أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 24th July,2000العدد:10161الطبعةالاولـيالأثنين 22 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

إضاءة
شبابنا,, والرصيف
شاكر سليمان شكوري
التحقيق الذي أجرته صحيفة عكاظ في عدد 16/4/1421ه تحت عنوان الرصيف يستعد لخريجي الثانوية ,, يفجر مشكلة معقدة وخطيرة,, أكثر من ستين ألفا من خريجي الثانوية العامة سنوياً ليس لهم موقع قدم أبعد من ذلك في التعليم,, وهذا الرقم كما أشار التحقيق سوف يتضاعف بعد عامين,, تُرى أين يذهب كل هؤلاء؟! سوف نجد أنفسنا أمام مئات الألوف من أنصاف المتعلمين الذين ينضمون إلى رصيف الحياة وهم بعد في عمر الزهور وكامل القدرة على العطاء,, بعد أن رفعنا نسب القبول في الجامعات، وضيقنا كثيراً على المقدمين عليها رغم أن أكثر بلدان العالم أصبح التعليم الجامعي فيها الآن استكمالا للتعليم الأساس, وفي الوقت ذاته لم نضع خطة لتأهيل هؤلاء المطرودين من رحمة الجامعة من أجل تغطية حاجة السوق المحلي من العمالة,, أضف إلى ذلك مخاطر الاحتكاك الناشئ عن التلاحم في النظام العالمي الجديد، والغزو الفكري والأخلاقي وغزو السموم الناجم من جرائه,, هكذا يواجه قطاع كبير من أبنائنا الشباب والفراغ والجدة بلا سلاح حتى لا يكاد يسلم من دوامة السقوط إلا من رحم ربي,, وهكذا يتحول الشباب إلى قنبلة مخبوءة.
لقد وضعت الخطة التنموية في المملكة التنمية البشرية على رأس أهدافها وجعلت منها قضية ينظر إليها بعين الاعتبار في كل تفصيلات الخطة، واستطاعت الخطط الخمسية الأولى أن تدفع الى الساحة بالكفاءات الوطنية في كثير من المجالات من خلال فتح أبواب التعليم أمام الجميع من الألف إلى الجامعة، وفتح أبواب الدراسات العليا في الداخل والخارج لتخصصات كثيرة، لكن مع أواخر الخطة الخمسية وخلال الخطة السادسة فوجئنا دون تبرير مقبول بالقيد الحديدي يغل الطلاب الحاصلين على جيد جداً ويغتال أحلامهم في الدخول إلى الحرم الجامعي.
ولست أول من تطرق للموضوع فقد عرضت المشكلة من قبل مرارا وسلطت عليها الأضواء لكن الأمر حتى الآن لم يتعد الكلام دون الفعل أو حتى مقدماته.
إنني أرفع الأمر هذه المرة تحديداً إلى أنظار سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام رئيس اللجنة العليا للتعليم، وأعرف كما يعرف الجميع مدى مشغوليات سموه الكريم ومسؤولياته في الداخل والخارج أعانه الله,, لكنه رجل المهمات الصعاب، وهو الذي يستطيع أن يدعو ويرعى ندوة تضم وزارات التخطيط والمعارف والتعليم العالي والخدمة المدنية والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني,, كما تضم أصحاب الاختصاص والاهتمام من المفكرين، وحتى خبرة الآخرين في الخارج يمكن أن نستعين بها بعد تطويعها لظروف مجتمعنا وثقافته.
أمام هذه الندوة تحديداً مهمة وطنية تتلخص في وضع خارطة للتعليم بأنواعه مطابقة لحاجة سوق العمل السعودي، والبت بشكل نهائي في موضوع الجامعات الأهلية,, وفي رأيي أنها من حتميات إسهام القطاع الخاص في تنمية المجتمع بعد النهضة الشاملة التي أرست قواعدها الدولة في خدمة الوطن والمواطن.
وأمام هذه الندوة مهمة وطنية أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي وضع برنامج جاد وعاجل لمحو الأمية الهجائية,, أما الأمية الإلكترونية وهي التحدي العالمي الجديد فيبدو أن علينا الانتظار لبعض الوقت كي ندرجها على جدول الأعمال في الوقت الذي نرى أنفسنا مؤهلين لتجريد حملة جديدة من أجلها,.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved