أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 18th July,2000العدد:10155الطبعةالاولـيالثلاثاء 16 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

النجاح والإكمال في الدراسة ودلالاتهما
ماذا يعني تعثر الطالب بمادة واحدة في الاختبار وحرمانه من مواصلة مشواره مع بقية زملائه, أيعني ذلك اخفاقه الجازم في المهارات الأساسية لهذه المادة!؟ أم لعدم تمكنه من الاجابة على التساؤلات التي حددها المعلم في ورقة الاختبار؟ أم هو العرف لدى البعض من المعلمين, بمعنى انه لابد من اخفاق أحد أو بعض المجموعة، فمن المسؤول عن ذلك؟ وهل يمكن رسم حلول لتفريغ تلك الصورة، تعطي للتعليم هيبته، وتحول دون هم الطالب وأسرته وامتعاضهما من الاكمال أو الرسوب وحرمانهما من لذة الاجازة الصيفية؟
قد يقول البعض بأن الاكمال والرسوب شر لابد منه، وأن جميع المجتمعات تعاني من هذا الأمر، بل ان بعض الدول تمر بحالة من القلق والترقب الحذر بعد ظهور النتائج حتى ان بعض المجتمعات التي لا يردعها وازع عقيدة يسود فيها وقت ظهور النتائج حالات من الهوس والانتحار، وكأن الحالة اعلان الفشل واليأس من الحياة نتيجة الاخفاق, ان معالجة القضية لاتقف عند رسم حلول فورية جاهزة مرتجلة، تتناول البت في نجاح هذا النموذج أو اخفاقه، بل هي موصولة بطبيعة المناهج وخطة الدراسة، وبنظام الاختبارات وصورتها القائمة وأساليبها وأهدافها والغاية من تنفيذها.
ألم نصل من خلال التجربة الطويلة لاشكاليات الاختبارات وسلبياتها المرافقة لمشوار التعليم والتي ما زال ينعتها البعض بمسمى الامتحانات ومن خلال ادراك ضغط المتغير على نظام التعليم الى القناعة الجازمة بأن أساليب الاختبارات المعمول بها الآن في نظام تعليمنا لاتتناول بشمولية مجمل أهداف التعليم ولا تتفق مع طبيعة التعليم المستقبلي وغاياته وأهدافه والذي بدت بعض معالمه بالظهور، والمتمثلة في تحقيق القدرة على اتقان العمل، والتكيف مع المواقف المتجددة، وعلى استيعاب التدريب، وعلى استثارة مكامن الابداع وتقديم المهارات العلمية القائمة على التجريب، وعلى حب العمل والتفاني في تنفيذه، ثم الا نحسب للهدر التعليمي الذي يحصل بكل صوره من جراء نتائج تلك الاختبارات والتي يسببها بعض المعلمين ممن لايدركون الغاية الحقيقية من التعليم والتعلم اما لقلة خبرتهم أو لعدم حماسهم في وقت تشتد فيه الحاجة لتحقيق نشر التعليم واستثمار مخارجه.
وفي جانب آخر لم لا نقيم لمفهوم الاجازة الصيفية للمعلم والطالب ولولي أمره وزنا، الا يمكن ان نرسم حلولا عملية تفرغ الهم من جراء اكمال الطالب في نهاية العام الدراسي.
لقد أحسنت لائحة الاختبارات الجديدة عندما عالجت بعض جوانب النقص في الاختبارات في بعض مكوناتها، حيث ألغت من قاموسها في تقويم الصفوف الأولى من التعليم الأساسي لفظ ناجح ومكمل وراسب واكتفت بعبارة لم يجتز المهارات الأساسية للمادة ورسمت حلولا عملية متعددة للمعالجة وتحسين المستوى يأتي في منتهى تلك الحلول اقتراح اعادة الطالب، كما الغت دور الاختبارات التقليدية في تلك الصفوف وقامت على نظام التقويم المستمر.
لذا فاننا بحاجة الى وقفة عملية وشاملة لمد رحلة التجديد في نظام التقييم وتحويلها الى اسلوب تقويم شامل ومتواصل، وقطع الخط على بعض الممارسين لعملية التعليم دون وعي بأسلوب وآثار التقويم العملي.
الحل المقترح في رأيي الشخصي يتمثل في بعض الاجراءات التي منها ما يمكن تنفيذه سريعا مثل النظر في زمن تنفيذ الاختبارات الذي لا يتطلب دراسة وتجريبا، خاصة انه قد نفذ في بعض الدول كدولة الامارات العربية المتحدة ويتمثل ذلك في تحديد موعد اختبار المتأخرين عن اختبارات الفصل، فذلك يتيح للطالب فرصة للمراجعة والتذكر خاصة وان الاجراء يقوم على قياس مدى التمكن من استيعاب المهارات المعرفية، ولدى الجميع قناعة بأن الطالب لا يذاكر الا قرب حلول الاختبارات بأسبوع تقريبا، كما ان ذلك يتيح للطالب وأسرته ولهيئة المدرسة التمتع بالاجازة مع الجميع، وتتفرغ المدرسة بعد عودة المعلمين لعقد الدورات التدريبية التنشيطية، ولرسم الخطط والبرامج لبدء العام الدراسي الجديد بفاعلية.
أما الاجراء الثاني فيتطلب تخصيص لقاءات متواصلة ومترابطة لرجال الفكر التربوي للخروج بنظام عملي يحد من رتابة وسلبيات الاختبارات المعتمدة في نظام التعليم العام، وليكن التطبيق نموذجا ومتدرجا يبدأ في بعض المدارس حتى يتم قياس فاعليته وتأثيره, ولعل في تجربة التقويم المستمر للمواد الشفوية وللصفوف الأولى من التعليم الأساسي ما يشجع على تلك الخطوة.
ان طبيعة العصر التي تتطلب أهدافا متجددة وتتعامل مع نماذج من الطلاب لهم سماتهم وعقلياتهم ومطالباتهم، وان طبيعة الحياة الاجتماعية وما استجد عليها من متغيرات هي بحاجة الى إجراء جديد في نظام التقويم يبقى على التعليم هيبته، ويحول دون كره الطالب لمدرسته ولمعلميه، ويخلق الفا ومودة للمنهج المقرر ويعطي للأنشطة وللمفاهيم التربوية المنشودة عمقا وقبولا، ويهمش من تقييم حفظ المتلقي للمهارات المعرفية في عصر تعاظم طوفان المعرفة وتجددها وسهولة الحصول على مبهمها.
ان هناك طرقا وأساليب يمكن تنفيذها بديلا عن تلك الاختبارات التي عتقت وشاخت وضعفت دون تحقيق الأهداف المأمولة منها، وهي متعددة بدرجة يصعب حصرها، وكبيرة بصورة لا يمكن عرضها في مقال، فهل لدينا القدرة والجرأة، والرغبة في تخصيص لقاءات تعالج تلك القضية, أملنا في رجال التربية والتعليم من منظرين في المؤسسات التعليمية وخبراء في مراكز مؤسسات البحوث التربوية وأكاديميين في كليات التربية، وفي تطلعات معالي الوزير الذي ينشد التجديد المثمر ويبارك في الخطوات العملية تحقيق ذلك.
عبدالرحمن بن صالح المشيقح
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved