أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 18th July,2000العدد:10155الطبعةالاولـيالثلاثاء 16 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

في الصميم
من يصنع الإرهاب ؟
د, خالد آل هميل
الارهاب ليس له وطن محدد فجميع القيادات التي تتزعم الإرهاب في العالم هي صناعة مخابراتية أمريكية، أوجدتها لتحقيق أهداف محددة، وبعد أن شب طوقها، وتمردت عليها وصفتها بالارهاب.
ولا جدال أن هؤلاء الارهابيين لم يكونوا أسوياء، فالسوي لا يقبل ان يتحول الى اداة لضرب مصالح الآخرين، أو قتل الابرياء، لتنعم أمريكا بالأمان.
فالعميل الذي يجند نفسه ضد وطنه، وامته لن يتوانى في ضرب الدولة التي جندته لأهدافها, ومن الطبيعي والحالة هذه أن تكتوي الولايات المتحدة بالنار التي اشعلتها، في مختلف انحاء العالم.
وإنه لمن المؤسف أن ينجر الإعلام العربي والإسلامي خلف الإعلام الغربي الذي يتفق تماماً على إلصاق العمليات الارهابية بالإسلام والمسلمين، وما الاصولية الإسلامية إلا مصطلح استعماري وصورة ذهنية مشوهة استوردها الاعلام العربي والإسلامي من وسائل الاتصال الغربية، فالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية هي الراعية والحامية للارهاب والارهابيين، فهي مثلاً تطارد (ابن لادن) كارهابي وتصوره للعالم وكأنه الزعيم الأوحد للارهاب في العالم وهو بلاشك ارتكب أعمالا ارهابية جسيمة ولكنها بالمقابل والى جانبها الدول الأوروبية تستضيف أعوان ابن لادن وتمنحهم حق اللجوء السياسي والحرية الإعلامية ليمارسوا الإرهاب ضد أوطانهم، فمثلاً (أيمن الظواهري ومحمد عاطف) وغيرهما يوصفان بأنهما الخليفتان (لابن لادن) والاثنان يعيشان في الدول الغربية في ظل الحماية الكاملة فماذا يعني هذا؟!.
ينبغي ان يدرك العرب بأن أمريكا هي الدولة المسؤولة بالدرجة الأولى عن إضفاء الهالة الإعلامية على بعض الأشخاص ومحاولة زرع الرهبة في قلوب العرب بينما تدعي بأن مخابراتها ترصد حركات وسكنات (ابن لادن) عبر أقمار صناعية في الفضاء وتراقب من خلال أشرطة الفيديو مقابلاته وتحركاته, فإذا كان الأمريكيون لديهم هذه القدرة الخارقة فلماذا تخطىء صواريخهم رأس (ابن لادن) و(صدام حسين) ولماذا لا ينصب جحيم هذه الصواريخ الا على رؤوس الابرياء من النساء والاطفال؟! انه التناقض العجيب إزاء القدرات الأمريكية,, فالصواريخ الموجهة بالليزر تصيب الأطفال والنساء بينما تخطىء من تصفهم بزعماء الأرهاب وفي نفس الوقت تقول انها تراقب مقابلاتهم وممارساتهم حتى رياضة ركوب الخيل,,!!! إن العرب والمسلمين في معظمهم لا يثقون فيما تقوله الولايات المتحدة الامريكية التي تعمل على ايجاد زعامات إرهابية كرتونية بهدف ابتزازهم وقد فات عليها بأن العرب أعرف بمواطنيهم السوي منهم وغير السوي وقادرون على التعامل مع الحالات الشاذة في حالة تنحي أمريكا عن النفخ فيهم والترهيب بهم وحمايتهم في آن واحد, انها لعبة مكشوفة لدى العرب ولكن مشكلة الأمريكيين ومن ثم بعض الدول الغربية هي في قصورهم الذهني تجاه العرب ويتمثل ذلك في تجاهل العقل العربي والاسلامي بل ومحاولة إلغائه.
فالولايات المتحدة هي الدولة المسؤولة عن ذيوع صيت بعض الأشخاص الهامشيين باعتبارهم ارهابيين دوليين بينما هم مرضى خارجين عن اجماع الأمة الإسلامية لا يضرون سوى أنفسهم فحسب, بل ان منهم من تحول الى حفنة منبوذة من المجتمع العربي والاسلامي لا يتعدى وزنه وزن الورق الذي يكتب فيه هذيانه، الذي يشبه هذيان من ركبته الحمى في (قيظ لاهب).
إني اجزم ان منهم من يلوم نفسه أشد اللوم، ويعيش مرارة نفسية قاتمة، وفي داخله يمقت افعاله التي تحميها الدول التي تدعي محاربة الارهاب، لكونه ادرك بعد فوات الأوان بأن أصبح لعبة للاعلام الغربي، وهو في الواقع الذل بعينه.
فالمناضل الشريف لا يناضل وهو قابع في أحضان الغرب وممن يصفهم بالكفرة، فهو لايتعدى ان يكون مخلب قط ضعيف تستخدمه الدول الغربية بهدف تشويه وطنه عند اللزوم، فهي تعرف تماما ضالته وضعفه ورفض الرأي العام في وطنه لكل ما يصدر عنه من هذيان.
أما الأفعال فهو أضعف من ان يسجل نقطة ولو واحدة صغيرة, وحتى تكون الأمور واضحة فإن أمريكا والغرب هم الذين صنعوا ابن لادن وصدام حسين والظواهري وغيرهم.
والسؤال: الى متى ينجرف بعضنا في السقوط فيما يطالب هو بالانعتاق من قبضته؟!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved