أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th July,2000العدد:10151الطبعةالاولـيالجمعة 12 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

إن كان لابد,, أحصروها في الإداريين
يكفي المعلم ما يتحمله من أعباء,, فلماذا هذه التكليفات؟
عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
تولي حكومتنا الرشيدة رعاها الله بقيادة رائد العلم والتعليم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله اهتماما كبيرا بقطاع التعليم بمملكتنا الغالية وذلك بغية مواكبة ركب التقدم الحضاري الهائل الذي يعيشه عالم اليوم، ويتضح هذا الاهتمام من خلال ما توفره من وسائل وامكانات تساعد على تحقيق التقدم المنشود، ولست هنا بصدد تعداد ما وفرته الدولة رعاها الله من الجهود والامكانات فهي اكبر من ان تعد وفوق ان تحصر، ولكنها الرغبة في التنويه الى من يضع العراقيل ومن غير قصد في طريق تحقيق هذا التقدم ألا وهي وزارة المعارف، فلا يخفى على احد تلك الجهود التي يبذلها المعلمون في سبيل تربية وتخريج أجيال فعالة لتكون لبنة قوية في بنيان الوطن وعضوا صالحا فيه، بيد ان تلك الجهود التي يبذلها المعلم تحاط بما يجلب لهم المتاعب التي قد لا يشعر بها الا من هم يعيشون تجربة التدريس ومهنة التعليم، ولا أبالغ ان قلت بأن المعلم هو الموظف الوحيد الذي لا ينتهي عمله بمجرد انتهاء وقت دوامه اليومي، بل انه ينقل عمله معه الى منزله وذلك من خلال قيامه بالتحضير اليومي لدروسه، وكذلك البحث عن الوسائل التي تعينه على تأدية دروسه على اكمل وجه ممكن ناهيك عن تصحيح كراسات الواجبات الخاصة بتلاميذه، ومع هذا فانه لا يجد التقدير الكافي من لدن الوزارة الموقرة والتي بدلا من قيامها بتذليل الصعاب والعقبات التي تعترض طريقه وتعيقه عن أداء عمله نجدها تضع في طريقه مزيدا من العراقيل حتى أثقلت كاهله بما تسند اليه من أعمال من شأنها ان ترهق بدنه وتشتت ذهنه عن مهمته الاولى وأعني بها التربية والتعليم, ومن العراقيل التي وضعتها الوزارة في طريق المعلم تلك القرارات العجيبة التي تصدرها بين الحين والآخر وهي في الغالب ما تكون مجحفة بحق المعلم المسكين فلا يكفي في نظر الوزارة مسؤولية المعلم تجاه الاعداد الكبيرة من الطلاب داخل الصف ولا ال24 حصة اسبوعيا وما يضاف اليها من حصص الانتظار وحصص النشاط ومسؤولية الاشراف اليومي بين الحصص وأثناء الفسح وتحضير الدروس وتصحيح الكراسات والتدقيق ومضاعفة الجهد تجاه الضعاف من طلابه.
أقول إن كل ذلك لم يشفع للمعلم أمام وزارته فقامت باصدار ذلك القرار الناص على الزام المعلمين بمراقبة ومتابعة التلاميذ قبل بداية الدوام الدراسي اليومي بربع ساعة وحتى ما بعد نهاية الدوام بنصف ساعة، وان تكون هذه المراقبة والمتابعة لمن هم بداخل أسوار المدرسة وكذلك من كان خارجها الى ان يتم تسليمهم لذويهم سالمين!! وعللت أي الوزارة أنه يقف وراء هذا الإجراء حالات من المشاجرات بين التلاميذ خارج مبنى المدرسة!!.
حقا كم هو مسكين هذا المعلم خصوصا حين ينظر الى أقرانه في الدول المتقدمة التي تجعل منه رمزا يحظى باهتمام غير عادي، اما هو فوزارته الموقرة استكثرت عليه حتى الخمس دقائق التي تفصل ما بين الحصص وبدلا من ان تكون فرصة له لالتقاط أنفاسه بعد العناء والتعب داخل الصف حيث ألزمته وبمجرد انتهاء حصته الذهاب لتعقب ومراقبة التلاميذ في فناء المدرسة، حتى اصبح ذلك المسكين مشتت الذهن بين هذه المهام المتعددة معلما ومشرفا ومراقبا ومرشدا وحارسا و,,إلخ,, فحاله من سيىء الى أسوأ، فمن مراقبة الطلاب عند الاصطفاف الى مراقبتهم بين الحصص وأثناء الفسح وعند الدخول وعند الخروج وهو الآن ملزم بمراقبتهم في الشارع خارج المدرسة!!,برأيي ان تحميل كاهل المعلم بهذه المهام من شأنه ان يصرفه ويشتت ذهنه عن مهمته الأساسية وان كان ليس من سبيل عن تخلي الوزارة عن قرارها، فلست أرى ان يكون من مهام المعلم الحفاظ على تلاميذه وأحبذ ان يتم اسناده لمن يقومون بالمهام الادارية بالمدرسة اعني بذلك المدير والوكيل والمرشد الطلابي فهم ومع فائق تقديري لما يبذلونه من جهد الا انهم وفي كل الأحوال لا يضاهون بذلك ولا يرتقون بجهودهم للجهود التي يبذلها المعلمون,والله من وراء القصد.
عبدالله بن حمد الدريبي
مدرسة عمر بن عبدالعزيز
محافظة البكيرية

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved