أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th July,2000العدد:10151الطبعةالاولـيالجمعة 12 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

تلوث الهواء ودور الجهات المسؤولة
لا تفتأ حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله من كل مكروه للسعي دوما الى ما فيه راحة كل مواطن ومقيم على أرض المملكة العربية السعودية، والمتمثل في حرصها التام والمتواصل على سلامة صحتهم البدنية والنفسية من خلال ما أنشأته وتنشئه على الدوام من مدن طبية متكاملة ومستشفيات تخصصية وعامة كبرى في كل مدن المملكة ومناطقها مجهزة ومهيأة على أعلى المستويات البشرية والفنية والتقنية، يضاف الى ذلك حرصها على انشاء المراكز الصحية الأولية في كل حي من أحياء مدننا التي حباها الله سبحانه وتعالى بنعمة الأمن والاستقرار والقيادة الحكيمة, كما تسعى الى الاستفادة من خبرات وتجارب من سبقوها في مجال الطب في كافة أصقاع العالم واستقطابهم لتكون خدماتهم وخبراتهم في متناول الجميع في المملكة وبأرخص الأسعار لتكفي هؤلاء المرضى عناء السفر والترحال وتوفير المال.
الا أنه وللأسف الشديد يلاحظ وفي ظل عدم وجود تعاون أو رقابة صارمة وتعقب مستمر واحساس بأهمية المحافظة على الهواء من التلوث البيئي من لدن الجهات المسؤولة المعنية بهذا الخصوص، وجود غالبية عظمى من السائقين المستهترين بصحة البيئة وما تحويه من بشر ونباتات وكائنات حية أخرى، يجوبون الشوارع صباح مساء بسياراتهم الصغيرة المخصصة لنقل الركاب أو الكبيرة المخصصة لنقل المواد أو البضائع والتي مضى على عمرها الافتراضي سنوات عديدة أو بها علة ميكانيكية بحيث لا تستطيع معها محركاتها حرق الوقود من بنزين أو ديزل بشكل تام، مسببة بذلك ومن خلال ما تنفثه عوادمها بشكل مستمر الى تكوين سحب سوداء أو زرقاء أو ربما بيضاء من الغازات السامة المؤثرة سلبا بشكل مباشر وغير مباشر على الصحة العامة، وتؤدي بما لا يدع مجالا للشك لاصابة الكثير من الناس بأمراض خطيرة مزمنة، وتزيد حالات المرضى سوءا على سوء، كذلك انتشار الروائح الكريهة في كل مكان, لذلك أجد أنه ومن منطلق المحافظة على البيئة من التلوث الضار أود فقط التذكير للمسؤولين والقراء ببعض الأمراض التي قد تسببها تلك الأدخنة والغازات السامة على الانسان والتي منها:
1 تطلق هذه العوادم غاز أول أكسيد الكربون الذي يدخل في مجرى الدم ويحل محل الأكسجين في الارتباط بهيموجلوبين الدم مما يقلل من نقل الأكسجين بين أعضاء وأنسجة الجسم، ويؤدي التعرض طويل المدى الى تقليل الابصار وانخفاض القدرة على العمل والمهارة اليدوية.
2 التعرض لتركيزات منخفضة من الهيدروكربونات المنبعثة من هذه العوادم يقلل من فاعلية وظائف الرئة ويسبب آلام الصدر والسعال والغثيان، أما التعرض طويل الأجل فقد يسبب تلفا دائما في الرئتين مما يؤدي الى عجز أو فقدان وظائف الرئة.
3 تؤثر أكاسيد النتروجين المنبعثة من هذه العوادم الى التهاب الرئتين وتقليل مقاومة الاصابات التنفسية، مثل الانفلونزا أو الأمراض البكتيرية المختلفة.
4 يزيد ثاني أكسيد الكبريت من حدة أمراض الجهاز التنفسي والدوري وتأثيراته على التنفس مما يؤدي الى تقليل مقاومة الرئتين والوفاة، وأكثر الأشخاص تعرضا لهذا التأثير هم مرضى الربو والمصابون بمرض مزمن في الرئة.
5 تسبب الجسيمات الدقيقة المتناثرة من هذه العوادم في تقليل مقاومة الجسم وتدمير أنسجة الرئة، وقد تتسبب في السرطان والوفاة المبكرة، وأكثر الأشخاص حساسية لذلك هم من يعانون من الأنفلونزا والربو وأمراض القلب.
6 يتجمع الرصاص الناتج عن هذه العملية غير المكتملة في محركات هذه السيارات الى تجمعه في الدم الذي يؤثر تأثيرا بالغا على الكليتين والكبد والجهاز العصبي ويسبب التوتر الحاد بسبب تلف الأعصاب مثل: التخلف العقلي واضطرابات السلوك، والأكثر حساسية هم الأجنة والرضع والصغار.
من هنا ومن خلال التعرف على هذه المخاطر المحيطة بنا جراء استهتار بعض سائقي المركبات بصحة الناس والتمادي في ذلك، أجد انه لزاما عليهم ومن منطلق انساني تفقد محركات مركباتهم للتأكد من انها تعمل بشكل صحيح يؤدي الى اختراق كامل للوقود لنضمن عدم انتشار الغازات السامة وتبعثرها في الأجواء كما يشاهد الآن في أكثر من مكان من شوارعنا الفسيحة, كما أرى انه لابد وفي أسرع وقت ممكن من تضافر جهود الجهات المسؤولة المعنية بحماية البيئة بالتعاون مع الادارات العامة للمرور وأمانات مدن مملكتنا المترامية الأطراف لاصدار قرارات صارمة لمتابعة مخالفي كافة الأنظمة والقوانين الخاصة بحماية الجو من التلوث من قبل أصحاب هذه المركبات والزامهم بصيانتها بشكل دوري، اضافة الى التشديد بايقاع العقوبات المناسبة بحق من يتمادى منهم في تطبيق هذه القرارات اما بدفع غرامة مالية أو حجز المركبة أو بالاثنتين معا، ولا مانع من حجز السائق المخالف لفترة مؤقتة ليكون عبرة لغيره من أعداء البيئة.
ختاما أتمنى ان تطبق كافة القرارات المتعلقة بهذا الشأن عاجلا وليس آجلا وان لا يتم تجاهلها حفاظا على السلامة العامة، مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة.
* المخاطر البيئية الناجمة عن عوادم السيارات مشكان محمد العور شؤون بيئية العدد العاشر ديسمبر 1999م ص 19.
عبدالعزيز بن محمد الزير

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved