أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th July,2000العدد:10151الطبعةالاولـيالجمعة 12 ,ربيع الثاني 1421

محليــات

لما هو آت
الجوهرة: قيادة المرأة ,, أبعاد
د, خيرية إبراهيم السقاف
حين الحديث عن الجوهرة فهد آل سعود، الأميرة، الدكتورة، المسؤولة القيادية الأولى، فإنه لا يرقى أي شك عند الذين واللائي تعاملوا مع هذه الإنسان على مدى زمن كانت فيه المعيدة، والمحاضر والأستاذ والعميدة، ورئيسة اللجان، والعضو المشارك في شتى المجالات الأكاديمية والثقافية، إنها تستحق، كما يعلم علم اليقين أن أي متحدث عنها قد لا ينصفها إن لم يقل سوى أنها تستحق.
وعندما قدَّمت صفتها الاجتماعية فلأنها أميرة بحق خلقا، وتواضعا، ووعيا، وسموا، وحضورا، وأدبا، وحياءً، وهي تحمل درجة علمية ما زادتها إلا عمقا، وحرصا على التحصيل، ودأبا نحو العمل، وهي تقلدت مناصب إدارية كانت فيها أنموذج القدوة في الفهم، والإلمام، والاحتواء، والشمول، والدقة، والعطاء، والخوف، والبذل، والمواكبة,, وهي تُحسن انتقاء الحروف في أبجديات العمل، وهي تحسن كيف تشكل منها جمل البدء, وجمل الانتهاء.
حين أقول ذلك ليس من فراغ.
لقد خبرتها عن قرب، ووعيت هذه الشخصية عن تعامل فعلي واقعي,, من خلال محك العمل، وطاولاته، ومراسلاته، وحواراته، ولقاءاته.
ولقد خبرتها عن بعد، وفهمت هذه الشخصية عن تعاملها مع الآخر، عن تناولها للقضايا المشتركة، عن إلمامها بالمصالح العامة.
الجوهرة الفهد,, زاملتها في مجلس كلية التربية وهي عميدتها ورئيسة مجلسها، وإني عضو خارجي قادم من جامعة الملك سعود,, أربع سنوات كانت كفيلة بأن ألج تفاصيل هذه الإدارية، المحنكة,, ذلك لأن مجالس الكليات لا تفوتها ولا ينفذ عنها أي شيء لا من شاردة أكاديمية وفنية وإدارية، ولا من واردة طلابية، أو مالية، أو إمدادية.
كانت تدير الجلسات بحصافة أكاد أن أقول إنها نادرة,, وتتلافى مآزق الأمور بحكمة فيها تجلٍّ وحضور,, حتى كنت أتمنى في دخيلتي لو أن هناك أكثر من جوهرة فهد,, عندما وضعتها في كفة مقارنة مع كل شخصية إدارية بين الرجال والنساء ممن سمح لي زمني بكل خبراته بملاقاتهم، والعمل معهم سواء في مواقع الرئاسة أو المرؤوسية,, سواء في الجامعات التي أتيح لي فيها أن أحظى بشرف التعامل معهم على مقاعد الإدارة أو من خلف مقاعد المناقشات، أو من فوق طاولات القضايا، أو في الكليات، أو حتى في المؤسسات المجتمعية المختلفة.
وإن قلت حقا فلا يبعد عن مزية في هذه الجوهرة هي حرصها المستمر على تنمية مهاراتها العلمية وعلى تنمية مهاراتها الإدارية.
وإن قلت حقا فلا ينأى عن صفة إدارية متميزة بها الجوهرة هي حرصها على الصلة بكل شخصية من خلال حضورها وبعد نظرها تلتقطها من بين الألوف ممن تتوسم فيهن التميز والتفرد فهي تحسن اختيار مجموعة العمل الذي تكون فيه,, وهي تحكم ضوابط معالجة مفاتيحه لذلك كانت ناجحة، ولذلك كانت الفترة الذهبية لعمادة كلية التربية هي فترة عمادتها ليس لأنها أميرة، فأمارتها زادت المكان من صفائها وهجا، وإنما من ذاتها التي تشمل كل صفة يتمناها أي فرد في مجتمعه كي تعم في كل شخصية يُقدَّر لها أن تتولى منصبا، ذلك لأن المسؤولية أمانة, ولا أجدر بتحملها ممن يعي قيمة هذه الأمانة وبعدها.
ولئن جاء الأمر الكريم بتعيينها وكيلا مساعدا لكليات البنات في الوقت المناسب، فإن في هذه الثقة دافعا لهذه الشخصية كي تبدع، وتعطي، وكي تعمل على الإضافة والتحديث والتجديد بما يزيل من تراكمات الغبار، ويجلّي عن صفاء الروافد.
إن في هذا الأمر تكريماً للعلم ولكل منسوباته,, وهو جدير بالشكر، وجدير بالتقدير، ذلك لأن الاختيار جاء مناسبا,, والله يشهد أنه اختيار موفق لشخصية ناجحة موفقة بإذن الله.
أهنئ الجوهرة فهد آل سعود الصديقة والأخت المواطنة.
وأهنىء الكليات ومواقع العمل في التعليم العالي للنساء.
وأدعو الله لها بالتوفيق.
وأدعو الله أن يوفق من معها كي يتيح لها فرص العطاء بما هي أهل له.
كما أتطلع من مقام حكومتنا الرشيدة المزيد من قرارات التعيين باختيار الكفاءات النسائية النادرة والقادرة كي تأخذ دورها، وكي يأخذ العمل الإداري فيها أبعاده التي تحقق له واقعيته بشفافية عالية عندما يتم الاختيار الموفق للقدرات المتميزة وتعزز من قبل الدولة الرشيدة حفظها الله.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved