أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 21st July,2000العدد:10185الطبعةالاولـيالجمعة 19 ,ربيع الثاني 1421

أفاق اسلامية

خاصة للجاليتين الباكستانية والهندية
مدرسة خيرية نسائية لتعليم القرآن الكريم بالرياض
*كتبت - مندوبة الجزيرة
انطلاقاً من العناية التي أولاها الدين الإسلامي الحنيف بالنساء اللاتي هن شقائق الرجال في جميع ماجاء في كتاب الله تعالى، ومكانتها العظيمة في الإسلام وفي المجتمع الإسلامي؛ لكونها مربية الأجيال، وأم فلذات الأكباد، وحاجتها الماسة إلى تعلم تعاليم الإسلام والتحلي بأحكام هذه الشريعة المطهرة الغراء، وتمشياً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيراً)، وحرصاً لنيل هذه الخيرية التي وردت في قوله عليه السلام: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، ونظراً للنهضة الشاملة التي تعيشها العاصمة الرياض، وزيادة أعداد الجاليات المقيمة فيها، وخاصة الجالية الباكستانية، فقد جاءت فكرة افتتاح مدرسة نسائية للجالية الباكستانية والهندية، وهي مدرسة عفراء بنت عبيد الأنصارية لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة الرياض.
أوضحت ذلك مديرة مدرسة عفراء بنت عبيد الأنصارية /أنيسة فردوس، وقالت: فقد عُرضت الفكرة على بعض المخلصين والمخلصات والمحسنين والمحسنات أمثال صاحبة السمو الأميرة منيرة بنت سعود الكبير آل سعود، وفضيلة الشيخ عبدالله بن محمد المعتاز، وغيرهما ولاقت منهم الترحيب الحار والتشجيع الكبير لتنفيذ الفكرة، وفعلاً تم توجيه الدعوات للنساء المسلمات إلى الالتحاق بهذه المدرسة، واستغلال الوقت والفرصة في تعليم كتاب الله وتعلمه؛ لتحصل لنا الخيرية التي اخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وتم افتتاح المدرسة في عام 1409ه تحت إشراف إدارة المدارس النسائية بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض.
وبينت الأستاذة أنيسة فردوس أن الأهداف التي من أجلها افتتحت المدرسة استغلال وقت المرأة المسلمة ربة المنزل وصرفه فيما ينفعها في الدنيا والآخرة، وتعليم المرأة المسلمة كتاب الله تعالى تلاوة وحفظاً وفهماً وسلوكاً، وكذلك تعليمها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذا التذكير بأهمية القرآن الكريم في حياة المرأة المسلمة، مع غرس العقيدة الصحيحة وتعاليم الإسلام العالية في ذهنها، وأيضاً تخريج حافظات لكتاب الله تعالى متبعات لسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتخريج أمهات ومعلمات تربين أجيال المسلمين على المنهج الصحيح، ويبعدنهم عن فتن العصر الحاضر.
وذكرت الاستاذة أنيسة فردوس أن المدرسة في البداية كان عدد الدارسات بها قليلا، ولكن بعد انتشار أهداف هذه المدرسة وأنشطتها سرعان ما تصاعد العدد يوماً بعد يوم، حتى بلغ الآن ما يزيد على (400) طالبة، ولايزال الإقبال متزايداً للالتحاق وللتسجيل في هذه المدرسة، حتى اضطررنا لإيقاف القبول لضيق المكان وعدم توفر الإمكانات، مشيرة إلى ان أعمار الدارسات في المدرسة تتفاوت حسب المستويات فمنهن بنات صغيرات وأمهات كبيرات السن، وطالبات في مستوى المتوسط والثانوي.
وتحدثت عن نظام وأوقات الدراسة في المدرسة، فبينت أن الدراسة فيها في الفترة الصباحية فقط، وتنقسم إلى قسمين، الأول خاص بتحفيظ القرآن الكريم وتجويده وتلاوته، وفيه ثلاثة فصول، تدرس فيها ثمانون طالبة تقريباً من الصباح إلى قبيل صلاة الظهر، والقسم الثاني تدرس فيه علوم الشريعة الإسلامية كلها وبعض العلوم العصرية على مراحل: الابتدائية والمتوسطة والثانوية وفق منهج ونصاب الجامعة السلفية في باكستان والمعترف بها في وفاق المدارس فيها.
وأضافت مديرة مدرسة عفراء بنت عبيد الأنصارية أن المدرسة خصصت حصتين للقرآن الكريم تلاوة وحفظاً وتجويداً يومياً لكل فصل، وتبدأ الدراسة صباحاً إلى الظهر مع بداية الفصل الدراسي، وتتوقف بعد الاختبار السنوي مثل نظام دراسة المملكة، كما أن المدرسة تحت إشراف إدارة المدارس النسائية، ويشرف عليها فضيلة الشيخ عبدالله المعتاز الذي لايزال يدعم المدرسة مادياً، ومعنوياً من البداية إلى الآن جزاه الله خيراً .
وأفادت الأستاذة أنيسة فردوس أن المدرسة تدرس موادا أخرى غير القرآن الكريم مثل: مادة التوحيد، والتفسير، والحديث، والفقه، والأدب العربي، وقواعد اللغة العربية، وغير ذلك من مواد الشريعة الإسلامية حسب نظام ونصاب وفاق المدارس في باكستان، مبينة أن كثيراً من الدارسات قد حفظن خمسة أجزاء إلى ثلاثة عشر جزءاً، وحفظت اثنتان منهن القرآن الكريم كاملاً.
وشرحت بالتفصيل مناشط المدرسة، فقالت: تقوم المدرسةبتنظيم الندوات والمحاضرات، وإقامة حفلات توزيع الجوائز على المتفوقات وبإذن من إدارة المدارس النسائية تقوم باستضافة أصحاب الفضيلة من العلماء المعلمات؛ لإلقاء المحاضرات والمواعظ الحسنة، وذلك مع الالتزام بالمقتضى الشرعي، والاهتمام بالحجاب الإسلامي.
وحول عدد الدارسات في المدرسة، أوضحت المديرة أنيسة فردوس أن عدد المدرسات في المدرسة يبلغ (29) مدرسة، منهن واحدة سعودية متبرعة، وهي تتولى تدريس القرآن الكريم، ورواتب المعلمات تتراوح بين (500) ريال إلى (700) ريال ، وبعضهن متبرعات محتسبات.
وبالنسبة لشروط تعيين المعلمات، قالت المديرة: إن المدرسة تشترط في تعيين المعلمات أن تكون حاصلة على الشهادات العالية من الجامعات المعروفة مع ارتفاع المستوى التعليمي، وأن تقدم تزكيات تشهد على حسن سيرتها وسلوكها، وأن تكون ذات علم وبصيرة، وتتحلى بعقيدة بالحجاب الشرعي، وتهتم اهتماماً كاملاً بالتعليمات الإسلامية، وأن تجتاز المقابلة الشخصية.
وتطرقت مديرة المدرسة إلى الدعم المادي الذي تلقاه المدرسة، حيث قالت: إن المدرسة لا تأخذ دعماً مادياً في هذا المجال، وينفقون أموالهم في إصلاح أحوال المسلمين، مؤكدة أن مدرسة عفراء لاتزال تنتظر مد يد العون من أصحاب الثروة والمال؛ لأداء رسالتها، والسير فيها بأحسن وجه، وأوسع نطاق، والحاجة ملحة إلى الدعم المادي والمعنوي.
كما تناولت مديرة المدرسة في حديثها الخطة المستقبلية التي وضعتها المدرسة، فقد أبانت أنه بفضل الله تعالى تمكنت المدرسة من التقدم وإفادة الكثير، وأن المشوار صعب وغير يسير، والمدرسة تحتاج إلى مبنى كبير واسع وفسيح؛ لأن المنزل الحالي الذي يحتضن المدرسة أصبح صغيراً وضاق بطالباته، فصار ضيقاً جداً، الأمر الذي يدعو إلى توجيه الدعوات إلى المسلمين إلى التبرع، وتقديم ماتجود به نفوسهم لشراء مبنى كبير ويجعله وقفاً للمدرسة، حتى تستمر إلى أمد بعيد - بإذن الله تعالى -، وحتى نتمكن من قبول أكبر عدد من الطالبات قدرناه ب (500) طالبة، متضرعة إلى الله عز وجل أن يجزي كل من يسهم في هذا العمل الخير.
واختتمت مديرة مدرسة عفراء بنت عبيد الأنصارية حديثها بالدعاء إلى الله تعالى ان يجزي المسؤولين في المملكة، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - على ماقاموا ويقومون به من خدمات للإسلام والمسلمين في جميع أنحاء المعمورة.
الجدير بالذكر أن مديرة مدرسة عفراء بنت عبيد الأنصارية أنيسة فردوس ولدت في أسرة ذات علم وعقيدة وعمل، وحفظت القرآن الكريم في المنزل، وتعلمت قواعد النحو والصرف منه، كما درست كتب بلوغ المرام ومشكاة المصابيح، كما تلقت تدريباً في إلقاء المحاضرات والمواعظ، والخروج إلى المناطق النائية للتبليغ والدعوة والإرشاد.
وقد قدمت إلى المملكة العربية السعودية منذ (18) عاماً، وهي تعيش وأسرتها في المملكة في أمن وأمان ورخاء وسرور.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved