أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 21st July,2000العدد:10185الطبعةالاولـيالجمعة 19 ,ربيع الثاني 1421

أفاق اسلامية

نقاط فوق الحروف
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن من نعم الله تعالى العظيمة على عبده أن يمنّ عليه بالإيمان والطاعة والصبر والتقوى، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويتقي المولى جل وعلا باجتناب فعل ما حرم الله، ويصبر على الآلام والمصائب وعلى امتثال الأمر واجتناب النواهي,, وهذا من الإحسان الذي ذكره الله سبحانه في كتابه والذي لا يضيع الله أجره، ومن عزم الأمور التي تحلى بها الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وقال جل وعلا: لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذي أشركوا أذى كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ، وقال جل وعلا للمؤمنين الذين يدعون إلى الإيمان به فيؤذيهم المشركون وأهل الكتاب: وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ، وقال جل وعلا حكاية عن يوسف عليه السلام: أنا يوسف وهذا أخي قد منّ الله علينا انه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين , وجاء في السنة الكثير عن احتمال النبي صلى الله عليه وسلم وعفوه عمن كان يؤذيه، وأنه كان لا ينتقم لنفسه إذا نيل منه صلى الله عليه وسلم، وأما إذا انتهكت محارم الله فلم يقم لغضبه شيء حتى ينتقم لله، ففي الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادماً له، أو امرأة ولا دابة ولا شيئاً قط إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا نيل منه فانتقم لنفسه إلا أن تنتهك محارم الله، فإذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه شيء حتى ينتقم الله .
فينبغي لرجال الحسبة عدم الانتصار للنفس وان يعفوا عن حقهم صبراً وحلماً لا عجزاً وذلاً وان يكون انتصارهم لحق الله، فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى ان للآمر والناهي أن يدافع عن نفسه ما يضره كما يدفع الإنسان عن نفسه الصائل، فإذا أراد المأمور المنهي ضربه أو أخذ ماله ونحو ذلك وهو قادر على دفعه فله دفعه عنه بخلاف إذا وقع الأذى وتاب منه، فإن هذا مقام الصبر والحلم ، وقال رحمه الله فالآمر والناهي إذا أوذي وكان أذاه تعدياً لحدود الله وفيه حق لله يجب على كل أحد النهي عنه وصاحبه مستحق للعقوبة، ولكن لما دخل فيه حق الآدمي كان له العفو عنه، كما له أن يعفو عن القاذف والقاتل وغير ذلك، وعفوه عنه لا يسقط عن ذلك العقوبة التي وجبت عليه لحق الله، لكن يكمل لهذا الآمر والناهي مقام الصبر والعفو الذي شرع الله لمثله ,أ,ه, وقد تزين للإنسان نفسه أن عفوه عمن ظلمه يجريه عليه وهذا غير صحيح فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: ثلاث إن كنت لحالفاً عليهن، ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما نقصت صدقة من مال، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله , فعفو الإنسان عن حقه عند المقدرة حلماً لا عجزاً وذلاً صفة مدح، وعليه الانتصار لحق الله لا لنفسه، وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح إنه على كل شيء قدير,وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الشيخ صالح بن عبدالله الخليف
مدير عام فرع منطقة الجوف

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved