أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 18th July,2000العدد:10155الطبعةالاولـيالثلاثاء 16 ,ربيع الثاني 1421

الاقتصادية

بسبب انعدام خدمات ما بعد البيع
بيوتنا تئن بكثرة الأجهزة المعطلة!
* المدينة المنورة مروان عمر قصاص
سيارات تالفة في عدد من ورش الصيانة، أجهزة كهربائية حديثة الشكل مهملة بسبب عطلها، مخازن في بيوتنا مملوءة بأشياء شكلها جديد ولكنها لا تعمل وأشياء كثيرة تزعجنا وتؤكد ان غياب خدمات ما بعد البيع المعترف به في أكثر دول العالم تقدما وحضارة لا وجود لها لدينا في كثير من المؤسسات والشركات التي تروج السيارات والاجهزة الكهربائية وغيرها من الأجهزة رغم ان من شروط الاستيراد المعمول بها في المملكة توفير خدمات ما بعد البيع ولكن هذا يتم على الورق فقط أم في الواقع فإن المواطن الذي يشتري أي سلعة عليه أن يطلب العوض من الله إذا تعرضت لعطل ويرفعها في مخزن المهملات حتى يرث الله الأرض بمن عليها أما من تتعرض سيارته لعطل فعليه اللجوء الى مذابح السيارات المنتشرة في مناطق ومدن المملكة كشاهد على انعدام خدمات ما بعد البيع، وقد أكد عدد من المواطنين الذين التقيناهم لمناقشة هذه القضية على ضرورة الاهتمام بهذه القضية ودعوا وزارة التجارة الى اتخاذ اللازم والتصدي بحزم وقوة للشركات والمؤسسات التي تستورد وتروج المنتجات الصناعية ولا تلتزم بتطبيق خدمات ما بعد البيع واقرار عقوبات رادعة بحق من يثبت عدم التزامه بتوفير هذه الخدمات ومنحه مهلة ميسرة يشطب بعدها ويمنع من ممارسة التجارة مشيرين الى حجم الضرر الذي يقع على المستهلكين بسبب عدم الالتزام وبنظام خدمة ما بعد البيع وقالوا: ان بيوتنا تشهد على هذا الضرر بما تختزنه من اجهزة جديدة وكأنها للوهلة الأولى لم تستخدم ولكنها متعطلة بسبب عدم وجود قطع غيار أو ان سعر القطعة المطلوبة مع التركيب تساوي ما يعادل نصف قيمة جهاز آخر والسبب هو جشع بعض التجار في ظل غياب الحسم المطلوب من الجهات المختصة,
وحول هذه القضية كانت لنا جولة للتعرف على آراء عدة وقراءة سطور قليلة من حجم المعاناة الكبيرة التي يشعر بها المواطنون وهم يجدون أنفسهم ضحايا لعدد من التجار استفادوا من غمض العيون عنهم ومارسوا في ظل الغياب الرقابي ممارسات غير منطقية في حق المستهلكين الذين لا حول لهم ولا قوة,
الى متى وخدمة ما بعد البيع حبر على ورق
يقول الأستاذ طارق حامد الأنصاري إن قضية غياب خدمات ما بعد البيع لدى عدد من الوكلاء المعتمدين لبعض السلع من القضايا التي تسبب لنا معاناة كبيرة ونشعر بحيف كبير يقع علينا خاصة واننا كما نعلم ان من الشروط الواجب توفرها قبل منح الرخصة للوكيل المعتمد لأي سلعة تجارية إلزامه بتوفير قطع الغيار والصيانة وكافة الخدمات المطلوبة لما بعد البيع الا ان ما نلمسه على ارض الواقع ان هذا الشرط ليس الا حبرا على ورق لدى بعض الوكلاء الذين لا يوفرون أية خدمات وإن وفروا بعضها فإن الأسعار المطلوبة مبالغ فيها جدا وقال الانصاري انني أدعو المسؤولين بوزارة التجارة الى مزيد من المتابعة والتشدد في هذا الموضوع للحد من التلاعب والتهرب من تطبيق هذا الشرط وفرض عقوبات صارمة بحق من لا يلتزم بهذا النظام والتشهير به وإذا ثبت تماديه فلا بد من شطب التاجر ومنعه من ممارسة تجارته,
رقابة الأسعار والحد من التلاعب بها
من جانبه يقول المواطن محمد بن سعد الجهني ان خدمة ما بعد البيع نظام ملزم لكل وكلاء السلع في كافة دول العالم كما انه مطبق كنظام في المملكة الا ان عدم المتابعة من الجهات المختصة لهذا الموضوع جعل عددا من الوكلاء بالمملكة لا يلتزمون بالتطبيق اللازم لهذا النظام وإذا التزم البعض به فإنهم يبالغون في أسعار قطع الغيار وتكلفة الصيانة التي تجعل المواطن بغض الطرف عن الصيانة ويلجأ إلى شراء جهاز جديد بدلا من صيانة القديم ,
وطالب الجهني بضرورة رقابة الوكلاء وإلزام من لا يطبق نظام خدمة ما بعد البيع بتطبيقه وكذا مراقبة أسعار قطع الغيار وتكاليف الصيانة والحد من جشع التجار وطمعهم الذي يزعجنا كثيرا,
آه من موال صيانة السيارات
ويقول الأستاذ/ سالم بن محمد الأحمدي أن موضوع خدمات ما بعد البيع يثير العديد من المواجع لدى الكثيرين من أبناء هذه البلاد خاصة فيما يتعلق بصيانة السيارات ويقول: ان تشتري جهازا كهربائيا أو غيره بمبلغ ألف أو الفين أو حتى خمسة آلاف ريال ويصيبه عطل فإن هذا يسهل أمام العطل الذي يصيب سيارة وضعت فيها تحويشة العمر وتصبح بسبب قطعة غيار بسيطة خردة وتقف سيارتك في إحدى ورش الصيانة لفترة طويلة حتى يتم توفير القطعة المطلوبة رغم أن سيارتك موديل جديد أما إذا كان موديلها قديم فاطلب الله العوض او توجه فورا إلى مذابح السيارات الرائجة في كافة مناطق المملكة حيث تقع فريسة لتجار السكراب بعد أن افترسك تجار السلع الذين لا يوفرون خدمات ما بعد البيع وفي هذه المواقع تجد كافة أنواع السيارات القديمة والحديثة التي يتم شراؤها بمبالغ زهيدة جدا حيث يستغلون ظروف أصحاب السيارات التي تتعرض لحوادث مرورية ويشترونها بثمن بخس ثم يتم تفكيكها إلى أجزاء وتباع بأسعار خيالية ولكنها أرحم من الوكلاء الطيبين حيث تجد أن سعر قطع الغيار إذا وجدت مرتفعا كما أن عطل قطعة صغيرة يلزمك بشراء القطعة الكبرى المرتبطة بالقطعة الصغرى المطلوبة أصلا ولا يحق لك أن ترفض وإلا اصابتك لعنة الوكيل,
ارحموا ضعفنا أيها التجار
ويقول الأستاذ حسين بن حسن الدمياطي عضو مجلس إدارة فرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة لقد زادت معاناتنا بسبب انعدام خدمات ما بعد البيع وأصبحنا نشعر أننا ضحية من ضحايا الجشع وأننا نهدر أموالنا في اجهزة معرضة للعطل بعد فترة بسيطة تخرجها من الخدمة بسبب عدم توفر قطع غيار لدى الوكيل وإذا وجد فإن سعرها وسعر الصيانة مرهق ,
ويقول الدمياطي إنني وعبر هذا المنبر أدعو اخوتنا رجال الأعمال والتجار الذين يعملون في تسويق الأجهزة والسيارات وغيرها بصفتهم وكلاء عن شركات عالمية منتجة أن يراعوا الله فينا وأن يحرصوا على تطبيق خدمة ما بعد البيع رحمة بنا نحن المستهلكين وحماية لاموالنا التي هي جزء من المال العام ,
كما أرجو المسؤولين في جهات الاختصاص أن يولوا هذا الموضوع اهتماما كبيرا حتى لا يستمر مسلسل الهدر الذي نعيشه بسبب انعدام خدمات ما بعد البيع,

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved