أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 18th July,2000العدد:10155الطبعةالاولـيالثلاثاء 16 ,ربيع الثاني 1421

الريـاضيـة

في منتصف الأسبوع
رئاسة النادي ,,المواصفات والمقاييس!!
عبدالله الضويحي
ما هي مواصفات رئيس النادي الناجح؟!,, والناجح هنا اعني بها الرئيس وليس النادي!! ولاشك أن الرئيس الناجح يؤدي الى قيام ناد ناجح,, والعكس غير صحيح في كل الاحوال!.
والحقيقة أنه بدأت تنتابني بعض الشكوك حول مدى صحة هذه المعادلة بمجرد ما توقفت عند طرفها الثاني!!,, ولم اشأ ان اشطب العبارة واعيد بداية الموضوع فقد سار القلم وتركته على سجيته لأنها بالفعل ستؤدي بنا الى سؤال مهم: من يصنع الآخر؟!,, النادي,, أم الرئيس؟!.
عموما لن اجيب على هذا الآن,, وسأترك اجابته لوقت آخر,, او لموضوع قادم,, فقد تولدت لدينا فكرة ارى انها جديرة بالمناقشة.
اعود الآن للموضوع الرئيسي,, وهو عن مواصفات الرئيس الناجح لأي ناد!!.
وعندما اطرح السؤال فإنني هنا اتساءل عن مواصفات كما تلاحظون وليس عن مؤهلات؟!,, حتى لا ادخل في اللوائح الرسمية والانظمة المرعية والتي تحدد السن والمؤهل الدراسي وان يكون منتخبا من الجمعية العمومية,, الخ من شروط موجودة في اللوائح التي تنظم عمل الاندية ومجالس إداراتها.
ومن هنا فإن السؤال موجه لنا كمجتمع رياضي وكمنتسبين للاندية عن النظرة لرئيس النادي، وما يتمتع به من مواصفات,!
وللأسف الشديد ان معظم الاندية لدينا خصوصا الاندية التي في الواجهة، وتحت الاضواء، عند بحثها عن رئيس فإنها تركز اكثر على توفر شرطين اساسيين تفترض او توجب توافرهما في الرئيس ليكون مؤهلا في نظرهما لقيادة النادي:
ان يكون مركزه المالي جيدا.
وان تتم الموافقة عليه بالاجماع من مجلس اعضاء الشرف.
ومن الطبيعي ان يضاف لهما المؤهل التعليمي,, والسن ليأخذ الترشيح مجراه القانوني، وهي امور شكلية من السهل توافرها,, او التعامل معها.
والحقيقة المرة ان كلا من الشرطين مخالف للوائح والانظمة التي تحكم مجالس إدارات الاندية,, سواء الفعلية والمنطقية منها او الرسمية وهو ما يمكن استنتاجه بصورة مباشرة او غير مباشرة من بين ثنايا الموضوع في الاسطر القادمة.
والحقيقة الاخرى ان هذه المخالفة ان وجدت وجاز التعبير، فإنه يمكن تجاوزها والتعامل معها بصورة تجعلها تدور في اطار اللوائح والقوانين.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل توافر هذين الشرطين او بمعنى آخر الاكتفاء بهما دون سواهما من مؤهلات اخرى كان ليكون ذلك الشخص مؤهلا وقادرا على إدارة النادي وقيادته؟!.
ان الاشكالية التي تعاني منها الاندية لدينا والتي تحدد الاجابة على هذا التساؤل تكمن في نقطتين اساسيتين:
الأولى: ان مداخيل الاندية مواردها المالية محدودة,, او اننا نحن الذين اردنا لها ان تكون كذلك,, بعدم البحث عن مصادر متعددة للتمويل,, او التفكير في فتح قنوات,, وموارد اخرى غير المتعارف عليها.
الثانية: وبناء على الاولى,, فإن اعضاء الشرف هم مصدر التمويل الاساسي للاندية,, وعليه فلابد من رضاهم وموافقتهم حتى تستمر القنوات مفتوحة,, سواء لقرار آني,, او منتظر!.
واذا ادركنا مسببات الثانية وحيثياتها فإن الاولى تعني البحث عن رئيس قادر على ان يدفع او على الاقل يساهم في التمويل,, على اعتبار ان رئاسة النادي تعتبر في نظرنا وللاسف نوعا من الوجاهة, وانها تصنع لهذه الشخصية,, او توجد لها مكانة في المجتمع او في الإعلام وعليه فلابد ان تدفع هذه الشخصية مقابل ذلك,, وهذا الدفع يجب ان يكون ماديا,, ناسين او متناسين ان اساليب الدفع مختلفة,, والمال هو احدهما,, وربما كان اسهلها!.
ان رئاسة النادي هي تكليف اكثر منها تشريف ورئيس النادي يدفع من وقته,, وجهده,, وربما قيمته في بعض الاحيان,, وعمره ايضا,, ما يسعى البعض الى شرائه بالمال,, وما هم بقادرين.
صحيح صحيح,, ان رئاسة النادي توجد لهذه الشخصية مكانة ما,, وقد يحقق من خلالها ذاته,, وهذا ما لا يمكن انكاره,, ولكن هل من الضروري ان يكون المقابل ماديا؟!.
ألا يكفي الجهد؟!,, ألا يكفي التفكير؟!.
وبناء النادي وايجاد موقع له على الخارطة الرياضية الذي يؤدي في النهاية,, الى صناعة ,, المنتسبين اليه وايجاد موقع لهم هم الآخرون على الساحة؟!.
ان وجود رئيس مؤهله الوحيد القدرة,, او المركز المالي,, دون تمتع بقدرات او مؤهلات ابرزها الوعي بالدور المطلوب منه,, وماذا تعني رئاسة النادي,, من شأنه ان يعود بأثر سلبي على وضع النادي,, ورسالته نحو المجتمع، اذ ان مثل هذه النوعية قد تنفرد بالقرار وتمارس نوعا من الفردية في الإدارة والسعي لاساليب هدفها ابراز الأنا في محاولة لتغطية الضعف الإداري!! وهذه مشكلة,, تعود بأثر سلبي على مستقبل النادي والعكس تماما!.
ان توفر الفكر الإداري الممزوج بالخبرة العملية في مجال الاندية من شأنه ان يصنع قياديا ناجحا يملك المؤهلات الكافية لبناء النادي,, بما يساهم في تأدية دوره ورسالته نحو المجتمع.
ان مثل هذه القدرة او الكفاءة من شأنها ان تنجح في قيادتها الإدارية للنادي,, من ناحيتين:
الأولى: الفكر التخطيطي والابداعي داخل النادي من خلال سماع وجهات النظر والتعامل مع القيادات داخل قطاعات النادي المختلفة,, بما يساهم في رسم سياسة واضحة المعالم للنادي,, تعود بأثر ايجابي عليه.
الثانية: القدرة على التعامل مع اعضاء الشرف بما يكفل لهم حقوقهم الاعتبارية,, وضبط التوازنات داخل المجلس بما يضمن الاجماع على الرأي والمشورة,, ومن ثم استمرارية الدعم للنادي الذي هو عصب حياته,, وشريانه.
قد يرى البعض ان صاحب المركز المالي اكثر اهمية على اعتباره التمويل المالي عند الضرورة، الى جانب ان مثل هذا الشخص مكانه البحث عن قدرات مؤهلة,, تخطيطية وابداعية,, تعينه على إدارة النادي,, وتسيير اموره، ولا اعتقد ان هذه النظرية صحيحة، او على الاقل في معظمها,, ولعل عودة الى بضعة اسطر خلت من هذا المقال توضح السبب ومدى انعكاس عدم التأهل الفكري والوعي على الإدارة واسلوب القيادة دونما حاجة لتفصيل ذلك مرة اخرى.
والمؤكد,, ان المال لا يمكن ان يصنع الفكر,, او الوعي,, بينما الفكر ممكن ان يوجد المال,, واذا اجتمع الاثنان مال,, وفكر,, فذاك ادعى للنجاح واكثر تكاملا والأمثلة على ذلك حية,, ولا تحتاج لتبيان.
والله من وراء القصد.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved