أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 15th July,2000العدد:10152الطبعةالاولـيالسبت 13 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

وصفة من انحرافات الصغار
لا يشك أحد في أن الناشئ الصغير يشكل اتجاهاته وطرقه في التعامل مع الآخرين، وأسلوب حياته، ما يلقاه داخل اسرته من عناية ورعاية وينتج تبعا لذلك السلوك إن سلباً أو إيجاباً ويؤكد على ذلك قانون التجاذب المدرسي والذي يترتب عليه طاقة الصغير، وتحصيله وإنجازه فإذا اكتسب من البيت ومن المدرسة اتجاهات ايجابية ستقوده حتما للقوة في تحقيق النجاح والانجاز وبلوغ الاهداف, وهذا ما يؤكده كل من رجال التربية وعلم النفس والاجتماع، وما توصلنا إليه من خلال الخبرة والممارسة العملية التي خرجنا منها بأن ثمة عوامل تؤثر بالسلب في حياة الصغير في البيت او المدرسة والتي تمر على بعض منها مروراً سريعاً في حدود ما يمكن معالجته وما تسمح به مساحة المقال, وعسانا نركز على هذه العوامل واحداً واحداً في مقالات تالية.
ونذكر أولاً: أن عدم وعي الوالدين بقيمة الطفل يأتي على رأس مشكلات الصغير حيث يترتب عليه عدم ادراك وتعرف نوعية المواهب العقلية لدى الصغير، فالطفل الذي يكون حظه من الذكاء قليلاً فلا محيص من شعوره بالنقص عن باقي زملائه، ويتولد لديه احساس بكراهية الآخرين له، وعدم تقبله نتيجة عدم مسايرته لهم في البيت أو المدرسة، بينما يكون الطفل الذي يلقى حظاً أوفر من الذكاء فيشعر حيال ذلك بالزهو والاستعلاء على غيره من اخوته في البيت أو زملائه في المدرسة.
والوقاية الموجبة سواء في هذا الاتجاه (السلبي) أو ذاك (الايجابي) ان ننأى عن مقارنة الصغير بأقرانه، ومن هم في مثل سنه وفصله الدراسي ولا ندفع به إلى دروب المنافسة بينما يتوجب علينا ان نكتسب مهارة الحفز وأن نبحث في كل من النموذجيبن على الاستفادة بما منحه الله له من طاقة مقدرة حسب ظروفه، وما يلائم مع إمكاناته وقدراته واستعداداته، مع الوضع في الاعتبار أن الطفل الذي لم ينل إلا حظاً ضئيلاً من الذكاء علينا الأخذ بيده في تقبل كي ينهي أعماله اليومية وواجباته المدرسية والدفع به كي يقبل على ممارسة النشاط الذي يناسبه، ويحبه، ويجد نفسه فيه، ويتمكن من التفوق إلى حد ما فيه وحفزه، ومكافأته كلما خطا خطوة على التواصل والاستمرار، والنمو الطبيعي، والتنمية الذاتية, هذا في الذكاء فهو في مسيس الحاجة لتشجيعه المستمر واثارة دافعيته وحماسه وفق خطة مرسومة ليتسفيد من طاقته التي حباه الله بها، وليفكر تفكيراً موضوعياً كي تكون أعماله بنائية بقوة ووضوح وكي يتمكن من مواجهة التحديات في الانجاز الذاتي او في التعامل مع الآخرين، وللاقدام بمجهودات أقوى من قبل للتفاعل مع أفراد الأسرة أو الأقران، أو زملائه الطلاب، أو حتى هيئة المعلمين، وذلك بخُطى واثقة وعقل متفتح، وفكر وثاب، وتوقع عال وموثوق فيه، ووضعه في محطات تساعده على العدو سريعاً في تنمية شخصيته.
ثانيا: ان من المشكلات التي تواجه الصغير ايضا هو شعوره بأنه مختلف عن الآخرين، ومن هذا الاختلاف تشير إلى الاتجاه نحو الكبار فمنه الموجب، ومنه السالب الذي ينبني على حجم الحب والكره، والقرب والبعد والجذب والتنافر، مما ينجم عنه الثراء والامتياز في الانجاز أو القهقرة والتخلف عن نقطة البدء في اتجاه انجاز ذي معنى.
وترى وقاية لهذا الصغير ان نعمل على امكانية التوازن بين استجابة التلقي، والهمة في العطاء ويتوجب علينا ازاء ذلك ان نتجنب المساءلات التي تشعره بالدونية أو النقص، ومساعدته للكشف عن مواهبه الكامنة، وكي يتمكن من اكتشاف طريقه واتجاهه بنفسه، مع الوضع في الاعتبار الا يحاول الكبار في البيت او المدرسة أن يفرضوا عليه منهجا يختلف عن مواهبه وعن امكاناته، أو يتناقض مع استعداداته وميوله.
ثالثا: إن مشكلات الصغير كذلك تواجده الكيفي داخل أسرته، فيحدث في بعض الاحيان ان تنمو العادات ببطء، وقد يتقدم نحو أهدافه الفعالة ايضاببطء، وقد يخضع للتطبيق والممارسة كذلك ببطء مما يجعل تواجده الكيفي داخل اسرته محاطا بوضعه في موقع ومكانة غير مناسبة مما يسبب له الكثير من المتاعب، وقد تكون هي مصدر السلوك الجانح.
ووقاية لهذا الصغير علينا ان نجنبه الوقوع في هوة هذه المتاعب ونساعده على التوازن وما يطلق عليه العلماء بالتحقق الذاتي.
رابعا: ان من مشكلات الصغير ما يلقاه من شدة في المعاملة مبالغ فيها إلى حد ما أو لين أكثر من الحد الطبيعي المقبول، مما يحول دون تنميته تنمية صحيحة، ويحول دون بلورة الاتجاهات المتوافقة مما يجعله غير ناشط في تفكيره ومما يفقده المكانة المناسبة بين رفاقه وزملائه وهذا يشير الى فقدان التوافق والانسجام مع مطالب المجتمع,ونرى في الوقاية من هذه الحالة وجوب مساعدة الصغير بما يمكنه من النمو بطريقة متوازنة حتى يستطيع أن يقيم علاقات تفاعلية موجبة مع الأهل وخارج نطاق الأسرة.
هكذا يتضح ان الوقاية خير من العلاج وأنها لا تتحقق دون ان ترافقها خطة مرسومة جيداً هدفها الوقاية, وهذه الخطة تعتبر برنامج عمل أو طريق يوجه نحو النجاح، والتعبير الجيد للخطة يساعد في اتجاه بناء الشخصية دون تخبط او تبديد للطاقة.
وتنجح الوقاية إذا وضع في الاعتبار امكانات التعرف على العقبات ومناطق القوة والضعف في الوسائل المؤدية لازالة المشاكل التي قد يتعرض إليها أبناؤنا الصغار, وقد تكون المشكلة الواحدة ترجع لاكثر من عامل أو سبب مما يتوجب علينا أن نتعرف عليها لمعالجتها في حينه.
مندل بن عبدالله القباع


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved