أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 13th July,2000العدد:10150الطبعةالاولـيالخميس 11 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

بوح
الصيانة
إبراهيم الناصر الحميدان
هناك مثل نردده في حياتنا اليومية يفيد بأن الكتاب يقرأ من عنوانه وهو قول يمثل الواقع بنسبة كبيرة لأن الترميز يلاقي صعوبة في اكتشاف محتواه كما أن اكتشافه ليس من السهولة بمكان وحتى لا ينساق القلم مع هذه الاستطرادات الجانبية يرفضها القارىء وربما قلم الرقيب ايضا أتوقف لأعترف بأنني قصدت استدراج القارىء لمواصلة قراءة الزاوية رغم أن العنوان لا يغري مثل بعض العناوين التي أخذنا نمل من متابعتها لركاكة تناولها بعد أن صارت على كل لسان وما دمنا قد تورطنا في القراءة والكتابة الى هذه السطور دعوني أتناول موضوع الصيانة بدون لف أو دوران لموقعه الجوهري في حياتنا فالجهاز أو السلعة بما فيها هذا القلم الذي أكتب به هذه السطور له عمر افتراضي من قبل الجهة الصانعة زيادة في عامل الصدق حتى نقرر مدى حاجتنا اليه أو هل يكفي لحاجتنا من عدمها, والصيانة تأتي في المرتبة التالية من حيث المحافظة على تلك السلعة, فالعمر الافتراضي إنما يضع عامل الصيانة في المرتبة الأولى حتى يعيش ذلك الجهاز سليما معافى أما اذا أهملناه فسوف يسقط ذلك الافتراض ويعلن الصانع عن عدم مسؤوليته في اختصار عمر ذلك المنتج ولذا وأنا أكره الوصول الى تلك النهاية سريعا فإن الصيانة سوف تحاول أن تحكم قبضتها على الموقف معلنة بكل صراحة ان اهمالها من شأنه أن يسارع المصنوع في بلوغ النهاية, ففي كل دول العالم لابد أن أضيف عبارة المنتهي لا يتم استلام أي مشروع إلا معه جهاز صيانته الذي يتولى المحافظة عليه عاما بعد آخر, والمحافظة على أي مشروع أو منتج أو سلعة إنما تتولاه جهات مكتملة الجهاز لاسيما تدريبا حتى تقل التكلفة بمعنى أن شركات الصيانة حتى تقلل من مصروفاتها لا ترمي بكل ثقلها في المحافظة على المشروع منذ البداية إنما تكتفي بالعناصر المتدربة تحت اشراف الكبار ويقال بأن خطوطنا الجوية نالت ثقة عالمية وامتيازاً في قلة الحوادث لأنها تتخلص من محركات طائراتها قبل الفترة الافتراضية من قبيل السلامة وزيادة في الحيطة والحذر ولا بأس بأن أمرر معلومة تقول بأن الخطوط تنال خسائر كبيرة في كل عام نتيجة لقوة سمعتها والمحافظة عليها ولأسباب أخرى لا أعلمها في وجه منافسة حادة من الخطوط الأخرى وربما لهذا السبب أرجىء تخصيصها منذ عدة سنوات لضعف أسهمها ربحيا وليس كفاءتها.
فالصيانة عامل مهم في مغالبة السلعة لظروف عملها ونحن مع الأسف الشديد لا نركز على هذا الجانب في تعاملنا مع السلعة أو المحافظة عليها نتيجة للاهمال والتعسف في الاستعمال لم اقصد السجع فمتى نكتسب الوعي في هذه المعادلة بين الصيانة أو الاستبدال وأيهما أقل تكلفة لأن مراكز التصليح وهي ضعيفة جدا تكلفنا أحيانا أكثر من شراء جهاز جديد وذلك بسبب ضعف التدريب، فالتدريب إذن هو أساس الصيانة الناجحة, وعلينا بالوعي والاهتمام بمراكز الصيانة المدعومة بالتدريب العالي والكفاءة المتميزة لأن مشكلتنا هي في هذه المراكز التي تدار بعمالة أجنبية غير مدربة وانما تعلمت من ضياع أموالنا في تعليمها أو بحلاقة رؤسنا الصلعاء.
يا وزارة العمل متى نرى نشاطك يمتد الى التأكد من وضع مراكز الصيانة بكافة فروعها وأن العاملين فيها من جيش العمالة المستورد يستحق أن يعتمد عليه في اصلاح ما أفسده الدهر من السلع التي نستعملها وأولها ورش العربات والكهربائيات,, إلخ.
نعم بالقليل من التفتيش سوف تتخلص البلد من آلاف العاملين المفسدين لسلعتنا الجيدة المستوردة في الغالب بالملايين.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved