أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 13th July,2000العدد:10150الطبعةالاولـيالخميس 11 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

ضحى الغد
وقفة عرفات!
نحن الآن في عام 2000م، التاريخ يفتح سجله، والمؤرخ يشرع قلمه، ويتأمل في البعيد، ويتذكر الفدائي المناضل ياسر عرفات، وبندقيته بيد وسراجه باليد الأخرى، وهو ينحني عائداً مع أحد الصحفيين الذين استقبلهم ليدخل به إلى المغارة التي يختفي فيها بأحد جبال فلسطين!
إنها صورة قديمة لوّنها التاريخ واحتفظ بها، أما الصورة الحديثة (فعرفات) نفسه وبيده (السراج) فقط، عن ماذا يبحث؟ عن الدولة الفلسطينية المقرر إعلانها هذا العام باتفاق مشترك مع السلطة الإسرائيلية، أو بقرار واحد من جانب السلطة الفلسطينية، نظراً لانتهاء المدة المتفق عليها للمفاوضات بين الطرفين!
لقد سجل التاريخ أن (ياسر عرفات) قاد مفاوضات عسيرة وطويلة اقتطعت من العمر عشر سنوات وهي اليوم توشك أن تلد مولودها المنتظر، ويهدد الطرف الآخر أن يعلن رفضه وعدم اعترافه بمولود فلسطين لعام 2000! فعلامَ إذن يا سيادة الرئيس (باراك) كنا إذن نتقابل ونتصافح أمام المصوّرين ونبتسم ونضع الزهور على الطاولات، ونرحل إلى أمريكا وجنيف ولندن!
نحن اليوم نجتمع في (كامب ديفيد) التي تذكرنا بمفاوضات إسرائيلية مصرية لم تستغرق سوى أسابيع قليلة ونال فيها الطرفان السلام، وانسحبت إسرائيل من (سيناء) سريعاً، إلا من (فندق طابا) الذي تخلف قليلاً ثم عاد إلى الأم المصرية! هل تم ذلك لأن السيد الرئيس (السادات) صلى صلاة واحدة في (القدس)! فهذا السيد الرئيس (عرفات) خلال العقد السنوي الماضي، صلى في جميع جوامع فلسطين في الجزء الذي ستقام عليه الدولة والجزء الذي لن تقام عليه!! بل صلى في أكثر الكنائس وقدم العزاء والتهنئة لكثير من مناسبات الأحزان والأفراح للشعب الإسرائيلي!! وأفنى من عمره النضالي الثمين عشر سنوات وبيده غصن الزيتون الذي لم يثمر بعد عن أي ثمرة زيتون واحدة في بلد شجرته شجرة الزيتون!!
أيها الرئيس (باراك) ألن تبارك له في (سبتمبر 2000) قرار إعلانه الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس؟!
إلى متى تريد أن تفاوض السيد الرئيس (عرفات)؟ إنه يشيخ ويهرم، لقد فاوض قبلك رابين، وبيريز، ونيتن ياهو، وأنت الرابع اليوم! هو واحد أيها (الرئيس باراك) وأنتم تتعاقبون على تحطيم أعصابه، وإتلاف أوراقه، وإحراق مراحله، وتذويب آماله، وتحجيم حلمه في الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى بيوتهم!
(عرفات) أيها الرئيس، لقد ناديت بفلسطين في مراحل حياتك بالكويت، وعمان، وبيروت وتونس و (أريحا)، وإن لك وقفة ننتظرها إنها (وقفة عرفات)؛ وإن التاريخ اليوم قد فتح سجله وأشرع قلمه، فاكتب فيه الآن ما تريده لنفسك، ما يُشرفك أن تقرأ الأجيال الآتية عنك! لا توقّع في (الكامب ديفيد 2000) إلا على ما ينتسب لتاريخ الكفاح الذي بدأته بالأمس وتختمه اليوم.
عبدالكريم صالح الطويان

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved