أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th July,2000العدد:10151الطبعةالاولـيالجمعة 12 ,ربيع الثاني 1421

أفاق اسلامية

رياض الفكر
زواج التبذير ,,!!
سلمان بن محمد العُمري
هل هناك أجمل من الزواج؟ وهل هناك أحلى من اللحظات التي يرى فيها الإنسان نفسه وقد أصبح متزوجاً داخلاً القفص الذهبي بمحض إرادته، ويحقق أحلامه الكبيرة والصغيرة كلها مع شريك عمره؟
إن الزواج هو الرابطة الفطرية المقدسة التي جبلنا الله عليها وفق اسس وضوابط معينة كي تبنى الأسرة، والاسرة هي الركن الاساس في البنيان الاجتماعي، وقوتها تعني قوة ومتانة المجتمع.
لقد يسر ديننا الحنيف امر الزواج كثيراً، وجعل الشرط الذي يتوخاه متمثلاً في حديث خير الانام صلى الله عليه وسلم (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير) اخرجه الترمذي بسند حسن، وبالنسبة للمرأة قال عليه الصلاة والسلام (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) متفق عليه.
ولكن التطور الاجتماعي، والعادات الاجتماعية والمكتسبات التي تأتينا من وراء البحار، كلها قد جعلتنا نعيش في زمن ابتعدنا فيه بعض الشيء عما يريده ديننا الحنيف، فضيع أمر الزواج، وتشدد الاهل بطلباتهم، وتفنن الشبان والشابات بشروطهم، وصفق المجتمع للجميع، والنتيجة كانت خسارة اجتماعية هائلة، ونسب عنوسة بالغة الكبر، وزواجا من أجنبيات بنسب كبيرة,,!!
ان الاسراف والتبذير يبدآن من لحظة التفكير في الزواج، والتقدم له، حيث تبدأ الشروط والمطالب، ومعظمها لا يلبى الا بالدرهم والدينار والذهب والفضة، ويتجاوز الامر كل حدود المعقول عندما تصل القضية للحظة الاحتفال، ومايرافقها من مظاهر زائفة وزائلة، ولا ندري ان كانت الضرورات الاجتماعية تتفوق على الضرورات والضوابط الشرعية؟!
اكثر من ذلك فان الاسراف والتبذير في الألبسة والأطعمة والاشربة وصل حدوداً لا تجارى، ويجب اعادة النظر بهذه العادات المكتسبة والغريبة كلية، وحتى بالنسبة للطعام فان الفائض وهو كثير كثير يؤخذ ويرمى كالفضلات رغم وجود العديد من المحتاجين والجمعيات الخيرية التي تستقبله، ومن الاسباب لذلك هو ان طرق حفظه، ونقله، وتوزيعه ليست سليمة صحياً كما يقول اصحاب القضية، ولذلك خشية من حصول تسممات غذائية واضطرابات معينة في الجسم، ومن ثم اتهام صاحب المطعم أو قصر الافراح أو الفندق بأنه السبب!!! لذلك يتم التخلص منها بدون وجع رأس كما يقولون!!
وهنا يحق لنا ان نطرح حلين، الاول اتباع الهدي السليم والصحيح بجعل المصاريف حسب الحاجة وبعدم إهدار المال، والطعام، والشراب، واخذ الكفاية وليس اكثره، والتبرع بجزء من المال المخصص للعرس كصدقة، أو تبرع خيري، أو ماشابه لصالح الجمعيات الخيرية، وفي هذا كل الثواب - إن شاء الله -.
الحل الآخر يكون بدعم الجمعيات والهيئات المسؤولة سواء بالسيولة المادية أو بالدعم الصحي والفني المناسب، لتتمكن من التعامل مع فائض الاغذية بشكل مناسب ودون اي اشكالات، واذا ماتركنا قضية الطعام واتجهنا صوب اللباس لوجدنا العجب العجاب، فهناك ألبسة وبألوف أو عشرات الوف الريالات، ولا تلبس إلا مرة واحدة، هل هذا ما يأمرنا به ديننا الحنيف؟ وهناك ألبسة بعيدة كلية عن ذوقنا الاسلامي والعربي، لا بل هي عديمة الذوق، وهي تسيء للفتاة التي ترتديها أكثر من أن تزينها!!
ان الامر اخطر من ذلك لان هذه العادات والطقوس، اذا جاز لنا تسميتها كذلك، قد ابتعدت بالزواج عن هيئته وصفته الشرعية والاجتماعية السليمة، وجعلتها مصدرا للتباهي والتفاخر بالإنفاق والإسراف، وفي هذا كل الخطر والله أعلم
اننا وقد بدأنا موسم الزواج الآن لندعو لعقد ندوة شاملة، او ندوات يشترك بها أولو الامر، والعلماء، والمفكرون، والدعاة، وبعض الخطباء المعتبرون، ورجالات المجتمع، وأصحاب الطب، حتى شباب وشابات هذا المجتمع، وكل من له علاقة بالموضوع لدراسة موضوع الزواج من جذوره والتحري عن كل مشاكله، والعودة به لنهج السلف الصالح، لابد من مناقشة قضية المهور، ولابد من مناقشة أسباب التأخر في الزواج ذكوراً واناثاً ولابد من بحث قضية الزواج من الاجنبيات، وخصوصاً اللواتي يخالفننا الدين والعقيدة والمجتمع، وكذلك لايجب اغفال قضية الاحتفالات، والمظاهر، وما الى ذلك، كما أنه يجب علينا عدم نسيان قضية الطلاق ومخاطرها، وانتشارها غير المعقول بين ابنائنا، ومن ثم مناقشة احتياجات الشباب والشابات الحقيقية، والوصول لأنسب الحلول لتحقيقها، ومجتمعنا ولله الحمد غني بالكوادر، والطاقات الخلاقة، والأفكار والبنى الثقافية النبيلة، بالاضافة الى انه مجتمع يعيش في كنف الاسلام، وفي ظل دولة مباركة تتمسك بالاسلام نهجاً وشريعة ودستوراً، وكل هذه نعم كبيرة، علينا التعرف عليها، وشكر الله سبحانه عليها، وان الابتعاد عن الاسس التي ارادها الله تعالى لنا لن يجلب لنا الا الخسارة.
ان تلك الندوة التي نقترح لها دعوة مفتوحة للجميع لمناقشتها، لابد وان يرافقها تجييش لكل الوسائل المتاحة من اجل مؤازرتها ومساندتها، سواء عن طريق وسائل الاعلام المسموعة او المرئية، أو المقروءة، أو حتى عبر الانترنت وشبكات المعلوماتية، ان ذلك يجب ان يصل لكل ابناء المجتمع بالكلمة، والصحيفة، والكتاب، والاذاعة، والتلفاز، ودور الائمة كبير كبير، وخطب الجمعة مناسبة هامة للتأكيد على الزواج الاسلامي الشرعي، وصفته.
ان الاسرة هي العماد الاساسي لمجتمعنا المسلم، وبقدر مانسهم بتقويتها وتدعيمها، فاننا نحصد حصاداً رائعا لنا ولمجتمعنا بإذن الله.
الزواج ضرورة وواجب، والاسلام قد نظم كل شيء في الحياة وفق نهج رباني مناسب لكل زمان ومكان، وفطرة الزواج يسيرة وميسرة في الاسلام، وما أحلانا اذا استطعنا وهذا مايجب ان يحصل العودة للأصول، وابتعدنا عن سفاسف الامور وصغارها، وعدنا بمجتمعنا كما كان وافضل والله من وراء القصد.
ALOMARI 1420 @yAhoo com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved