أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 15th July,2000العدد:10152الطبعةالاولـيالسبت 13 ,ربيع الثاني 1421

الثقافية

بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين وجمع من أهل الثقافة والفكر في الملتقى الثقافي بالسفارة السعودية بالقاهرة
صلة الفلسفة بالعلم واختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية للعام الحالي
د, راشد المبارك: العلوم انتهت نهاية فلسفية وكل النظريات العلمية ليست قاطعة
*القاهرة مكتب الجزيرة عثمان أنور
تحت نسمات الفكر والابداع في ظل اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية للعام الحالي، وبدعوة كريمة من سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة السفير ابراهيم السعد البراهيم التقى جمع كبير من أهل الثقافة والفكر من المملكة العربية السعودية ومصر وذلك في الملتقى الثقافي السعودي الذي تحدث فيه د, راشد المبارك العالم المفكر الموسوعي السعودي والقى محاضرة قيمة بعنوان صلة الفلسفة بالعلم .
افتتح الملتقى معالي سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة وقام عبدالعزيز الصقر المسؤول الاعلامي بالسفارة السعودية بالقاهرة بتقديم أعمال الملتقى، كما شارك الكاتب الكبير أنيس منصور بالتعليق على محاضرة د, راشد المبارك، وذلك وسط حضور نخبة لامعة من الكتاب والأدباء ورجال الاعلام والصحافة.
في كلمته الافتتاحية أكد سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة السفير ابراهيم السعد البراهيم ان استضافة الملتقى للدكتور راشد المبارك تأتي ضمن الاحتفالات الشاملة والمتنوعة التي تقام بالمملكة العربية السعودية بمناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية للعام الحالي 2000م، وقال ان الملتقى الثقافي الأسبوعي أصبح أحد تقاليد السفارة وملتقى أهل الفكر والأدب من السعودية ومصر والعالم العربي.
ورحب معالي السفير بالحضور والدكتور راشد المبارك وقال: ان د, راشد المبارك يعد أحد الوجوه الثقافية اللامعة في المملكة العربية السعودية التي جمعت بين العلم والأدب والفلسفة وله اهتمام وميل معروف الى التاريخ والشعر وقد كتب في هذا المجال عشرات الأبحاث والمقالات، ومن أبرز نشاطاته العلمية نشر أبحاثا مبتكرة حول تفاعل المجال المغناطيسي الناتج من دورة الالكترون المدارية حول النواه، والعزم المغناطيسي الناشئ من حركته المغزلية حول نفسه، وللدكتور المبارك عدة مؤلفات منها كتاب هذا الكون ماذا نعرف عنه وكتاب كيمياء الكم بالاشتراك مع د, معتصم خليل، وكتاب قراءة في دفاتر مهجورة بالاضافة لديوانه رسالة الى ولادة وشعر نزار بين احتباسين .
وقد شغل الدكتور راشد المبارك عدة مناصب هامة منها عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود حتى تقاعد عام 1991م، عميدا لكلية الدراسات العليا بنفس الجامعة، رئيسا للمجلس التنفيذي للمنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم عضو مجلس الأمناء بمعهد تاريخ العلوم العربية بجامعة فرانكفورت بألمانيا، عضو مجلس الأمناء بجامعة الخليج، عضو المجلس الأعلى للاعلام، عضو مجلس الادارة لدارة الملك عبدالعزيز.
وقدم عبدالعزيز الصقر المسؤول الاعلامي بالسفارة السعودية بالقاهرة الدكتور راشد المبارك بأنه المفكر الموسوعي له نشاطات علمية بارزة بجانب مؤلفاته التي جمعت بين العلم والأدب ودعاه لالقاء محاضرته.
عطاء العقل
تناول د, راشد المبارك في محاضرته علاقة الفلسفة بالعلم مؤكدا في البداية ان الفلسفة هي عطاء العقل بأوجه نشاطه عن الكون والحياة، وان الصلة بين الفلسفة والعلم بدأت منذ كتاب بيكون الآداب الجديدة الذي هدم فيه الفلسفة اليونانية, قبل ذلك كانت العلاقة مظلمة وظلت كذلك حتى القرن ال16 حتى جاء بيكون وهاجم الفلسفة اليونانية وقال: انها تقوم على الثرثرة وليست الابداع.
وأضاف د, راشد المبارك انه في القرون الوسطى كانت الكنيسة تحكم في الغرب ولأن الديانة المسيحية ليس بها شيء عن الكون فقد تبنت الكنيسة الرأي اليوناني في مركزية الكون ودوران الكواكب، وجاء بيكون وهاجم هذه الفلسفة واتبع كتابه الأول بكتاب آخر عنوانه أطلانطا الجديدة حيث تخيل رحلة قام بها مجموعة أفراد في المحيط ووصلوا الى جزيرة اسماها أطلانطس يحكمها رجل على درجة كبيرة من الحكمة والرشاد وفي كتابه هذا جاء بصورة مغايرة عن الفكر اليوناني السائد حينذاك.
وفي القرن ال19 جاء كويرنيكوس فوجد ان الخطأ نشأ من افتراض مركزية الأرض للكون وتوصل الى ان كوكب الشمس هو الأولى ان يكون المركز وكان كوبرنيكوس يعلم مدى تعارض ذلك مع الكنيسة الكاثوليكية فلم يخرج بأبحاثه الا في أيامه الأخيرة وقد استطاع كشف أربعة توابع تدور حول كوكب المشتري وهذا ما كشفه جاليليو في مرصده.
ثم جاء بعد ذلك نيوتن بقوانيه الثلاثة وهذه القوانين حملت دلالة فلسفية لتأثيرها على الانسان وتصوره للحياة مثل القانون الأول الذي يقول لكل جسم يبقى على حركته أو سكونه ما لم يؤثر عليه جسم غريب: هذا التصور في الكون والذي تأثر به الفكر الفلسفي في أوروبا نشأ عنه المذهب المادي والوضعي، وصار العلم يهتم بالاجابة على سؤال كيف؟ وليس لماذا؟ وصار الكون في نظرهم آلة فصارت القطيعة بين العلم والدين، والعلم والفلسفة ولكن لحسن الحظ انه في أوائل القرن جدت أمور منها كشف الوحدة الأولى الذرة وأضافت معرفة أساسية للانسان ووجدوا ان كل قوانين الفيزيقاء لا تنطبق على الظواهر الذرية بل وتتعارض كلية فوقع العلماء في حيرة، وثبت انه في العلم الطبيعي ليس هناك شيئ مقدس وقد بدأ هذا الأمر بفرض جريء وضعه عالم ألماني ماكسيلان وأنشأ علم آلية الكم ثم جاءت بعد ذلك نظرية التمدد وصعوبة التحكم في نقل اليكترون على سطح أو شاشة حيث وجدوا ان الاليكترون يتغير سلوكه ويتحول الى شيء موضوعي، وهذا يؤدي بنا الى القول ان هناك كائن يراقب الحركة وبمجرد وجوده يتحول الاليكترون الى جسم موضوعي وعلى هذا فهناك من يراقب الكون بأكمله ويحوله الى وجود موضوعي ولعلنا هنا نعرف الصلة بين العلم والفلسفة في النظر الى الحياة.
واختتم د, راشد المبارك محاضرته بقوله بأن العلوم انتهت نهاية فلسفية، وان النهضة الفلسفية بدأت عندما تم استبعاد كلمة قال ارسطو واستبعاد الترجمات اليونانية، ويبقى ان كل النظريات العلمية ليس بينها نظرية قاطعة والنظرية الموجودة هي نظرية الاحتمالات.
في تعليقه على د, راشد المبارك قال الكاتب الكبير أنيس منصور اتفق مع الدكتور راشد المبارك في قوله ان النظريات العلمية ليس بها نظرية قاطعة فكل شيء محتمل، وقال أنيس منصور انه لم يعد هناك وجود لمذهب فلسفي.
وانما يوجد اجتهادات أفراد فمن الصعب على فرد واحد ان يلم بظواهر كثيرة فأنا عقلي مثل كفي لا استطيع قياس الهواء أو السماء باليد وهكذا العقل.
وكل اجتهاد يبقى افتراضا قابلا للخطأ ومحتملا لكن لا نستطيع التسليم به يقينا وتاريخ النظريات والفلسفات يؤكد ذلك.
وحيا أنيس منصور الدكتور راشد المبارك على هذه السياحة العلمية والفلسفية التي طالت أكثر من 20 قرنا مضت.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved