أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 24th July,2000العدد:10161الطبعةالاولـيالأثنين 22 ,ربيع الثاني 1421

القرية الالكترونية

نحو سوق نظيفة من تجارة النسخ غير الشرعية
المملكة تواصل جهودها لتجفيف منابع المنسوخ وتحمي حقوق الملكية الفكرية
المختصون للجزيرة: النسخ,, يوسع الفجوة العلمية بين الدول المتقدمة والفقيرة
* تقرير مبارك البيشي
تواصلت على مدى الاشهر الماضية الحملات والاجراءات الصارمة التي تتخذها المملكة ضد القرصنة ونسخ البرامج الحاسوبية, وكذلك اسطوانات الافلام والاغاني المقلدة, ويأتي هذا في اطار جهودها لتسجيل حضور دولي في منظمة الجات العالمية ومنظمات حماية الحقوق الفكرية والالتزام بمصادرة كل ما يقع في أيدي الجهات المختصة في وزارة الاعلام من خلال الحملات المستمرة على محلات بيع وصيانة الحاسب والاجهزة الالكترونية, وبدورها تقوم الجمارك في هذا المجال بدور فعال على منافذ المملكة لمنع دخول كل ما تخالف انظمة حماية الحقوق الفكرية, وتجفيف مصادر هذه التجارة في الداخل, وما اعلن مؤخراً من قيام الجمارك بضط اكثر من 650 الف قرص سيدي مقلد اثناء محاولة دخولها عن طريق جمرك الميناء الجاف بالرياض , وضبط 170 الف قرص مقلد في جمرك مطار الملك خالد ومطار الملك عبدالعزيز وجمرك الجسر يؤكد التحرك جدياً نحو القضاء على هذه التجارة التي اصبحت تعد تجارة غير شرعية ومكاسبها ايضاً ليست شرعية, في دول العالم المتقدمة.
ولإلقاء مزيد من الضوء على هذه الظاهرة التي اصبحت تتزايد بصورة واضحة التقت الجزيرة ببعض الاقتصاديين من اهل الاختصاص في هذا الجانب لمعرفة آرائهم حول القرصنة وكيفية محاربتها والمخاطر التي تترتب بسببها على المنتج والمستهلك وعلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي، كما تطرقوا الى دور الجهات المسؤولة في مكافحة الغش ونسخ البرامج المقلدة بوضع العقوبات الرادعة ضد المخالفين لحقوق الحماية الفكرية بالاضافة الى حديثهم عن دور المؤسسات والشركات المختصة في نشر الوعي والتعريف بابعاد المشكلة وتوفير البرامج الاصلية بأسعار مناسبة.
القرصنة وكيفية محاربتها
في البداية تحدث الدكتور ناصر حمد القبيسي من الكلية التقنية بالرياض واوضح ان عملية القرصنة تعني سلب حقوق الآخرين وسرقة جهودهم وافكارهم وهذا بالطبع له آثار اقتصادية واجتماعية واخلاقية خطيرة على المجتمع ولابد من اخذ بعض الخطوات الهامة في سبيل محاربة القرصنة حيث ينبغي ان نبدأ بنشر الوعي عن طريق وسائل الاعلام المختلفة والمنشورات المصغرة لشرح مضار عملية القرصنة وآثارها السلبية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية وتوضيح الفروق بين الاصلي والمقلد من البرامج ويمكن للندوات التعريفية ان تلعب دوراً هاماً في هذه الناحية, ايضا يستوجب على شركات البرامج توفير حاجة المستهلك باسعار تنافسية في متناول ايدي الجميع لقطع الخط على انتشار البرامج المزيفة وايجاد لوائح فعالة ورادعة يتم تطبيقها ضد القراصنة كما ينبغي وضع علامات تجارية مميزة لكل صنف هذا بجانب اهمية تكاتف الجهات المختصة من اجهزة الدولة مع الشركات والمؤسسات ذات العلاقة.
لوائح رادعة للقراصنة
بينما يقول الاستاذ عثمان حسن الاهدل المدير التنفيذي لشركة دوالج لانظمة المعلومات ان القرصنة سميت بذلك نسبة لقراصنة البحر بسبب اخذ ملك الآخرين ويعتبرها الآخذ حقا له ويحلل لنفسه التصرف فيها دون مراعاة لصاحبها وللأسف الشديد ان عملية القرصنة انتشرت بصورة ملفتة للنظر واستمرار القراصنة في فعلهم المشين هذا، تدفعهم الى ذلك العوائد والارباح المجزية التي يحصلون عليها من وراء تسويق البرامج المنسوخة كالبرامج التعليمية وبرامج المحاسبة وغيرها من البرامج المفيدة يساعدهم في ذلك الاسعار المرتفعة للبرامج الاصلية ولكن ينبغي ان لا يكون ذلك مبرراً لأخذ حقوق الغير خاصة واننا في دولة لها قيمها وتقاليدها الاسلامية وكي نحد من هذه الظاهرة يجب ان يتم نشر الوعي من خلال وسائل الاعلام وفي المدارس والجامعات والمعاهد التدريبية والمساجد اضافة الى تنظيم ملتقيات تثقيفية وتوعوية تجمع المستخدم مع المنتج كما ينبغي على المنتجين ان يعيدوا النظر في اسعار برامجهم وعمل دراسات كافية تدعم حماية البرامج من الاستنساخ اما الجهات المسؤولة فينتظرها وضع لوائح رادعة لسلوك القراصنة والتشهير بهم بحسبانهم اخوة للمزورين والمختصين وذلك عبر المراقبة الدائمة والحملات التفتيشية من الجهات الرسمية بتشكيل لجنة مكونة من وزارة الاعلام والجهات الامنية.
التطورات الاقتصادية وتقنية المعلومات
ويقول الاستاذ طاهر عمار الدباغ مدير التسويق لشركة مايكروسوفت العربية ان التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة الاقتصادية الدولية ترتكز في الاساس على تقنية المعلومات والتقدم التكنولوجي الكبير في اجهزة الحاسب الآلي لذا فإن تطبيق نظام الحماية الفكرية امر هام وضروري لضمان استمرار التنمية الشاملة حيث يضمن لنا في منطقة الشرق الاوسط عامة وفي المملكة بالتحديد مواصلة تدفق الاستثمارات الاجنبية ودخول تقنيات متطورة من منطلق حاجة الشركات العالمية لضمانات تحفظ لهم حقوقهم الفكرية وبالتالي تحصن لهم اموالهم التي تريد استثمارها في بلادنا.
كما ان تطبيق قانون الحماية الفكرية يقلل تدريجياً من حجم الفجوة العلمية والتقنية بين الدول المتقدمة والدول النامية، ومن المعروف ان معدل النمو في سوق الحاسب الآلي بالمملكة يعد من اعلى نسب النمو في الشرق الاوسط حيث يبلغ (27%) مما يعتبر مؤشرا كبيرا لارتباط عملية التنمية في المملكة بالتقدم التكنولوجي عليه فكلما زادت القرصنة في برمجيات الحاسب الآلي تضاعفت الخسائر الاقتصادية بدرجة تعرقل معها عمل كثير من المؤسسات والشركات المنتجة والمستهلكة على السواء، وسعدنا للخطوات التي قامت بها وزارة الاعلام في سبيل محاربة القرصنة والتي بلغت نسبتها في المملكة نحو (73%) حيث قامت بحملات تفتيشية واسعة ضد الشركات والمؤسسات التي تمارس القرصنة.
دور المؤسسات المختصة في توفير الحماية
وحول دور المؤسسات في دعم حماية برامج الحاسب الآلي من القرصنة شدد الدكتور القبيسي على ضرورة المشاركة الجماعية من كافة الاجهزة والمؤسسات المعنية بتكثيف الحملات الاعلامية واعداد خطط وبرامج موحدة للكشف عن مضار القرصنة وابعادها وما يمكن ان يترتب عليها من اضرار بالغة حيث ينفق المستهلك اموالا طائلة ويتكرر هذا الانفاق عدة مرات بسبب سوء جودة البرامج المقلدة كما تتلف الاجهزة التي تستخدم هذه البرامج، والمستهلك يجب تعريفه بخصائص الانتاج الصحيحة ومزاياها ومن الضروري ايجاد آلية فعالة لمحاربة القرصنة من خلال التنسيق الكامل بين الجهات الرسمية والشركات لتفعيل هذا الدور وهنا تبرز أهمية الدعم الرسمي من الحكومة للمبرمجين واصحاب الافكار بالاضافة الى ايجاد حوافز مادية ومعنوية للمبلغين عن السلع المقلدة، وعملية القرصنة سلوك مشين يرفضه الشرع والنظام حيث يحصل القراصنة على اموال غير مستحقة نتيجة لترويجهم للسلع المقلدة.
والمعروف ان عملية القرصنة تعد مشكلة وطنية في المقام الاول وتؤثر سلبيا على اقتصاديات الدول فعلينا ان نتخيل الخسائر الضخمة الناتجة عن عملية القرصنة في منطقة الشرق الاوسط فقط والتي بلغت نحو (712,5) مليون ريال (190) مليون دولار في عام 1998م ومن المؤكد ان هذا الرقم قد يتضاعف الآن وفق نسبة الزيادة في مبيعات اجهزة الكمبيوتر والتي بلغت (3) مليارات ريال في المملكة فقط حيث تشير الاحصائيات الى ان عملية القرصنة في ازدياد مستمر خاصة في منطقة الخليج حيث سجلت عمان اعلى معدل في نسبة القرصنة بلغت (93%) في حين سجلت الامارات اقل نسبة (49%) وفي قطر بلغت (87%) وفي الكويت (88%) اما البحرين فقط وصلت الى (89%) اذن فالمسألة تحتاج الى تضافر الجهود لرفع مستوى الوعي ما بين المستهلكين والمنتجين للبرامج التقليدية لتعريفهم بابعاد المشكلة والخسائر الاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية.
برنامج متكامل لنشر الوعي
ويقول الاستاذ طاهر عمار الدباغ ان شركة مايكروسوفت العربية بدأت في تنفيذ برنامج متكامل لنشر الوعي عن طريق وسائل عملية مدروسة وعلى وسائل الاعلام ان تساهم في تنفيذ حملة منظمة لشرح ابعاد عملية القرصنة وتأثيرها على التنمية الاقتصادية والبشرية.
كما بدأت شركة مايكروسوفت العربية في توفير برامج اصلية للمستهلكين وباسعار مناسبة جدا وأعدت الشركة حملة ضخمة تحت عنوان جهاز لكل طالب تهدف من خلاله الى تمليك كل طالب واستاذ جهاز كمبيوتر لاسيما وانهم يمثلون الطبقة المستنيرة في المجتمع والتي يعول عليها كثيرا في زيادة الوعي ونشر الثقافة في وقت اصبح العالم فيه كقرية كونية الكترونية يمكن التعامل معها في جزء من الثانية عبر الانترنت.
الدور المطلوب للشركات المنتجة
ويقول الاستاذ الاهدل حول دور المؤسسات المختصة في دعم حماية برامج الحاسب الآلي من القرصنة ان المؤسسات والشركات المنتجة لبرامج الحاسب الآلي مثل شركة مايكروسوفت يجب ان تحقق حضورا دائما لتقوم بدورها المنوط بها في الحد من هذه الظاهرة بعمل نقاط لكل موزع له دور في الكشف عن عملية قرصنة تعود عليه بزيادة الدعم المادي للموزع، فمن الاحرى على هذه المؤسسات والشركات المختصة المساهمة الفعالة في محاربة البرامج المنسوخة بأي شكل تراه مناسبا لها كما ينبغي عليها ان تدعم الحملات الاعلامية لتحقيق المنشود منها وتنظيم الملتقيات التثقيفية التي تجمع المستخدم مع المنتج لحل العقبات التي تواجه الطرفين بين الحين والآخر وتوضيح الخسائر الاقتصادية لكلا الطرفين المستخدم والمنتج.
مخاطر عملية القرصنة
وحول المخاطر المتعددة المترتبة على ممارسة عملية القرصنة يؤكد الدكتور القبيسي ان مستخدمي البرامج المزيفة والمنسوخة يتعرضون للخسائر بمختلف الاشكال والمتمثلة في الخسائر الاقتصادية بالاعطال المتكررة وتعريض الحاسب الآلي لمجازفات عديدة حيث يصبح عرضة لانتشار الفيروسات التي تتلف الاجهزة والبرامج الاخرى غير المزيفة او الاصلية بجانب ان هؤلاء يفقدون ثقة العملاء مما يتسبب في اغلاق اضطراري لهذه الشركات هذا اضافة لإشانة السمعة والتشهير وعقوبة الاغلاق المستمرة من قبل الاجهزة الرقابية في الدولة, اما الاستاذ الاهدل فيقول ان بعض المستخدمين للبرامج المقلدة لا يرى المخاطر التي ستواجهه من فعله هذا فهو المتضرر الاول سواء من الناحية الاقتصادية او الاجتماعية فالبرامج المنسوخة تتسبب كثيرا في اتلاف جهاز الحاسب الآلي نتيجة عمل هذه البرامج بطريقة غير صحيحة الامر الذي يؤدي الى فقدان الاوامر عندما يتم إزالة الحماية للبرنامج حال نسخة, كما ان المستخدم للبرامج المقرصنة لا يجد البرامج المطورة من البرامج الاصلية القادرة على العمل بالاجهزة الحديثة المتقدمة بالتالي يتم حرمان السوق من برامج مفيدة جدا وكل هذه الامور تؤدي في النهاية الى قفل بعض الشركات وزيادة نسبة العطالة البشرية وتخفض من قدرة الاقتصاد وقوته.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved