أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 19th July,2000العدد:10156الطبعةالاولـيالاربعاء 17 ,ربيع الثاني 1421

الثقافية

ضمن الفعاليات الثقافية لجدة 21
د, الهرفي يحاضر في نادي جدة عن أدب الأطفال بين الواقع والتطلعات
* جدة جميل الفهمي
* تواصلاً للفعاليات الثقافية لجدة 21 ألقى الدكتور محمد علي الهرفي محاضرة شيقة في موضوعها ومضمونها بعنوان أدب الأطفال بين الواقع والتطلعات وذلك مساء يوم الاثنين الماضي 15/4/1421ه في رحاب النادي الأدبي الثقافي بجدة وقد بدأت المحاضرة بتقديم الدكتور الهرفي وتعريف الحاضرين به من قبل الأستاذ محمد علي قدس أمين سر النادي حيث قال:
* أرحب بضيفنا العزيز الدكتور محمد علي الهرفي ضيف مهرجان جدة 21 وضيف النادي حيث يحل عليه ضيفا كريماً متحدثاً من خلال منبره وأرحب بكم جميعاً ورغم أن الدكتور الهرفي يعتبر من أعلامنا الثقافية والفكرية، إلا أنه لا بد أن نمرر عليكم بعض المعلومات الجديدة عنه، فهو أستاذ في قسم اللغة العربية في كلية الشريعة فرع جامعة الإمام محمد بن سعود في المنطقة الشرقية تخرج في قسم اللغة العربية 1391ه .
وحصل على الدكتوراه من كلية الآداب بجامعة الاسكندرية 1399ه وكان موضوع رسالته عن شعر الجهاد في الحروب الصليبية في بلاد الشام عمل مديرا عاما لكليات البنات في المنطقة الشرقية من 1400 -1405 ه ثم مديرا إقليميا لشركة الراجحي المصرفية للاستثمار في المنطقة الشرقية من 1405 - 1410ه ثم عاد إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من 1410 ه إلى تاريخه.
ولمحاضرنا العديد من المؤلفات حيث له ثمانية عشر كتاباً مطبوعاً منها مدائن الرسول عليه الصلاة والسلام وموقف الشعر من الحركة الزبيرية وظواهر حداثية في شعر حران التميري وأدب الأطفال دراسة نظرية تطبيقية وشعر مصطفى صادق الرافعي بين التقليد والتجديد وأثر القرآن والحديث في شعر أبي العتاهية ,.
بالإضافة إلى مشاركاته المستمرة في الإذاعة والتلفاز والصحافة والأندية الأدبية ومرة أخرى أرحب بكم وأرحب بالضيف الكريم وأدعوه إلى إلقاء محاضرته ثم قام الدكتور محمد علي الهرفي فألقى محاضرته التي استمرت حوالي الساعة متنقلاً بضيوفه من معلومة إلى أخرى بشكل جميل وجيد وجديد حيث جاء فيها قوله:
أبدأ بتقديم الشكر لمهرجان جدة السياحي والقائمين عليه على تكرمهم بدعوتي للالتقاء بكم والاستفادة منكم في هذه الأمسية الطيبة - إن شاء الله وحديثي كما تعلمون سيكون حول أدب الأطفال ,, الواقع والتطلعات.
وقبل أن أبدأ في الحديث أحب أن اقول إن ساعة واحدة لا تكفي للحديث عن هذا الموضوع.
وبالتالي لابد من إشارات موجزة فلا أستطيع أن أتحدث عن واقع أدب الأطفال في المملكة أو البلاد العربية أو العالم بشكل موسع وإنما أستطيع أن أحدث بشكل مختصر قدر الإمكان فأعطي نبذة عامة عن هذا الأدب وان أركز قدر الإمكان على إعطاء معلومات عن أدب الأطفال في المدارس وسأحاول أيضا أن أعطي مقارنة عن أدب الأطفال اليهود في مدارسهم وأدب الأطفال في مدارسنا لنرى قضية الفرق ومدى الاهتمام بهذا اللون من الأدب.
* فالأدب فن لغوي تخيلي تنتظمه أنواع أدبية معروفة شعراً ونثراً وتتميز اللغة الأدبية كما يقول رينيه ولك وأوستن ولن بأنها تشدد على وعي الإشارة ذاتها ولها جانبها التعبيري والذرائعي الذي تسعى اللغة العلمية جهدها إلى تقليله والأدب في ما أرى فن قائم على الاختيار والانتقاء والتصوير سواء من حيث التشكيل اللغوي أم من حيث البناء الفني أو من حيث المحتوى,.
وإذا كان الأدب بوجه عام انتقاءً فإن أدب الأطفال لا بد أن يكون بالانتقاء والاختيار - ولا شك أن طبيعة الأدب بشكل عام تلتقي مع طبيعة أدب الأطفال مثلما تلتقي وظيفة الأدب مع وظيفة أدب الأطفال التقاءً يحدده تصورنا نحن الكبار لطبيعة الأدب ووظيفته فنحن الذين نكتب للأطفال وندرس لهم أدبهم ونقترح معاييره وأهدافه.
أيها الإخوة,, هناك تفاوت في تعريف أدب الأطفال بين الأدباء المهتمين بهذا اللون من الأدب، فقد عرفه الأستاذ محمد محمود رضوان بأنه الكلام الجيد الذي يحدث في نفوس الأطفال متعة فنية سواء كان شعراً أم نثراً وسواء شفهياً أم تحريراً.
ويدخل في هذا المفهوم قصص الأطفال ومسرحياتهم وأناشيدهم, أما الدكتورة هدى قناوي فقد عرفت أدب الأطفال بأنه كل خبرة لغوية ممتعة وسارة لها شكل فني يمر بها الطفل ويتفاعل معها فتساعد على إرهاف حسه الفني وتعمل على السمو بذوقه الأدبي ونموه المتكامل وتسهم في بناء شخصيته وتحديد هويته وتعليمه فن الحياة.
ولعلي أستطيع أن أقدم تعريفا لهذا اللون من الأدب قد يكون أقرب لطبيعة الادب ووظيفته فأقول:
إنه تشكيل لغوي فني ينتمي لنوع أدبي سواء أكان قصة أم شعراً أم مسرحية أم شعراً غنائياً يقدمه كاتب تقديماً جيداً في إطار متصل بطبيعة الأدب ووظيفته اتصالاً وثيقاً ويتفق وعالم الطفولة اتفاقاً عميقاً على أن هناك من تحدث عن الأدب الذي ينتجه الصغار على قلته بطبيعة الحال فهل يمكن أن نعد هذا الأدب داخلاً في أدب الأطفال؟
* إن الطفل في نتاجه الأدبي يحاول تقليد ومحاكاة من هو أكبر منه فيأتي أدبه موجها للكبار لكنه في الوقت نفسه يدخل السرور على الأطفال ويجعلهم يعبرون عن أنفسهم بالأسلوب الذي يفضلونه إن احساس الأطفال إذا قرأوا أثراً أدبياً أو سمعوه أو شاهدوه وعرفوا أنه لطفل في مثل سنهم فإن هذا الأحساس يحفزهم على حسن الأداء ويبعث فيهم الشعور بالتفوق والقدرة على الأداء.
وصغار اليوم هم كبار الغد وفي تراثنا العربي شواهد كثيرة على إبداعات الأطفال منها ما روته كتب التراث .
* أن وفدا من العرب قحطت باديتهم فوفدوا على هشام بن عبدالملك ومعهم صبي اسمه درواس فوقعت عين هشام عليه فاستصغره وقال لحاجبه ما يشأ أحد أن يصل إلى الخليفة إلا وصل حتى الصبيان فعلم درواس أنه يريده فقال يا أمير المؤمنين إن دخولي لم يخل بك شيئا وقد شرفني وإن هؤلاء القوم قدموا لأمر أحجموا دونه وإن الكلام نثر والسكوت طي ولا يعرف الكلام إلا بنثره فقال له هشام: فانثر لا أبا لك فقد أعجبه كلامه.
فقال الغلام : أصابتنا سنون ثلاث، فسنة أذابت الشحم وسنة أكلت اللحم وسنة أنقت العظم وفي أيديكم فضول مال فإن كانت لله ففرقوها على عباده المستحقين لها وإن كانت لهم فعلام تحبسونها عنهم؟ وإن كانت لكم فتصدقوا بها عليهم فإن الله يجزي المتصدقين ولا يضيع أجر المحسنين ففي هذه القطعة نلاحظ حسن التقديم والتقسيم والختام كما يتميز أسلوبها بالقوة والإيجاز الوافي بالغرض وهي من طفل صغير ويكتسب أدب الأطفال أهميته من نظرتنا إلى الطفل وكيف يجب أن يكون وما هي الآمال المعقودة عليه في المستقبل وأمم الأرض كلها تولي الطفل أهمية كبيرة بحسب إمكاناتها قديماً وحديثاً .
ولعلي أشير إلى أن الأمم المتحدة قد أصدرت ميثاق الطفل في 20 نوفمبر 1959م وقد أكدت في هذا الميثاق أن الطفل يتمتع بكافة حقوق الإنسان التي تم إعلانها 1948 وقد دعت الأمم المتحدة في مؤتمر الطفل العالمي الذي عقد في 1990م إلى المزيد من الاهتمام بالطفل في غذائه العقلي والبدني وتيسير أفضل سبل الارتقاء بالطفولة.
وهناك أيضا ميثاق الطفل العربي الذي أكد على أن الطفولة هي العامل الحاسم في مستقبل الأمة وأن الاهتمام بالطفل رغبة حضارية إنسانية متواصلة عبرت عنها الثقافات المختلفة بلغات مختلفة وفي معظم أنحاء العالم والعرب أيها السادة في جاهليتهم وبعد إسلامهم لم يغفلوا هذاالجانب التربوي الهام في حياة أبنائهم، فقد احتفظت الذاكرة العربية بشيء غير قليل مما ساد من الأشعار والحكم في أدب الطفولة ومداعبتهم، وقد أدرك العرب منذ القدم أن الأهازيج تدخل الفرحة والسرور على الصغار وتجعل نفوسهم أكثر صفاءً وأشد بهجة فترى الواحد منهم يخاطب صغيره ويسمعه ما يتمناه له في مستقبله ويرسم له خطه في الحياة على ضوء الامكانات التي يوفرها له وعلى ضوء المعطيات الاجتماعية التي تتسم بها أعراف المجتمع آنذاك.
*وبعدأن استعرض المحاضر الكريم أدب الأطفال لدى العرب ولدى الأمم الأخرى قدم توصية مفادها أن يكون أدب الأطفال بكل ألوانه جزءاً أساسياً في المناهج الدراسية للطلبة والطالبات بحيث نتأكد أن جميع أطفالنا قد نهلوا منه وفي هذه الحالة لابد أن يكون هذا الأدب منسجما مع ما نؤمن به من مبادئ وقيم ومعتقدات بحيث يربى الأطفال منذ سنيّهم الأولى على هذه المفاهيم.
وفي ختام محاضرته كان لالجزيرة معه هذا اللقاء السريع حيث أجاب على سؤال طرحته عن مدى اهتمامنا كمجتمع وكإعلام وثقافة وتربية بأدب الأطفال فقال:
أعتقد يا أخي الكريم ان اهتمامنا في المملكة بأدب الأطفال قليل جداً قياساً إلى ما يجب أن يكون عليه أدب الأطفال يجب أن يكون في مدارسنا بل في رياض الاطفال ويجب أن يشتغل على هذا اللون من الأدب مجموعة من الأدباء والكتاب الذين لهم اهتمامات ولهم معرفة بما يجب أن يقدم للأطفال والقضية الأخرى يجب أن نحاول أن نرى ماذا يقدم لأطفالنا من الخارج يعني ماذا يصنع أطفالنا الذين يقرأون قصصا مكتوبة أو مسرحيات أو يشاهدون القنوات الفضائية فهناك كم من الألوان الأدبية التي تقدم للأطفال لكنها في الأساس صنعت لبلاد غير بلادنا ولثقافات غير ثقافة بلادنا وما دام اطفالنا يشاهدونها فإنهم سيتأثرون بها لأنهم في سن صغيرة لا يستطيعون فيها أن يميزوا بين الحق والباطل والحسن والقبيح وبالتالي عندما يكبر هؤلاء الأطفال على أفكار وعقائد غير صالحة لبلادنا أعتقد أن النتائج ستكون سيئة من هنا فإنه يجب علينا أن نهتم بأطفالنا منذ سنيّهم الأولى .
وذلك تحقيقا لمبادئنا ولأهدافنا وقيمنا وعقيدتنا وسياساتنا .
وهنا أرى أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات ووزارة الإعلام ومعها كل الأجهزة الإعلامية، ينبغي أن تتكاتف وينبغي أن يضعوا أيديهم في أيدي بعض لمحاولة إيجاد أدب هادف يثقف أطفالنا بحسب ما نريد لهم , ولا نترك أطفالنا فريسة للشرق أوالغرب يلقنونهم عقائد تنصبّ مآسيها في مجتمعاتنا بعد ذلك.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved