز في تلك الفترة.
وكانت لجهود شيخ رابغ دور في تشجيع الآخرين من شيوخ قبيلته والقبائل الأخرى لإعلان تبعيتهم للملك عبدالعزيز، وكانت دعوته تلقى القبول نظراً لما كان يتمتع به هذا الشيخ من منزلة بين الآخرين أضفتها عليه سجاياه التي شهد له بها الكثير من معاصريه.
هذه لمحة موجزة عن تاريخ رابغ بقدر ما يتحمله حيز الزاوية، ولكنني أرغب في الاشارة إلى أن تاريخنا المحلي يحفل بالكثير من الشخصيات التي أدت ادوارا بطولية وساندت بفاعلية، وحري بنا ان نعنى في توجيه دراساتنا التاريخية إلى ابراز هذه الأدوار.
أما المدينة رابغ فهي تنتظر بشغف عناية أكبر واهتماما أشمل يجعل منها درة أخرى من درر البحر الأحمر.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved