أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 15th July,2000العدد:10152الطبعةالاولـيالسبت 13 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

وسميات
شيء اسمه القلق
راشد الحمدان
هل تذكرون ذلك الكتاب ,, الذي عنونه ب دع القلق وابدأ الحياة هذا الكتاب قرأته منذ أكثر من ثلاثين عاما , ولقد قرأه من قبلي كذلك منذ صدوره وتحدث عنه كثير من الكتاب , واستفاد منه الكثير ممن أصيب بالقلق ولأن مؤلفه غير مسلم ,, فانه لا يعرف شيئا عن وسائل ابعاد القلق لدينا نحن المسلمين ولا يعرف عن موروثاتنا الاسلامية التي تبدد القلق شيئا , لا يعرف عن الأذكار في الصباح، ولا الأذكار في المساء , لا يعرف مدى تأثير القرآن في القلوب والنفوس ومدى تأثيره في علاجها من عدد من الامراض ,, ومنها القلق حتى جيلنا الحاضر مع الأسف يجهل كثير منهم مما هيأه الله سبحانه للنفس البشرية من وسائل لعلاج الهموم والغموم ,, والقلق في حد ذاته هم وغم يحتوي تفكير الانسان ومشاعره ويحمله على عدم الاستقرار الذهني ,, والهدوء النفسي , وقد وصف الله هذا القرآن العظيم بأنه ,, فيه شفاء لما في الصدور , وقال ,, ألا بذكر الله تطمئن القلوب ,, وجاء في الحديث ,, من قرأ آخر آيتين من البقرة في ليلة كفتاه ,, هذا هو ديننا الحنيف يدلناعلى ان نحيا حياة آمنة مطمئنة سليمة من الهموم والغموم بالالتجاء الى الله من خلال كتابه المنزل ,, لكننا نغفل كثيرا ,, ونميل الى آراء الآخرين ممن لا يدينون بدين الحق ، ولا يتبعون الهدى , ونحاول تتبع أفكارهم , وقد يكون في تلك الآراء مساهمة في التخلص من مرض ملازم كالقلق ,, لكن يجب أن لا نضع ذلك في الأولويات التي نهتم بها ، وننسى ما لدينا من أذكار عظيمة ، وقرآن كريم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فيه خلاصنا من كثير من الامراض التي تعترضنا في حياتنا ,والقلق قد يتولد من الوساوس ,, وهذا يتأتى من استسلام الفكر الانساني للخيالات التي تجعله مضطربا متذبذبا ,, غير مستقر ,, وكذلك لا تجد أحدهم بعد ان يكون قد اضطجع على جنبه في سريره، تجده يفكر هل قفل باب الشارع ام لا ,, وهل الغاز قد اقفل أم لا ,, وماذا يا ترى يفعل وحده حتى الساعة الثالثة صباحا خارج المنزل , واذا قيل له ان فلانا قد اتى وسأل عنك بإلحاح,, بدأت الوساوس تتكاثر امامه, وبدات التصورات المتعددة ,, تبرز في مخيلته , وتمر به الساعات وهو لم ينم ,, يأكل بعضه بعضا ,, ثم لا شيء .
يقول أصحاب التجربة الحديثة ,, ان الرياضة والاهتمام بها يذهب القلق , وان جلوسك معظم الوقت مع بعض الاصدقاء ، وتجاذب الحديث معهم ، والتسلية ببعض الألعاب ينسيك ما أنت فيه ، هذا صحيح ، لكن لا تنس ان الله قد حصنك بآيات عظيمة , واذا كان من شأنها تبديد ما يعتلج في ذهنك وما يسبب لك الاضطراب فالتجئ اليه تجد كل شيء قد زال , قال تعالى ,, وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم ، وتقلبك في الساجدين , وقال ,, ومن يتوكل على الله فهو حسبه , وقال ,, ان الذين آمنوا إذا مسهم طائف من الشيطان ,, تذكروا فإذا هم مبصرون .

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved