أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 12th July,2000العدد:10149الطبعةالاولـيالاربعاء 10 ,ربيع الثاني 1421

مدارات شعبية

صدى
هذا التناقض عجيب!!
فوزان الماضي
تابعت كما تابع غيري من القراء القصيدة القضية التي طرحت عبر صفحة تراث الجزيرة المشهورة ب:


لي بنت عمٍ ما وطت درب الأدناس
ولا دنست يوم النسا يدنسني

وبحكم تلك المتابعة خرجت بانطباع سيئ، ومؤشر خطير، هو ما دعاني للخوض بهذا الموضوع ولكن باتجاه ومنحى آخر,.
فقد قارنت تلك الإيضاحات فوجدت بها مفارقات عجيبة منها:
1 كثرة ترحال تلك القصيدة المسكينة بين القبائل، فتارة نجد قائلها من القبيلة الفلانية، وتارة أخرى من القبيلة المنافسة وتارة ثالثة من القبيلة البعيدة وهكذا.
فهذا أمر عجيب وخطير في نفس الوقت لأن الموضوع فقد مصداقيته، وطغت عليه العواطف والحمية الزائفة.
2 زيادة عدد بيوت القصيدة عند البعض ونقصها عند البعض الآخر أو تغيير بعض مفرداتها.
3 اختلاف مناسبة القصيدة من حيث المكان والزمان والحدث بينها.
4 اختلاف الرواية بين أفراد القبيلة الواحدة، فتجد هذا ينسبها لفلان من الناس والآخر لابن عمه، فبرغم قربهم من بعض إلا أن هناك اختلافا في رواية هذه القصيدة.
اكتفي بما سبق لأستعرض بعض النقاط التي تعتبر ناقوساً خطراً لمثل هذا الاختلاف وهي:
1 هذا ما قرأناه من خلاف حول قصيدة واحدة من آلاف القصائد الشعبية، فما بالكم لو طرحت القصائد القديمة جميعها، عندها سنوصي أولادنا بمتابعة مصيرها.
2 هذا الاختلاف وبكل صدق، سيشوش الذهن حول مصداقية بعض القصائد التي دونها مؤتمنو القلم!!
3 المنطق يقول إن الحق والصدق مع واحد فقط فهل حضر؟! وماذا نطلق على البقية؟! كل شيء جائز.
4 قد يقول قائل نرد الأمر للرواة ممن دونوا هذه القصيدة ليكونوا الفيصل في هذا الموضوع.
فهل هذا حل مناسب؟!
في اعتقادي بأن ذلك لن يغير من الموضوع شيئا، فالراوي أو المؤلف نقل من شخص معين واستند في روايته عليه، وهو بالطبع ليس بالشمس الشارقة يدور على جميع القبائل ليقول من قائل هذه القصيدة أو تلك، وإنما يتحرى الدقة ثم يدون ومن له اعتراض فيما بعد يثبت ذلك وسيكون المؤلف أول من يرحب بذلك.
أما كونه يفصل هل هي لفلان أو علان؟ ويورد الإبل لمواردها فهذا غير صحيح، لأنه شخص ناقل وليس بصاحب شأن، ومصدره يحتمل للصواب والخطأ.
ولأدلل على كلامي هذا أقول:
لو تم نقاش هذه القصيدة قبل تدوينها في كتب الرواة، لترددوا ألف مرة قبل تجييرها باسم فلان من الناس.
إذاً الأمر أبعد مما نتصور خصوصاً بانعدام الوثائق، وليس هناك حل إلا بتداعي الشواهد لترجيح كفة الميزان.
ختاماً القلب يئن شاكيا البعد الاستراتيجي لطيف هذا الاختلاف.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved