أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 18th July,2000العدد:10155الطبعةالاولـيالثلاثاء 16 ,ربيع الثاني 1421

متابعة

الرئيس بشار الأسد يطالب في خطاب القسم بتحديث القوانين وإجراء تغييرات اقتصادية
مستعجلون لتحقيق سلام ولكننا غير مستعدين للتفريط بالأرض ومس سيادتنا
رفضنا 95% من الجولان وتعديل خط حدود حزيران 67
** دمشق رويترز عبد الكريم الغصيان
قال الرئيس السوري الجديد بشار الاسد امس الاثنين ان السلام مع اسرائيل مازال خيارا استراتيجيا لسوريا الا ان دمشق لن تتخلى عن شبر من ارضها المحتلة.
وجدد الاسد في كلمة القاها مباشرة بعد اداء القسم الرئاسي في مجلس الشعب لبدء ولايته الدستورية ومدتها سبع سنوات تمسكه بسياسات والده الراحل حافظ الاسد ازاء عملية السلام وطالب الولايات المتحدة بالضغط على اسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بحقوق السوريين واللبنانيين والفلسطينيين.
واكد الرئيس الجديد استمرار العلاقة الخاصة مع لبنان واستمرار الدعم السوري لبيروت وقال ان هذه العلاقة اثمرت الكثير من الانجازات لصالح الشعبين بما في ذلك انهاء الحرب الاهلية وانسحاب اسرائيل من جنوب لبنان.
ولكن الرئيس الاسد اشار الى ان جهودا اخرى يجب ان تبذل لكي تصبح هذه العلاقة السورية اللبنانية مثالية ونموذجية .
وحول مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية المتوقفة منذ يناير كانون الثاني الماضي قال الرئيس السوري نؤكد هنا اننا مستعجلون لتحقيق السلام ولكننا غير مستعدين للتفريط بالارض ولا نقبل لسيادتنا ان تمس بمعنى اننا نستعجل السلام لانه خيارنا والشعب السوري شعب محب للسلام عبر التاريخ ولأننا مشتاقون لكي يعود الجولان كاملا واهله الى الوطن وغير مستعدين للتفريط بالارض لأننا لا نقبل بها منقوصة او على حساب السيادة الوطنية .
واضاف اننا ندعو الولايات المتحدة الامريكية لكي تقوم بدورها بشكل كامل كراع لعملية السلام بشكل حيادي ونزيه اذ لابد من ممارسة التأثير المطلوب لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بما نصت عليه من حقوق للشعب اللبناني والسوري والفلسطيني .
وتحدث الرئيس الاسد عن مسيرة مفاوضات السلام مشيرا الى ان سوريا كانت قد رفضت عروضا بالتنازل حتى عن خمسة بالمئة من اراضي الجولان ورفضت قبول خط معدل لخط الرابع من يونيو حزيران لعام 1967م.
ورفض الرئيس الراحل الاسد عرضا اسرائيليا قدم له في مارس اذار الماضي عن طريق الرئيس الامريكي بيل كلينتون بانسحاب تحتفظ بموجبه اسرائيل بالضفة الشمالية الشرقية لبحيرة طبريا واصر على انسحاب اسرائيل الشامل.
وقال الرئيس الاسد اسرائيل لا تزال تحتل ارضنا في الجولان وهو موضوع يشكل همنا الاول وشغلنا الشاغل واهميته بالنسبة لنا توازي اهمية السلام العادل والشامل الذي اعتمدناه خيارا استراتيجيا لكن ليس على حساب ارضنا ولا على حساب سيادتنا فالارض والسيادة هما كرامة وطنية ولا يمكن وغير مسموح لأحد ان يفرط بها او يمسها .
وانتقد الرئيس السوري الجديد السياسة الاسرائيلية تجاه عملية السلام مشيرا الى ان قادة اسرائيل لم يقدموا حتى هذه اللحظة اي دليل يجعلنا نثق ان لديهم الرغبة الصادقة في انجاز السلام بل انهم يطرحون طروحات مختلفة للتغطية على ما يضمرونه .
واضاف يطلبون منا ان نكون مرنين ويقصدون بذلك ان تكون الارض مرنة وبالتالي يضغطون على حدودها ويقلصونها بالشكل الذي يناسبهم او يرسلون من يطلب منا ان نوافق على خط معدل عن خط الرابع من حزيران ونطلق على هذا الخط الجديد المعدل اسم خط الرابع من حزيران وكأن الاختلاف هو على التسمية ثم يقولون لنا خذوا 95 بالمئة من الارض وعندما نسأل عن الخمسة بالمئة الباقية يقولون هي ليست مشكلة بضعة امتار يجب الا تكون عائقا في وجه السلام .
وانتقد الرئيس السوري الحكومات الاسرائيلية لعدم قدرتها على اتخاذ القرارات الحاسمة للوفاء بأسس السلام مشيرا الى ان دمشق لن تكون على استعداد لدفع ثمن ضعف هذه الحكومات.
وقال ان الزمان مهما طال فان الارض ستبقى لنا وستعود كاملة عاجلا ام آجلا ولن نكون مستعدين لدفع ضريبة عجز الحكومات الاسرائيلية وعدم قدرتها على اتخاذ القرارات التي تدفع عملية السلام الى امام من حساب سيادتنا وكرامتنا .
واضاف كرة السلام التي يلقونها في الملاعب المختلفة حسب مزاجهم هي كرة ثقيلة وحملها يحتاج الى رجال دولة قادرين على اتخاذ قرارات صعبة وليس لمجرد مسؤولين في اي موقع كانوا فيه كلما حملوا معهم هذه الكرة مالوا ومالت معهم المناصب .
يذكر ان حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك التزمت بطرح اية اتفاقية للسلام على الاستفتاء الشعبي الذي يمكن ان يحول قضية الانسحاب من الجولان الى ساحة معارك حامية بين الاحزاب الاسرائيلية.
وحول العلاقة مع لبنان قال الرئيس الجديد نحن نعتبر ان العلاقة مع لبنان الشقيق هي نموذج للعلاقة بين بلدين عربيين لكن هذا النموذج لم يكتمل بعد وبحاجة للكثير من الجهد لكي يصبح مثاليا بحيث يحقق المصالح المشتركة بالشكل الذي نطمح اليه في كلا البلدين .
واضاف ومع ذلك فالتضامن السوري اللبناني عبر السنوات الماضية حقق الكثير مما لم يكن من الممكن تحقيقه لو ان كل بلد عمل بمفرده وبمعزل عن الآخر وبناء الوفاق الوطني اضافة الى التراجع الاسرائيلي في الثمانينات والتسعينات وصولا الى الاندحار الاخير للاسرائيليين في شهر مايو ايار الماضي لدليل واضح على اهمية التضامن .
وقال سنبقى في سوريا نقف مع لبنان وندعمه في قضاياه الوطنية كافة وبخاصة فيما يتعلق باستعادة كامل ترابه الوطني وعودة اسراه المعتقلين في السجون الاسرائيلية والوقوف في وجه التهديد الاسرائيلي المتكرر بالاعتداء عليه .
وتحدث الرئيس السوري عن استمرار العمل من اجل تحقيق الوحدة العربية من خلال تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية العربية القائمة والسعي لإقامة نواة حقيقية للسوق العربية المشتركة مشيرا في هذا الصدد الى ضعف الروابط بين الدول العربية خلال العقود القليلة الماضية.
ودعا الرئيس السوري الى اجراء تغييرات اقتصادية في سوريا من خلال تحديث القوانين وتنشيط القطاع الخاص .
وقال بات من الضروري السير بخطى ثابتة وان كانت متدرجة نحو اجراء تغييرات اقتصادية من خلال تحديث القوانين وازالة العقبات البيروقراطية امام تدفق الاستثمارات الداخلية والخارجية وتعبئة رأس المال العام والخاص معا وتنشيط القطاع الخاص .
ودعا الى تنشيط القطاع الخاص ومنحه فرصا افضل للعمل وتحقيق القدرة التنافسية للقطاع العام في الاسواق الخارجية.
واضاف نحن بحاجة الى استراتيجية اقتصادية وتنموية تخدم الصمود وهي ليست جاهزة بل بحاجة الى دراسات معمقة على اساسها نحدد الى اين يجب ان نتجه .
ورأى ان معالجة المشاكل الاقتصادية كانت تأتي من خلال اصدار قوانين تتسم بالتجريبية والارتجال كرد فعل على حالة معينة ,,, ولم تكن تأخذ زمام المبادرة لتستبق الاحداث ,,, لذلك جاءت ضعيفة فيها الكثير من الثغرات المسؤولة عن الصعوبات التي نعاني منها .
واعتبر ان على سوريا رسم سياسة اقتصادية رشيدة تردم الفجوات بين الموارد والنفقات وبين الاستيراد والتصدير .
كما دعا الى توزيع الدخل القومي بصورة متوازنة وزيادة فرص العمل .

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved