أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 21st July,2000العدد:10185الطبعةالاولـيالجمعة 19 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

مرجعيات وجود المرأة السعودية في ميدان العمل
لقد برز خلال إقامة مهرجان التراث والثقافة في الجنادرية العام الماضي النشاط النسائي حيث عقدت عدة ندوات عن دور المرأة المسلمة في أدبيات التنوير والنهضة,, وساهم في فعاليات هذه الندوات عدد من السيدات المجدات من خيرة بنات المجتمع وهن لفيف من خريجات الجامعة وحملة الماجستير والدكتوراه في كافة فروع العلم ومن المتميزات فيه من الجامعات السعودية المختلفة, فضلاً عن ذلك فقد نشرت إحصائيات عن المؤتمر توضح خوض المرأة لمجال الأعمال مساهمة من جانبها في تطوير المجتمع وشحذ نمائه وإثبات لوجودها الفعلي في ميدان العمل وحقل البنية التنموية وهي تواكب المرحلة الجديدة للتطوير والظروف المحلية الآنية والمقبلة.
وقد أوضحت الإحصائيات أنه قد بلغ عدد الشركات والمؤسسات التي تملكها السيدات السعوديات 1500 شركة ومؤسسة تعمل في مجالات متعددة يعوزها المجتمع السعودي مثل مجال التغذية والأثاث والديكور والتجميل والرياضة ولعب الأطفال في نفس الوقت الذي يتم فيه اتخاذ إجراءات تسجيل 5500 سجل تجاري لمشاريع تجارية نسائية سعودية وتجري الآن دراسات لإقامة مشاريع صناعية تعتمد على العمالة النسائية وذلك لإمكانية استيعاب أعداد أكثر حجماً من خريجات الجامعات السعودية والمعاهد الفنية, ومما يجدر ذكره أنه قد تأسست أول شركة خاصة سعودية للنساء تتناول تطوير الخدمات السياحية,, وأصبحنا لانستطيع أن ننفي وجود المرأة المتزايد والمتميز في ميدان العمل التنموي النهضوي ومن ثم يثور لدينا تساؤل عن وجهة هذا الوجود النسائي في ميدان العمل وعن أسسه والمصلحة التي يخدمها فضلاً عن نوعيته, وإن كانت الدولة قد عبرت عن اهتمامها بهذا الوجود النسائي فنحن ندعو لوقف عشوائية التواجد في هذا الوجود الذي ينتج عن تفكير متصلب من قبل الرجل يتمثل في عدم التحفيز والتشجيع والتعاضد والتوجيه والترشيد.
طالما أن هذا الوجود مشروع وتقره سياسة المجتمع فعلاً وعملاً, مما يجعله واجباً وليس شعاراً يخفي وراءه عكسه.
من هنا فإننا نحاول من خلال هذا المقال المحدود جداً أن نذكر عدداً من المرجعيات التي نستطيع بها أن نقيس مدى فاعلية هذا الوجود النسائي في ميدان العمل نقيس من خلالها إيجابياته وسلبياته,, وهذه المرجعيات التي نقصدها هي:
1- الرؤية المجتمعية: ونعني بها رؤية المجتمع عامة لماهية الوجود النسائي في ميدان العمل ومدى الاتفاق عليه وماهي نوعية العمل المسموح به والمقبول,, وإلى أين تسير المرأة من خلال وجودها في ميدان العمل - بهذه الصورة التي بدأتها - وماهو التشخيص العملي لأهداف وتصورات تهدي هذا الوجود حتى لا يضل الطريق فتتخبط الخطى ونندفع لعشوائية المسلك.
2- التغذية المرتدة: بما يعني تقويم نتائج التطبيق ومشكلاته حتى لايؤدي الوجود النسائي في ميدان العمل إلى أرستقراطية إنتاجية تقيم سرا بين المنتجين والمستهلكين، الذين يمثلون المواطنين أصحاب المصلحة التي لايمكن إنكارها ولاتغافلها بشرائحهم وفئاتهم ومستوياتهم.
3- النهج العلمي: فإذا كان هذا الوجود النسائي في ميدان العمل أمر يهم الكافة الآن قادة ومسؤولين ومواطنين فينبغي أن يسند الرأي لكل منهم على أساس من البحوث والدراسات التطبيقية لتعرف قضايا هذا الوجود ومشكلاته.
4- السياسات: بما يعني تبني سياسات واضحة في هذا المضمار واتخاذ قرارات هادفة، وتوفير الإمكانات والقدرات، ويلزم أن تسير هذه الإمكانات والقدرات لتحقيق الأهداف الوطنية بأقصى جهد ممكن لتحقيق مصلحة المجتمع.
5- التنمية الكلية: بحيث يكون هذا الوجود النسائي في ميدان العمل من أجل المشاركة الواعية والمدركة لمراس التنمية الشاملة وتحويل هذا الوجود إلى طاقة بناء اجتماعي.
6- التلازم، بمعنى الاتساق في مبررات الوجود النسائي في ميدان العمل والتعامل مع مشكلاته وقضاياه من أجل تذليلها دعما لهذا الوجود لا إلغاء له.
7- الأصولية: فإذا كانت ظروف التنمية الشاملة في مجتمعنا من أجل التطوير والتواكب مع ظروف العصر ومعطيات العولمة تحبذ دعم هذا الوجود فليس معنى ذلك النأي عن الأصول الثقافية والنسق القيمي الذي يدخل في نسيج فكرنا ونستدمجه في زاويتنا.
8- الواقعية: وتعني الوعي بجملة المتغيرات المكونة للواقع والحاضر ومن هنا فإن هذا الوجود الذي نتحدث عنه يجب أن يعي نوعية المواطن الذي يتعامل معه، والثقافة السائدة، والفلسفة الحاكمة، والظروف المحيطة، والإمكانات المتاحة.
9- استشراف المستقبل: ويعني إدراك أننا نعيه في عالم متسارع الإيقاع وسرعته قد تجاوزت الخيال.
إن كل هذه المرجعيات يجب أن توضع في اعتبارنا ونحن ننشد نظرة الكمال والتقدم والرقي وتلزمنا بأن ننظر لوجود المرأة في ميدان العمل.
مندل عبدالله القباع

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved