أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th July,2000العدد:10151الطبعةالاولـيالجمعة 12 ,ربيع الثاني 1421

أفاق اسلامية

نعمة الفراغ
الشيخ/ عبيد بن عساف الطوياوي *
لقد انعم الله علينا بنعم كثيرة، من اعظمها ما يعيشه اكثر افراد المجتمع في هذه الايام، حيث العطلة الصيفية، الفراغ، الذي هو أثمن مافي الوقت وخسارته هي الخسارة، والتفريط فيه اسوأ مجالات التفريط، واما انه نعمة، فهذا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الذي رواه البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)).
فالفراغ نعمة عظيمة، لايعرف قدرها الا من رحم الله واكثر الناس من يفرط بهذه النعمة فيصير من ضمن المغبونين وصدق صلى الله عليه وسلم ((مغبون فيهما كثير من الناس)) اي ان الذين يوفقون لاستغلال هاتين النعمتين قلة، والكثرة والعياذ بالله من المغبونين.
وقد اهتم ديننا بقضية الفراغ، وجاءت النصوص بالحث على استغلاله بطاعة الله وبما يقرب له سبحانه ففي كتاب الله عز وجل يقول تعالى ((فإذا فرغت فانصب)) يقول ابن كثير في تفسيره عند تفسيره لهذه الآية: أي إذا فرغت من امور الدنيا واشغالها، وقطعت علائقها فانصب الى العبادة، وقم اليها نشيطا فارغ البال واخلص لربك النية والرغبة
وفي السنة حث النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام الفراغ فقال ((اغتنم خمسا قبل خمس)) وذكر من بين الخمس: فراغك قبل شغلك، فحري بالمسلم ان يستثمر اوقات فراغه، وان يجعلها في موازين حسناته، وان يعمل جاهدا قدر استطاعته بألا يكون في صفوف المغبونين، الذين يفرطون في اوقاتهم، فتكون وبالا عليهم, بل يجب عليه وجوبا ان يقوم بشكر نعمة الفراغ، وان يحذر كل الحذر من كفرانها.
نعم من الناس من يكفر بنعم الله ومنها نعمة الفراغ، فتجده يستغل هذه النعمة بما يغضب الله عز وجل، فمنهم من يقضي على ايام فراغه في السفر، والى اين؟ الى خارج البلاد، للبحث عن الحرام، وتعدي الحدود وفعل الرذائل، ليعود بالخيبة والندم، وخسران الدين والدنيا معا.
وصنف من الناس، لا يشعرون بأهمية الوقت ولا بقيمة العمل، فهم يقضون أوقاتهم باتباع النفس الامارة بالسوء تارة، وفي الانقياد للشيطان تارات وتارات، سهر الى الفجر ونوم الى العصر، عكوف امام اجهزة الفساد والانحراف والضياع بين قرناء السوء في أوقات الغفلة.
فعلى المسلم ان يتقي الله ربه في جميع أموره، وخاصة في وقته الذي هو حياته، فكل يوم يذهب من ايامه فيه ذهاب بعضه، فابن آدم هو مجموعة من الايام كلما ذهب يوم ذهب بعضه، وهذا الوقت سوف يسأل عنه، ففي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع)) وذكر من بين الأربع ((عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه)).
نسأل الله ان يعيننا على استثمار أوقاتنا، وان يحفظ لنا ديننا وامننا، وان يوفقنا لهداه ويجعل عملنا في رضاه إنه سميع مجيب.
* إمام وخطيب جامع موقق الثاني بمنطقة حائل

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved