أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 15th July,2000العدد:10152الطبعةالاولـيالسبت 13 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

اختيار موفق
المرأة المناسبة في الموقع المناسب
سعدت الأسماع مؤخرا بخبر شنّف الآذان وأطرب النفوس واسعد العقول، وذلك حينما قرر مجلس الوزراء الموقر اختيار احدى رائدات التعليم في بلادنا الحبيبة لمنصب وكيلة معالي رئيس تعليم البنات المساعد للشئون التعليمية، ألا وهي سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد آل سعود.
التي تعد بحق وتجرد وحيادية أفضل من تستحق هذا المنصب الدقيق والموقع الحساس لعدة دوافع رأيناها بانفسنا رأي العيان، وذلك حينما أمسكت بزمام أول كلية للبنات في المملكة العربية السعودية، حيث كانت تتابع كل صغيرة وكبيرة في هذه الكلية بحرص وأمانة بالغين.
فقد تولت العمادة والكلية تفتقر الى العناصر السعودية النسائية المؤهلة في مجال الدراسات العليا بشكل ملفت، فلم يغمض لها جفن إلا وجميع اقسام الكلية تعج بالدكتورات السعوديات المؤهلات تأهيلا دقيقا وبذلك تكونت هيئة تعليم جامعية وطنية في زمن قياسي نسبي، لاسيما وهي أول حاصلة على درجة الدكتوراه من كليات البنات.
هذا بالاضافة لحاملات الماجستير من جميع الاقسام المتعددة في الكلية، وكل ذلك يعد خطوة عظيمة وركيزة اساسية من ركائز العمل الجامعي، حتى أضحت كلية التربية للاقسام الادبية بالرياض لها الامامة في هذا المجال بين نظيراتها من الكليات الاخرى ولم لا يكون الامر كذلك وعميدتها هي اول سعودية تحصل على درجة الدكتوراه في المملكة,؟
***
ثم التفتت الى مباني الكلية تنميها تطورها حتى اصبحت افضل كلية للبنات في البلاد سواء من حيث المبنى او المعنى، بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين الذي لا ينقطع عن دعم تعليم المرأة في وطننا العزيز.
حتى تضاعفت مساحة الكلية في عهدها الخصيب وانشأت المدرجات الكبرى التي استوعبت الاعداد الهائلة من الطالبات الجامعيات فيما بعد، كما استفادت منها بعض الجهات الخارجية والمؤسسات التعليمية في القاء المحاضرات والندوات العامة.
***
وكانت الدكتورة الجوهرة وفقها الله تعالى تتابع الليل بالنهار في عملها، دؤوبة على ذلك في كثير من الأحايين بدون مبالغة تعبيرية ، حيث ما كنا نراها تخرج الا بعد ان تنصرف اخر ولية امر تحضر مناقشة رسالة، أو حتى تخرج آخر مدعوة في حفل رسمي يقام في الكلية.
بالاضافة للايام المعتادة فانها لا تغادر الكلية حتى تغادرها آخر طالبة فيها.
***
كما كانت تحرص على لمّ الشمل وتبديد الفرقة بودّ عمَّ الجميع فيضه، بل انها للترفع عن صغائر الامور وتوافهها، فلا تحاسب أحدا الاّ على جريرة مستنكرة أو خطأ بين، مستخدمة اسلوب اللين والحزم معا.
وقد كانت العدالة ديدنها، فلا تتحيز لاحد دون أحد ولا تفضل قسما على اخر، بل هي تعتبر الكلية بمن فيها رعيتها التي ستسأل عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.
كم مرة دمعت عيناها بصدق من شدة الفرح لنا في مواقف تفوقنا، وكم تارة برقت عيناها بريق الود والسعادة ونحن نثبت ذاتنا.
قد يعتقد البعض ان تلك المرأة التي وهبت هذا القدر من الامومة والانسانية في سن متقدمة من العمر، بل هي مساوية للعديدات في اعمارهن الشابة، بيد ان عطاءها كعطاء الام بلا حدود، ولم لا؟ وهي تحمل بين حناياها عواطف الودّ المتدفق والفيض المنهمر.
***
إن الحديث حول جوهرة العلم والخلق السامي لذو شجون وشجون، وكل تلك الأقوال شهادات حق يحاسبني عليها المولى جلّت قدرته، وتؤيدني عليها كل منصفة تتمتع بعقل راجح وإدراك واسع وحيادية في الرأي.
فألف شكر وشكر لحكومتنا المعطاء على تكريمها للمرأة السعودية، وإعطائها الفرصة لاثبات ذاتها متدثرة بدثار الدين القويم، وذلك من خلال اختيار الجوهرة التي هي اسم على مسمى التقية الورعة الحيادية القابضة على عمق الأصالة.
وألف ثناء وثناء لمعالي رئيس تعليم البنات الدكتور علي بن مرشد المرشد، على حسن ترشيحه للمرأة المناسبة في المكان المناسب، فقد عودنا أنه صاحب النظرة الثاقبة دائما وأبدا من خلال اختياراته الموفقة.
وذلك حينما اسعد الكلية التي كانت تقودها تلك الجوهرة النقية، بقائدة عظيمة طاهرة المخبر والمظهر، طيبة الذكر الدكتورة منيرة بنت عبدالله العرينان التي اكملت قيادة السفينة الى بر الامان، مشمرة عن ذراعيها لخوض معركة اعمار مادي ومعنوي باطن وظاهر في كليتنا المحظوظة.
وقد وضعت نصب عينيها تحقيق العدالة والاصلاح في سعة صدر القائد النزيه الحليم وهي التي اسعدتنا بتحقيق حلمنا الكبير بتكريم جوهرة المعالي، ولمت شملنا بها في احتفال ودي فكري بهيج، بعد ان انهكتنا آلام الفراق المبرحة.
ذلك الاجتماع المبارك الذي شرفته حرم خادم الحرمين الشريفين مما زاد البهجة بهجة متدفقة عمت بفيضها جميع الحاضرات، في يوم الاحتفال الثقافي لعاصمتنا العزيزة المجيدة.
ختاما: تقبلي جوهرتنا بطاقة التهنئة هذه والتي تعد نقطة في موج بحرك الفياض.
وآخر دعواي: أن يوفق المولى الجميع إلى ما فيه صلاح الدين والدنيا معاً.
د,جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved