أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 13th July,2000العدد:10150الطبعةالاولـيالخميس 11 ,ربيع الثاني 1421

الاخيــرة

نادٍ لفتيات الوطن
* صورة خارج الإطار
* تدخل صبية صغيرة من أميرات الصحراء يدها في صهيب الصيف وتسل شموسا ملتهبة تغزل من خيوطها قمصانا سمراء تحاول أن تستر بها عورة الفراغ.
* تمد صبية اخرى من حوريات البحر أجنحة الشوق المعرفي الى آفاق بعيدة وتحاول الكيد بأحلام الصحو لسطوة الفراغ.
* يصنع الصبايا مقالب بريئة لذئب الوقت يجربن الطبخ، يكنسن غبار الرغبات الغامضة، يعلقن الاجراس على عالم الكبار النائي عل هناك من يسمع,,.
>> صورة تهرب من الإطار:
لن اتحدث عن تجربة نادي الفتيات بالشارقة مثلا، الذي يهيىء للصبايا الصغيرات مكانا للرسم واللقاءات الضاجة بالتنافس المعرفي النزيه بين الفتيات,, والفتيات وغير ذلك من النشاطات .
لن أتحدث عن نوادي الفتيات في بلاد اخرى ادركت أهمية مرحلة المراهقة وتفتح الصبا للبنات فحاولت ان تهيىء ما يستوعب ويستثمر الطاقات الشابة بشكل خلاق، سأتحدث عن تجربة بسيطة قمت بها مع باقة من صبايا الجزيرة فطرحت عليّ كمواطنة وكأم وككاتبة اسئلة ليست سهلة عن علاقة الصبايا بالصيف.
صباح يوم السبت مع مطلع صيف 1421ه/ 2000م تأبطت مجموعة من كتب المبدع عبدالعزيز النادرة وعدداً من لوحاته التشكيلية وصورا مضيئة من حياته الخالية وتوجهت الى قاعة تضم صبايا من كوثر البحر وسلسبيل الصحراء في المخيم الصيفي لمدارس المستقبل المضيء بالرياض لأبدد معهن سموم السأم الصيفي برحيق الحياة الذي يجري في نسغ الغيوم ومنابت الشجر التي كتب عنها عبدالعزيز بحنطة الروح.
لم تكن تجربة عادية بل كانت تجربة معادية للرتابة وسطوة الروتين ان يجتمع عدد من صبايا الوطن من سن الثالثة عشرة الى ما قبل العشرين او بعدها بقليل لا ليتدربن على دروس مبكرة في النميمة و(جلسات الحش) والثرثرات الفارغة التي لا يفضي اليها الا الفراغ ولكنهن يلتقين ليدربن حواسهن الممشوقة على شكل جديد من اشكال حب الوطن.
بشغف تحلق الصبايا حول مائدة قمح الاحلام والحب التي مدها عبدالعزيز المشري من حافة البئر الى عمق الماء للفقراء والاغنياء وللصغار والكبار معا بدأنا بسم الله نستضيء جميعا ببلورات عيونه التي اشعلها في عمره القصير, قرأ الفتيات بعضا من قصصه القصيرة تناقشن في لوحاته واستمعن الى مقطع من كتابه مكاشفات السيف والوردة وهو ذلك المقطع الشفيف الذي يتحدث فيه عبدالعزيز عن العلاقة بين ابداعه ومراحل طفولته وأول صباه.
(العين التي ترصد الاشياء في المرحلة
الطفولية هي تلك العين التي تقتنص
حركة الاشياء بصفاء وعذوبة وهذا
ما يحتاجه الفنان دوما لذلك يضيق
به كل الورق وكل الاقلام فيذهب
يشخبط على الجدران).
***صورة يحاصرها الإطار:
صبايا يسهرن للصبح ينمن الى ما بعد صلاة الظهر يصحون مشحونات بطاقات يبددنها في الاستسلام للفراغ او اختلاق المشاحنات.
ما الذي تفعله الفتيات في الاجازة؟!
يشاهدن التلفزيون، يقلبن القنوات، يحلمن بالسفر، يدخلن (التشات Chat) او جلسات الثرثرة الالكترونية المضجرة يذهبن مع الاهل للدوريات أو يلجأن للتسوق في العقارية والفيصلية ويسكتن أوجاع الفراغ بوجبات المطاعم السريعة.
أعلم ان هذه قد تكون صورة جانبية فقط لمشهد اجتماعي متلاطم الا ان صور الفتيات والصبايا مهما اختلفت وتعددت لقطاتها لا تبتعد كثيرا وخصوصا في حرائق الصيف عن محاولة قتل الوقت بأسلحة فردية.
* فهل كثير ان نطالب الدولة والاهالي معا بتهيء الفرصة الملائمة لايجاد نواد للفتيات والصبايا في كل حي من الاحياء يشترك الشابات انفسهن في اقتراح نشاطاتها والعمل فيها.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
فوزية أبو خالد

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved