أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 13th July,2000العدد:10150الطبعةالاولـيالخميس 11 ,ربيع الثاني 1421

الاقتصادية

كيف نبني صناعة سياحية في ظل التنافس الدولي
بندر آل فهيد
الصناعة السياحية أخذت تفرض نفسها بشدة على الواقع الاقتصادي الدولي ولدينا ايضا اخذت نفس الطابع فهي سائرة لتكون احد اهم روافد الدخل القومي بعد النفط، وتسعى هذه الصناعة الجديدة لتكون طرفا اساسيا في زيادة الناتج المحلي ومنافسا حقيقيا للسياحة الخارجية التي استحوذت على مجمل السياح بعدة عقود مضت.
منذ سنوات قليلة فقط نهضت لدينا صناعة سياحية داخلية جديدة ولكنها بدأت بقوة واندفعت مثل الشلال الجارف لتفرض نفسها كواقع ملموس بعدما كانت فكرة السياحة ضربا من الخيال والمستحيل، وقد جاء تشكيل مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة برئاسة سيدي صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله، ليكون قراراً مواكباً لتطور هذه المرحلة وقد كان دافعاً قوياً لرسم لوحة مشرقة من لوحات الازدهار والتقدم في هذا البلد المعطاء.
ولكي تكتمل الخطوات وتأخذ بعدا تنفيذيا آخر جاء الامر الملكي الكريم من مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وذلك بتعيين صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز اميناً عاماً للهيئة العليا للسياحة بمرتبة وزير، ولا اخفي سرا إذا قلت انني سررت كثيرا في هذا القرار اولا لكوني اعرف القدرات العالية للامير سلطان وطموحاته التي ايضا يعرفها الكثير، وثانيا كوني من المهتمين بالقطاع السياحي بصفتي المزدوجتين كاتب مهتم في قضايا السياحة ومستثمر في هذا المجال، وبعد صدور القرار نشرت مقالا كان القصد منه التهنئة وفرصة طيبة ان اطرح فيه بعض الاماني التي ارى وبتقديري أنها سوف تثري هذا المشروع القومي الكبير وليسمح لي سمو الامير ان اطرح وأعيد بعض تلك النقاط التي ارى ان لها اهمية واتمنى ان تحظى هذه الأماني برعاية سمو الأمير سلطان بن سلمان حفظه الله.
في الألفية الثالثة ومع تسارع التطورات العالمية وتسابق الدول على جذب واقتسام العدد المتزايد سنويا من السائحين حيث تقدم لهم شتى أنواع الاغراءات والامتيازات بفضل ما يتمتعون به من خبرات طويلة في المجال السياحي مثل بريطانيا، فرنسا، مصر، إسبانيا التي تجاوز دخلها من السياحة 160 مليار دولار سنويا، هذه الدول بدأت منذ عقود عديدة واستغلت وسخرت ثرواتها الطبيعية للجذب، ونحن في المملكة وهبنا الله الطبيعة الخلابة، وسواحل تمتد بطول حوالي 2000 كم يتقاسمها البحر الاحمر والخليج العربي وجواً شتوياً في الصيف اللاهب وامطارا وسيولا في (عز الصيف) وودياناً دائمة وجبالا شاهقة وشواطىء تتلألأ رمالها الناعمة وأمواجاً تتهادى مع نسمات الهواء العليل وتعكس صور القمر في ليالي الصيف الحالمة، ولكي نقوم بتوظيف كل ذلك لابد لنا من القيام بعملية ترتيب وتنظيم إطار الشكل العام.
وبتقديري ان الخطوة الأولى هي القيام بوضع السياحة في موقعها الصحيح ومعاملتها مثل ما تعامل الصناعة فهي لا تقل شأنا عن الصناعة، عليه لابد من تطبيق مبدأ الرعاية والاهتمام الذي تحظى به الصناعة على الصناعة السياحية ومنحها نفس الامتيازات والدعم كي نبني صناعة سياحية متينة وعلى أسس حديثة ذات مردود مجز تؤهلنا من مواجهات الدول التي لها باع طويل في هذا المجال وأيضا تشجيع وتسهيل إجراءات منح الأراضي للمشاريع الفندقية والمدن الترفيهية والمنتزهات للمستثمرين الجادين وعدم عرقلتهم وإلغاء قرار زيادة الكهرباء على المنشآت السياحية من فنادق وشقق ومنتزهات ومعاملتها كما تعامل الصناعة.
وثانيا أرى ان تؤول للهيئة العليا للسياحة المسئوليات التالية:
1 إصدار تراخيص الفنادق والشقق المفروشة السياحية، مع حق التصنيف وتحديد الأسعار ووضع ضوابط وعقوبات للمتلاعبين بأسعار الإقامة التي تربك السوق الفندقية وتجعله غير مستقر.
2 إصدار تراخيص المدن الترفيهية والمنتزهات السياحية وحق التنظيم والإشراف ووضع الشروط الملزمة للتقيد بالمستوى وحقوق الاستغلال.
3 تنظيم وإدارة وتطوير المواقع السياحية والاثرية.
4 إصدار تصاريح مكاتب السياحة والسفر وتنظيم اعمالها وربطها مع مشاريع الهيئة والإشراف والمراقبة على اعمالها وخططها.
5 إيجاد معاهد لاعداد الشباب وتأهيلهم لإدارة المشروعات السياحية وإعداد المشرفين السياحيين.
6 وضع برامج وخطط وتوفر سبل الراحة والترفيه للسائحين وتسهيل معاملاتهم مع الجهات الاخرى.
7 رسم وتنفيذ الخطط والبرامج الهادفة لتشجيع السياحة الداخلية واستقطاب السائحين الخارجين وتسهيل دخولهم للمملكة.
8 رسم الخطط والبرامج وتنفيذ المشاريع السياحية ضمن المفهوم العام للسياحة في المملكة.
9 إقامة ندوات ومؤتمرات ومعارض سياحية والمشاركة فيها داخليا وخارجيا.
10 تنسيق موعد الإجازة (رمضان) حيث انه احيانا تكون الإجازة من 15 رمضان وهذا يؤثر على المستثمرين في المناطق التالية: مكة، جدة، الطائف، المدينة، ويفضل ان يكون كامل رمضان إجازة.
11 وضع وتنفيذ برامج دعائية لتشجيع السياحة في المملكة وإصدار الكتيبات والمنشورات وتوزيعها محليا ودوليا.
12 إقامة مكاتب دائمة للسياحة خارج البلاد بالتعاون مع الخطوط الجوية السعودية للتعريف على السياحة داخل المملكة وتسهيل دخول السائحين من مختلف دول العالم.
13 تنظيم إقامة المهرجانات السياحية والإشراف عليها وتنسيق مواعيدها وتنظيم عروضها في جميع انحاء المملكة مع تحديد مددها وشكل نشاطاتها.
14 اقترح ان تختار الهيئة العليا للسياحة ستة افراد من اللجنة الوطنية السياحية كهيئة استشارية للاستئناس بآرائهم والاستفادة من خبراتهم في هذا المجال حيث عقدوا منذ التأسيس 41 اجتماعا وطافت اجتماعاتهم معظم مناطق المملكة لدراسة الإمكانات السياحية والنواقص والمتطلبات ولديهم كم من التقارير والاقتراحات ودراية ومعرفة في كثير من المشكلات التي تواجه هذه الصناعة الحديثة، ولاشك ان الاستعانة بهذه الخبرات سوف تختزل الزمن وتثري التجربة.
15 انشاء غرف للسياحة مثل الغرف التجارية الحالية لأن الغرف الحالية هي غرف تجارة وصناعة ولكن سياحة مهمة جدا يلزم ان يكون لجهات غرف مستقلة تكون تحت مظلة الهيئة العليا للسياحة وهذا الاقتراح سبق ان نوقش وطرح في الاجتماع قبل الاخير للجنة السياحة الوطنية من قبل زميلي الاخ سعيد بن علي عسيري عضو اللجنة.
إنني اعلم ان القائمين على هذا المشروع الكبير يملكون تصورات وآراء ولديهم بعد نظر واستشفاف للمستقبل، الا ان ذلك لا يمنع من الاطلاع على هذه المقترحات المتواضعة كوني أحد المواطنين الذين يتمنون من قلب صادق ان تتاح الفرصة لهذه الصناعة كي تثبت انها لا تقل اهمية من الصناعات التقليدية بل هي تتفوق عليها في زيادة الناتج المحلي كون نموها اسرع بكثير من نمو المنشآت الصناعية وغدا لناظره قريب.
* عضو اللجنة الوطنية للسياحة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved