أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 15th July,2000العدد:10152الطبعةالاولـيالسبت 13 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

درس في التربية
في هذا الزمن، لا أعلم أن هناك مسؤولية أعظم واصعب من مسؤولية تربية الأبناء ومراقبة سلوكهم ومتابعة حياتهم أولا بأول حتى يتمكنوا من تحمل مسؤولياتهم مستقبلا,ومن خلال دراستي لكتب علم النفس تعلمت مقولة تقول الطفل ينحرف اذا لم يتعلم سلوكا سويا,, وهذه المقولة تدلل بصدق على أن ترك الطفل ينمو هكذا بدون أن يكتسب أبجديات السلوك ومواقف وخبرات الحياة واشباع حاجياته من اللعب وممارسة الهوايات فانه سينشأ فارغا خاليا من كل شيء,ان كلا من الأب والأم مسؤولان أمام الله ثم المجتمع عن تنشئة أولادهما التنشئة الصحيحة أما اسلوب ترك الحبل على الغارب فلا يجر معه إلا الندم ومن أمور التنشئة الاجتماعية المطلوبة من الوالدين تجاه أولادهما عليهما القيام بواجبات ثلاث:
1 تربية البدن, 2 تربية العقل, 3 تربية النفس,وأي اهمال لواحد منها سيكون على حساب الواجب الآخر، والمؤسف أن من يهتم بهذه الواجبات الثلاثة قلة ولو ادركت كل أسرة دورها التربوي وأوفت بواجباتها الثلاثة بكل ما حوته من أمور التربية الدينية والدنيوية لما سمعنا اليوم من جرائم يقشعر لها البدن ولما سمعنا من يضرب معلمه أو يعق والديه أو يلجأ الى ارتكاب المحرمات ولما سمعنا من يضيع وقته ويهدر عمره هكذا,تأملوا معي ما في قصة القاضي شريح بن الحارث عندما حان وقت الصلاة فلم ير ابنه من المصلين وعلم أنه كان يلهو وقتها مع كلب أكرمكم الله,لم يتهاون في الأمر ولم يدعه يمر هكذا دون حساب بل بعث مع ابنه ذاك رسالة تضمنت أربعة أبيات قال فيها يشرح لمؤدبه ما حدث من ابنه:


ترك الصلاة لأكلب يسعى بها
طلب الهراش مع العواة الرجس
فليأتينك غدوة بصحيفة
كتبت له كصحيفة المتلمس
فاذا هممت بضربة فبدرة
فاذا بلغت به ثلاثاً فاحبس
واعلم بأنك ما أتيت فنفسه
مع ما يجر عني أعز الأنفس

من خلال قراءة بسيطة للأبيات نلحظ انزعاج الأب لترك ابنه الصلاة واللهو مع كلب صغير ثم حرصه على تأديب ابنه واختياره لأداة العقاب وعدد مرات الضرب ومن مؤدبه ثم نلحظ حنان الأب الفطري والذي لو علم الأبناء حجمه لبروا آباءهم ولو بلغوا من العمر عتيا ما بلغه لبيد بن ربيعة ولكن ذلك الحنان لم يوقف خطاب التأديب لأن التربية أملت واجبها في هذا الموقف.


محمد إبراهيم محمد فايع
خميس مشيط


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved