أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 21st July,2000العدد:10185الطبعةالاولـيالجمعة 19 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

شتان بين الكلام العفيف وألفاظ المجون
في ليلة عرس جميلة طرز بها الفرح اجواء المكان,, وفي ليلة انس سعيدة ولحظات هناء,, واوقات سعيدة,, وما ان يلهو الاطفال مع الاطفال ويأنس النساء بالنساء ويتحدث الرجال الى الرجال,, وما ان تتعانق القلوب وتتباسط النفوس,, اذ فجأة,, يحدث امر مفاجئ,,! بل وبدون مقدمات,,! وتلك هي قنبلة تدوي في المكان يفزع منها كل صاحب غيرة وحمية وحياء,, وما ان تدوي تلك القنبلة الموقوتة حتى تنظر وجوه الغيرة حولها تبحث عن مثلها,, تنظر يمنة ويسرة علها ان تجد لها بعد الله مؤيداً ونصيراً,, وذلك قبل ان يتفرق الناس اشتاتاً وتخلق خلافاً وشتاتاً وشقاقا فيكون الناس فريقين، فريق يطرب بصوتها المزعج وآخر يتلوّم على أهل المكان مما كان,, إذ ان تلك القنبلة تجعل من رجل الوقار مثالا للسخرية والاستهتار او ان يعض على شفتي الغيرة والاستعبار,, بقي ان تعرف ما هي تلك القنبلة ذات الاثر البالغ والتي تحدثه فتطغى على مثل تلك الاجواء المفعمة بالصلة والمودة والرحمة والمؤانسة,, انها قضية الغناء المحرم في الاعراس، سواء كان ذلك من خلال المطربات او من خلال الطقاقات وهن في نظري الحواري للمغنيات الرسميات يعني الارضية الاولى التي تنبت بها المواهب الضخمة,,!!؟ والله المستعان.
وشتان شتان بين هدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين هذا الامر الغوي,.
شتان شتان بين الكلام العفيف المحتشم وبين من تلتقط الفاظ المجون من افواه كل مأفونة ومأفون,.
شتان شتان بين ان يتولى ذلك طفلة صغيرة للهوى والمؤانسة واعلان النكاح,, او حتى امرأة عاقلة بدف شرعي لجلب الفرحة والسرور,, كما اذن بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم,, وبين من تستأجر بأموال طائلة وتأتي فرقة كاملة تسمع صدى صوتها وانت في آخر الشارع وبمكبرات الصوت,, وتصحب ذلك بآلات لهو ومزامير او بطبول ما انزل الله بها من سلطان,, بل هي من آلات الشيطان,, وان تعجب فعجب خروج اولئك النسوة الصالحات من تلك المواقع اخذاً بقوله تعالى في معرض وصفه سبحانه لعباد الرحمن :(والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كراماً) هذا كله مع حب المرأة للغناء والطرب والرقص والانس فتحية اكبار لكل الامهات والبنيات والاخيات وبالجملة ثناء ودعاء لكل الصالحات ال(حافظات للغيب بما حفظ الله).
همسة في اذن صاحب الفرحة: عذراً ان خرج الناس من فرحك او لم يحضروه اصلاً فقد بادرتهم بالقطيعة بما يكدر خواطرهم ويحزن صدورهم,,! كيف لا والله يقول: (فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده,, الى ان قال فمن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان ويقول عليه وآله الصلاة والسلام: لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه من الخير ولتعلم يا اخي ان الامر كله مداره على قاعدة :إئتِ الناس بالوجه الذي تحب ان يأتوك به ,وقفة مع كاتب بطاقة دعوة: (ممنوع دخول الاطفال ادارة القصر تمنع دخول الاطفال) هذه عبارة توضع اسفل رقاع الدعوة ولا اقول انها توضع على استحياء لانها حقيقة تجلب العناء، فالعائلة بين امرين احلاهما مر,, اما القطيعة او الاهمال للعيال,, بمعنى أصرح اما الا يحضروا اصلاً او ان يهملوا اطفالهم لاجل لقمة عيش يجدها المرء في اقرب مطعم,, وليس الناس سواء! وياللفرق بين مثل تلك العبارات وبين ان يكتب احدهم متلطفاً: اطفالكم شموع تضيء افراحنا فأي رقة ورأفة تعنيها هذه العبارة واي مشاعر كريمة تنطوي عليها صدور كاتبيها,, لاسيما وان النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى صبية من الانصار مع اهليهم جاءوا من عرس فقال نبي الرحمة والرأفة :انكم لمن احب الناس عندي ,,رسالة الى طقاقة: سؤالي التالي اوجهه الى كل صاحبة دف تريد بدفها ما عند الله قائلاً لها: اين انت من إحياء سنة السلف في النكاح، أعني التخصص في ضرب الدف (الاسلامي) المصحوب بكلام جميل محتشم وثناء جميل على مكارم الاخلاق والصفات الحسنة والمكارم التي عليها اهل العروسين ولكن في هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم اعظم مستمسك ومن ذلك مارواه البخاري رحمه الله عن الربيع بنت معوذ قالت: جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخل علي غداة بنى بي فجلس على فراشي وجويريات لنا يضربن بدفهن ويندبن من قُتل من آبائي، إلى ان قالت احداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال لها: اسكتي عن هذه وقولي الذي كنت تقولين قبلها بل ان المستحب في الشرع اظهار النكاح بالدف قال صلى الله عليه وآله وسلم :فصل بين الحلال والحرام الدف والصوت اخرجه الترمذي وحسنه وابن ماجة,وهذا كل ما عندي,, والله من وراء القصد
خالد الرشيد
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved