أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 13th July,2000العدد:10150الطبعةالاولـيالخميس 11 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

آخِر مرَّة,,!!
4/ 5
د, فهد حمد المغلوث
أحياناً حينما تتذكّر بعض المواقف التي تمر بك أو تسترجع بعض التساؤلات التي تفرض نفسها عليك لا تدري أتضحك من نفسك أم ترثي لنفسك! وفي كلا الحالتين سواء ضحكت من نفسك أم رثيتها سوف تتجلى لك حقيقة نفسك وتعرف حقيقة من أنت ومن تكون بالنسبة للآخرين.
ودعني أسألك لو سمحت كم مرة قلت في نفسك ولنفسك في موقف ما خلاص هذه آخر مرة أقوم بهذا التصرف أو أقول هذا الشيء وإذا بك تجد نفسك تعود مرة أخرى لنفس التصرف أو السلوك السابق من جديد دون أن تشعر، وكأن شيئاً لم يكن؟
كم مرة؟ هل تذكر؟ هيا قل لا أحد يسمعك.
بل هل تستطيع أن تعود بذاكرتك للوراء قليلاً وتتذكر هذه المواقف وذلك الوعد مع نفسك قبل ان تكون مع غيرك؟ أم انك لا تريد أن تتذكر لأنها تذكرك بأشياء قد تثير حفيظتك تجاه شيء ما؟
على فكرة، ليس بالضرورة أن تكون آخر مرة مرتبطة بتجربة سيئة أو قاسية دوماً، أبداً! بل ربما ذكرتك آخر مرة بشيء جميل أو أشياء جميلة أنت في أمس الحاجة إليها! أشياء تريد أن تتذكرها بالفعل لتشعر بالسعادة.
إن المتعارف عليه اجتماعياً، أن كلمة آخر مرة عادة ما تكون مرتبطة بأشياء غير مرغوبة أو غير محبذة، كأن يقولها الشخص حينما يشعر أنه مخطىء في شيء معين أو بحث إنسان ما، ولكن هذه الكلمة لها مدلولات جميلة أخرى.
فهناك أناس حينما يقولون آخر مرة كوعد منهم لغيرهم ولا يصدقون، فلا يعني ذلك أنهم يتعمدون الكذب، أبداً ولكنهم يقولون هذه الكلمة من باب الاسترضاء والاستعطاف، كأن تقول المرأة للرجل خذني لمكان ما فيرفض لأي سبب فتحاول أن تقنعه وتلين قلبه فتقول له: بس هذه المرة صدقني هذه آخر مرة!!
بل حتى الرجل حينما يوافق على مثل هذا الطلب بعد أخذ ورد، فإنه قد يقول: نعم أنا وافقت ولكن ترى هذه آخر مرة يقولها ربما بعصبية وتبرم, وكلاهما يعرف أنها مجرد كلام، وإن كل منهما يقولها لهدف في نفسه، كان يقولها الرجل كي لا يفهم من موافقته على اصطحابه للمرأة أو الأطفال على أنه كسر لكلمته، بل يحاول أن يضع شرطا على الموافقة ألا وهو آخر مرة ، والشيء الجميل في تذكرك لهذه الكلمة أنها ربما عرفتك بطيبة قلب هذا الأب أو الزوج أو الأخ وأنه لا يقولها عمداً، بل من وراء قلبه!.
والشيء الطريف أيضاً في هذه الكلمة أنها تذكرنا بالمرأة المتزوجة الحامل التي ما أن تشعر بتعب الحمل وآلام الولادة في لحظات المخاض العصيبة وحتى لو كانت ولادة متعسرة أو قيصرية لا قدر الله حتى تقول وبصوت مسموع: خلاص توبة هذه آخر مرة أحمل فيها أو ألد! وهذا آخر طفل لي! ولكنها بعد الولادة وبمجرد مرور فترة بسيطة من الزمن سواء سنة أو أكثر قليلا حتى تحن للأطفال وتُكرر الحمل والإنجاب وكأن شيئا لم يكن، وحينما تسألها: وأين آخر مرة؟ ربما ضحكت أمامك، وقالت لك: إنت صدقت؟! فها هي لا تكره الحمل أو لا تريد تكراره, ولكن الظروف المؤلمة التي مرت بها جعلتها تقول ذلك,!
وانا هنا لا أتحدث عن تلك التي تنجب أكبر قدر ممكن من الأطفال لربط الزوج فهذا موضوع آخر ليس مجاله.
وفي موقف كموقف هذه المرأة الحامل، هل نستطيع أن نقول بأنها كاذبة أو أن نحاسبها عليها، أبداً ولكنها عاطفة الأمومة التي غرسها الله سبحانه وتعالى في المرأة هي ما يجعلها تستهين وتنسى كل تلك الآلام التي عاشتها أثناء الحمل والولادة لمجرد أن تحس بعاطفة الأمومة من جديد، بل ولتشعر أنها ما زالت قادرة على العطاء وأنها ما زالت مرغوبة, أليس هذا غريبا ومضحكا أحيانا، علما بأننا لا نستطيع أن نعمم هذه المشاعر أو التصرفات على جميع النساء ولكننا نتحدث بشكل عام ومُلاحظ.
خذ موضوعاً آخر أيضا، وهو تلك المرأة أو الأم التي كانت لها تجربة غير سارة أو متعبة أو مخيفة في حمل سابق مع طفلها كأن تكون أنجبت طفلاً مشوها مثلا لا سمح الله أو طفلا خديجاً لم يكتمل بعد وعاشت معه حيرة، متعبة لأنه لم يكن طبيعيا كأخوته أو أقرانه فهي هنا قد تقول آخر مرة خوفا منها من تكرار التجربة، بل قد يزيد خوفها لو كانت حاملاً بالفعل وفي الشهور الأخيرة وتخشى من العامل الوراثي خاصة في ظل أجواء بيئية غير مشجعة وعوامل نفسية محبطة تقود الإنسان لأن يفكر بطريقة سوداوية متشائمة.
وهنا فأنا لا أريد أن أضيق صدوركم أو أن أذكركم بموضوعات لا يجب أن تفتح وخاصة من أولئك الحوامل المقبلات على الولادة فيما لو قرأت إحداهن مثل هذا الموضوع، أبداً وأعدكم أن تكون هذه آخر مرة افتح فيها جراحكم فيما ينغلق بهذا الموضوع.
ولنعد إليك أنت الآن، هل ما زلت تقول وتردد آخر مرة؟ وهل تعتقد أنه الوقت المناسب لقولها الآن مثلا؟
بل هل هيأت نفسك لتحمل تبعات آخر مرة إن كنت ستلتزم بها كوعد نهائي؟ بل هل هيأت الطرف الآخر لتقبل قرارك المصيري معه من خلال تلفظك بآخرمرة.
إنها كلمة حلوة وصعبة! فقد تكون مريحة لنا ولكنها صعبة جداً على الطرف الآخر! ولكن السؤال المهم هل لدينا من بديل غير آخر مرة؟ أما أنا فأعدك بالا تكون هذه آخر مرة أقول لك فيها كم أنت رائع والا تكون هذه آخر مرة أجدد فيها مشاعري الحلوة تجاهك وقناعتي التامة بتميزك ووعدي الدائم بألا تكون هذه آخر مرة أقول فيها لك بأنني لن أنساك.
همسة
في كل مرة,.
أحدثك فيها,.
أقول لنفسي,.
هذه آخر مرة,.
أسمع صوتك فيها!
* * *
وفي كل مرة,.
أعتب عليك فيها,.
أقول لك,.
هذه آخر مرة,.
أسامحك فيها!
* * *
بل وفي كل مرة,.
أطلب منك شيئاً,.
أقول لك,.
هذه آخر مرة!
صدقني.
* * *
وفي كل مرة,.
أجدني,.
عاجز عن الإيفاء بوعدي,.
ضعيف عند تطبيق قراري,.
أجدني,.
غير صادق مع نفسي,.
غير جادٍ معك,.
بل أجدني,.
أعود كما كنت,.
أول مرة!
وليس آخر مرة!
* * *
وحينها لا أملك,.
سوى أن ابتسم!
سوى أن أقول لنفسي:
أكيد هو يفهمني,.
رغم علمي,.
أنه قد يقول:
كم أنا مجنون!
* * *
ولا أدري,.
أهو اشتياقي لك.
هو ما يدفعني بقوة,.
للتعلق بك؟!
أهو احتياجي لك,.
هو ما يجبرني بشدة,.
على التمسك بك؟!
أم هو حبي لك,.
هو ما يجعلني رغما عني,.
أسير ضعفي معك؟!
لا أدري!
* * *
ولكن,.
ليكن ما يكن!
ففي نظري,.
هو أجمل عجز,.
هو أروع ضعف
لم لا!
طالما أحسستني,.
أنك تبادلني بصدق
نفس مشاعري
أنك تشاركني بعمق
نفس عواطفي
أنك تناولني برفق
أعز ما تملك,.
* * *
ألا يكفي أن اشعر,.
حينما أكون معك,.
بأنني لست أي إنسان؟
ألا يكفي أن أحس,.
حينما تكون بجانبي,.
بأنني محظوظ؟
فهل أفرط,.
بأغلى هدية في يدي؟
* * *
نعم,.
قد تكون آخر مرة.
لفظاً,, مجرد كلام!
ولكنها حتماً
لن تكون فعلاً!
ومعك أنت!
* * *
فاعذرني!
ولتقل فيّ ما تشاء!
المهم,.
ألا تضحك عليّ,.
وأنا أصارحك الآن!
فأنا أعرفك!


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved