أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 12th July,2000العدد:10149الطبعةالاولـيالاربعاء 10 ,ربيع الثاني 1421

الاخيــرة

أوراق فارسية
ناصر خسرو/ الرحالة الفارسي 3/3
هذه الرحلة سفر نامة
د, أحمد خالد البدلي
لا يتقدم على رحلة ناصر خسرو في أدب الرحلات الإسلامية سوى رحلتي ابن جبير وابن بطوطة، وأعني بالتقدم أن رحلتي ابن جبير وابن بطوطة كتبتا باللغة العربية بينما كتبت رحلة ناصر خسرو باللغة الفارسية، كما أن الباحث يمكن أن يدخل رسالة ابن فضلان ضمن أدب الرحلات الاسلامية الكبرى.
وتظل رحلة ناصر خسرو القبادياني واحدة من أهم الرحلات الإسلامية في القرن الخامس الهجري، لأنها تناولت قضايا مهمة جدا ولا يمكن العثور على تفاصيلها الا في رحلة ناصر خسرو هذه.
تعتبر رحلة ناصر خسرو القبادياني المسماة بالسفر نامة مصدرا من أهم مصادر دراسة التاريخ الإسلامي والجغرافية التاريخية، والملل والنحل الإسلامية الشائعة في القرنين الرابع والخامس الهجريين، فقد شملت الرحلة جزءاً مهما من النواحي الشرقية للخلافة العباسية، فهي تكاد تغطي الجزء الفارسي الذي كان تحت قبضة الغزنويين ثم السلاجقة, كما أن الرحلة تناولت تاريخ الغزنويين في شبه القارة الهندية، وكل المنطقة التي تعرف اليوم ببلاد الأفغان, كما شملت الرحلة الصغرى (تركيا الحالية) والشرق الأدنى وأطراف العراق الشمالية الشرقية, كما تحدثت الرحلة عن أهم أجزاء الجزيرة العربية في الحجاز ونجد والأحساء واليمن.
والرحلة بهذا سجل خطير للعالم الاسلامي في فترة من أحرج فترات تاريخية الوسيط، وهي فترة التحوّل الخطير في التاريخ الإسلامي، بل العالمي.
لقد كانت نذر عاصفة الحروب الصليبية تتجمع في الأفق الشمالية عند حوض البحر الأبيض المتوسط لتكتسح سواحل الشام بعد ثلاثة عقود من تسجيل هذه الرحلة، وكان يتصدى لذلك الخطر الأسود حكام الولايات الساحلية والداخلية في الشام بحماسهم الديني العظيم وإمكانياتهم العسكرية المحدودة جداً.
بينما كانت الخلافة العباسية تعاني من الشيخوخة والتراخي والتفكك فهي منهكة لكثرة ما صدت من مؤامرات خارجية وتواطؤ داخلي، ولولا حماس العنصر التركي المسلم الذي هب من الشرق (السلاجقة) لنجدة بغداد لتغير وجه التاريخ الاسلامي ولما انتظرت بغداد هجمة هولاكو الشرسة في القرن السابع الهجري لتصبح الخلافة العباسية أثراً بعد عين.
كما أن الفاطميين في مصر وبعض أجزاء الجزيرة والشام كانوا يمرون بفترة عصيبة بالغة الحساسية والتعقيد بسبب الخلافات الحادة بين الخليفة الفاطمي المستنصر بالله الشيخ الضعيف ووزرائه المستبدين وأبنائه الذين لم يبلغوا الحلم بعد.
وهكذا نرى أن رحلة ناصر خسرو لم تكن مجرد تسجيل تاريخي للأحداث ووصف للمدن التي زارها هذا الجوال الفارسي، بل إن هذه الرحلة كانت تهتم اهتماما بليغا بتفصيل التفصيل.
فرحالتنا ناصر يقف عند كل صغيرة وكبيرة وحقيرة وجليلة من الأحداث والمواقف والأشخاص، فلا يغادر شيئا مما يمر به دون أن يرصده ويدوّنه ويناقشه ويقلبه على كل الوجوه.
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved