أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th July,2000العدد:10151الطبعةالاولـيالجمعة 12 ,ربيع الثاني 1421

أفاق اسلامية

من هدي القرآن
إباحة الطيبات وتحريم الخبائث
د, نبيل بن محمد آل إسماعيل *
لما امتدت أيدي أهل الكتاب إلى كتابيهم بالتبديل والتحريف,, لذا فقد حرم فريق منهم اشياء كثيرة على انفسهم حسبانا منهم انه لا حياة للروح إلا بحرمان الأبدان وتعذيبها، وتبعهم في ذلك المشركون: فحرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام,.
وكل هذه الامور لا أساس لها من شرع ولا عقل,, وقد أنكر القرآن عليهم جميعا بقوله: (قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة,,,).
ومن رحمة الله تعالى بهذه الأمة ان جعلها امة وسطا، فلم تكن مبالغة في الماديات والأجساد ونعيمها كاليهود، ولا مبالغة في الروحانيات على حساب الأبدان كالنصارى، بل شرع للأبدان ما تقتات به وتقوى على أداء واجباتها، وللأرواح ما تحيا به حتى تنال الحياة السرمدية,,, قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون، إنما حرّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهلّ به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم).
وليعلم كل عاقل لبيب منصف: ان تحريم الإسلام للخبائث ليس مصادرة للحريات أو تكبيلا للخليقة وإغلالا لأعناقها، بل هي الرحمة الإلهية التي لم يحرم منها مخلوق كائناً مَن كان.
فالحكمة من تحريم الميتة: ما فيها من الضرر، وذلك أنها: إما أن تكون ماتت لمرض وعلة قد أفسدت بدنها وجعلتها غير صالحة للحياة والبقاء، وإما أن تكون ماتت لسبب طارئ,.
فالحالة الأولى: قد خبث لحمها وتلوث بالجراثيم المسببة للمرض، فلو أكلها الناس انتقل مرضُها إليهم.
والحالة الثانية: فلأن الموت الفجائي يقتضي انحباس المواد الضارة في جسمها.
والحكمة من تحريم الدم المسفوح: لأنه قذر ضار، وقد بيّن الطب الحديث أنه ضار كالميتة، وأنه موطن للميكروبات والمواد الضارة.
ولحم الخنزير محرم: لأنه يتغذى بالقاذورات والنجاسات فيقذر لذلك، ولأن فيه ضرراً كبيراً، فقد اكتشف الطب: ان لحم الخنزير يحمل جراثيم شديدة الفتك، والمتغذي من لحم الخنزير يكتسب من طباع ما يأكله كعدم الغيرة والعفة,.
ويقول الشيخ سيد قطب رحمه الله: ويقول الآن قوم: إن وسائل الطهو الحديثة قد تقدمت، فلم تعد هذه الديدان وبويضاتها مصدر خطر، لأن إبادتها مضمونة بالحرارة العالية التي توفرها وسائل الطهو الحديثة، وينسى هؤلاء الناس ان علمهم قد احتاج إلى قرون طويلة ليكشف آفة واحدة، فمن ذا الذي يجزم بأن ليس هناك آفات أخرى في لحم الخنزير لم يكشف بعد عنها؟! أفلا تستحق الشريعة التي سبقت هذا العلم البشري بعشرات القرون ان نثق بها، وندع كلمة الفصل لها، ونحرم ما حرمت، ونحلل ما حللت، وهي من لدن حكيم خبير؟!!
أما ما أُهلّ به لغير الله، فهو محرم لا لعلة فيه، ولكن للتوجه به إلى غير الله، محرم لعلة روحية، لسلامة القلب، وطهارة الروح، وخلوص الضمير, فهو ملحق بالنجاسة المادية والقذارة الحقيقية، وقد حرص الاسلام على ان يكون التوجه لله وحده بلا شريك.
نسأل الله عز وجل أن يغنينا بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه.
وصلى الله وسلم وبارك على إمام المتقين وقدوة الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
*وكيل قسم القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved