أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 18th July,2000العدد:10155الطبعةالاولـيالثلاثاء 16 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

عن فقيدنا الغالي عبدالعزيز محمد القوبع
غريب امري وكثير من مثلي دائما موتي امام عيني وانتظره مثل غيري، ولكن ان يتوفى عزيز عليك فهذا يكون شبه مستبعد وقد لا تصدق حتى ولو حضرت جنازته وواريت جثمانه الثرى، فلكبر الفاجعة وعظمتها لا تصدق بها، فأحيانا يخلو الإنسان الى نفسه محدثا بها بأن عزيزه لم يتوف او انه من الصعب فقدانه بالوفاة ثم يراجع نفسه مؤمنا بقضاء الله وقدره موقنا بأن الموت حق والأجل محدود ومحتوم.
فهذا بالفعل ماحدث لنا في وفاة اخينا العزيز وصديقنا وزميلنا واستاذ الكثير منا عبدالعزيز بن محمد القوبع رحمه الله عليه، فقد عرفناه بكلية الزراعة فلقد كان اخا كبيرا لنا نلجأ اليه بعدالله في أي ظرف وخاصة مع اعضاء هيئة التدريس لانه كان معروفا بينهم ومحبوبا عندهم لطيب تعامله وروحه المرحة معهم.
وبعد ان عملت في مديرية الزراعة والمياه بمحافظة عنيزة اصبحت زميلا له وعملنا معا في قسم الأراضي فعرفته اكثر فكان استاذي فله الفضل بعد الله في توجيهي بالعمل وكيفية التعامل مع المراجعين والبحث عن الأفضل لخدمتهم والدفاع عن حقوقهم فكان نعم الموظف الأمين الذي يخشى الله ويرعى حقوقه، ثم اصبح مديرا للمديرية فتوطدت العلاقة بيننا واصبح الاخ والصديق والزميل والمدير للجميع فعرفته بارا بوالدته واصلا لاقاربه يرعى شؤون المحتاج منهم مؤثرا على نفسه حليما كريما جزلا يسعى لأعمال الخير يحب صنع المعروف صادقا في التعامل يحرص على الاجتماعات الخيرة يزور المرضى ويحضر الجنائز فلا تشغله الأعمال عنها موزعا وقته بين عمله والأعمال الخيرية وعلاقاته الخاصة يحترم الكبير ويقدر الصغير فإذا سلم عليكم يرفع من قدرك فتسأل نفسك ماذا فعلت لهذا الشخص من معروف على هذه الحفاوة وطيب الكلام وهذا اللطف والتواضع, يحرص دائما على الاجتماع مع الناس والتواصل معهم فإذا كان موجودا في اي اجتماع فإنه يضفي عليه البهجة والمرح بالاضافة الى الفائدة، فإذا تكلم انصت الجميع له وإذا استشهد بآيات من القرآن الكريم او الأحاديث النبوية الشريفة او من ابيات الشعر او اقوال الحكمة اجادها، يخشى الله ولا يخاف في الله لومة لائم، يحب الخير ويسعى لخدمة الجميع فإنسان هذه بعض صفاته وغيرها مما ذكره زملاؤه من قبل حري ان يحبه جميع الناس ويحترمه فزادت علاقاته داخل المملكة وخارجها، فلقد سافرنا جميعا خارج المملكة فعرفته اكثر باخلاقه الحميدة وصفاته الكريمة فكان تعامله في الخارج مثل تعامله مع الناس في الداخل بطبيعته وصفاته الطيبة التي جُبل عليها فهو خير مثال للمواطن المتمسك بتعاليم دينه وأخلاق وطنه وعاداته وتقاليده ولهذا لم تغيره المصائب التي وقعت له وكان اصعبها وفاة ابنه الأكبر رحمه الله وجعله شفيعا له ولوالدته.
ان هذا ليس شعوري فقط تجاهه ولكنه شعور آلاف الناس الذين يحبونه ولهذا أدعو اصدقائه وزملاءه ومن يحبه ومن صنع فيه معروفا الى عمل مشروع خيري باسمه ولا افضل من بناء مسجد له فمن بنى مسجدا في الدنيا بنى الله له دارا في الآخرة فادعو الاخوة الى المساهمة في المشروع محتسبين الأجر من الله وانا مستعد ان اقوم بعملية التنسيق في هذا المشروع جزى الله الجميع خير الجزاء واسكن فقيدنا فسيح جناته وجمعنا به في دار رحمته انه سميع مجيب والقادر عليه وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
عبدالعزيز عبدالله الواصل
مركز التطوير الزراعي بالقصيم عنيزة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved