أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 24th July,2000العدد:10161الطبعةالاولـيالأثنين 22 ,ربيع الثاني 1421

الطبية

الأطفال والتهاب الأذن
يعتبر التهاب الأذن لدى الأطفال من الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال من سن 3 أشهر إلى 3 سنوات ويعتبر ثاني أكثر الأمراض انتشاراً بين الأطفال بعد الزكام وعادة ما يسبب التهاب الأذن القلق لدى كل من الطفل ووالديه وسنحاول في هذه الأسطر القادمة إلقاء الضوء على أسباب هذا المرض، أعراضه، طرق علاجه وأيضاً مضاعفاته.
عندما نتحدث عن التهاب الأذن عند الأطفال فنحن نعني التهاب الأذن الوسطى، فكما نعلم أن الأذن تتكون من أجزاء ثلاثة الأذن الخارجية، الأذن الوسطى، الأذن الداخلية وهناك قناة دقيقة تصل بين الأذن الوسطى والجزء الخلفي للحلق والأنف وانسداد هذه القناة الدقيقة الموصلة بين الأذن الوسطى والحلق بسبب الزكام والتهاب الحلق يسبب تجمع سوائل في الأذن الوسطى وتكون هذه السوائل المتجمعة بيئة جيدة لتكاثر الجراثيم مما ينتج عنه احمرار وانتفاخ طبلة الأذن وتهيج الأغشية المبطنة للأذن الوسطى فينتج بذلك التهاب الأذن الذي من أعراضه:
- الألم: الذي يعتبر من أكثر الأعراض المصاحبة لالتهاب الأذن ويحدث الألم بسبب ازدياد الضغط في الأذن الوسطى بسبب تجمع السوائل، ويستطيع الأطفال الذين يتكلمون التعبير عن الألم بالشكوى في حين تكون طريقة تعبير الأطفال الذين هم أصغر سنا هي البكاء والقلق وبالإمكان ملاحظة هذه الأعراض أكثر أثناء الرضاعة لأن عملية مص الحليب وبلعه تسبب ضغطا مؤلما في الأذن الوسطى ولهذا السبب تقل شهية هؤلاء الأطفال.
- ارتفاع الحرارة: ويصاحب التهاب الأذن ارتفاع في درجة الحرارة يتراوح بين 38 - 40م.
- قد تلاحظ بعض الأمهات خروج سوائل من الأذن الخارجية للطفل، تكون هذه السوائل بيضاء أو خضراء وأحياناً مختلطة بدم وذات رائحة غير مستحبة في بعض الأحيان، وغالباً ما يسبب خروج هذه السوائل بعض الراحة للطفل لأن الضغط يقل على الأذن وبالتالي يقل الألم.
- من الأعراض المصاحبة لالتهاب الأذن أيضاً صعوبة السمع وقد يستمر لمدة أسابيع حتى بعد انتهاء الالتهاب، والسبب في صعوبة السمع هو تجمع السوائل في الأذن الوسطى مما يشكل عائقاً في توصل الأصوات عن طريق طبلة الأذن والعظيمات السمعية في الأذن الوسطى, وعادة ما تكون صعوبة السمع مشكلة مؤقتة تنتهي بعد فترة من اختفاء الالتهاب.
وباختصار إذا لاحظت الأم أن لدى طفلها ارتفاعا في درجة الحرارة مع بكاء وقلة الشهية والنوم أو لاحظت سائلاً يخرج من أذن طفلها فعليها مراجعة الطبيب لأنه من المرجح أن يكون لدى طفلك التهاب في الأذن يحتاج إلى علاج.
ولعلاج التهاب الاذن غالباً مايقوم الطبيب بعد الكشف السريري على الطفل بوصف مضاد حيوي مع خافض للحرارة ومسكن للألم ويجب التقيد بتعليمات الطبيب حرفياً فيما يتعلق بمواعيد إعطاء الدواء وجرعاته المدة اللازمة للعلاج، وننبه هنا إلى أنه يجب الالتزام بمدة العلاج خصوصاً المضاد الحيوي لأنه من الملاحظ أن الطفل يبدأ في التحسن بعد 48 ساعة من بدء العلاج وكثيراً ما يظن البعض بأن الالتهاب قد زال وبذلك لايحتاج الطفل إلى مزيد من العلاج ولكن في الحقيقة هذا الاعتقاد خطأ يقع فيه العديد من الناس إذ أن القضاء التام على الجراثيم المسببة للالتهاب يحتاج إلى مدة معينة تتراوح بين 5 - 10 أيام وأن إيقاف العلاج قبل انتهاء المدة المحددة من قبل الطبيب قد يتسبب في تكاثر الجراثيم مرة أخرى وحدوث التهاب جديد بكل ما يصاحبه من أعراض.
وتكمن أهمية سرعة علاج التهابات الأذن في نقطتين، الأولى هي توفير الراحة للطفل بتسكين الألم والقضاء على أسبابه، وثانياً تجنب المضاعفات التي قد تنتج من عدم علاج التهاب الأذن التي منها:
- التهاب الأذن الداخلية وما يصاحبها من دوار وعدم توازن.
- التهاب في عظام الجمجمة القريبة من الأذن وصعوبة علاج التهابات العظام.
- التهاب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي.
- شلل أعصاب الوجه.
- فقدان السمع.
من الطبيعي أن يتعرض الأطفال إلى التهابات متكررة في الأذن بمعدل 3 - 4 في السنة ولكن عندما يكون تعرض الطفل لهذه الالتهابات بشكل مستمر بحيث ما إن يشفى من التهاب في إحدى الأذنين إلا ويصاب بإلتهاب في الأذن الأخرى فيجب مراجعة الطبيب الذي قد ينصح بإجراء فحص وقائي بسيط يتضمن عمل فتحة صغيرة في فتحة الأذن وتفريغ أي سوائل متجمعة في الأذن ومن ثم زرع أنابيب صغيرة من البلاستيك تعمل على تهوية الأذن الوسطى وتمنع تجمع أي سوائل وتمنع زيادة الضغط في الأذن وبذلك تقلل من الالتهابات وعادة ما تسقط هذه الأنابيب تلقائياً من الأذن بعد فترة تتراوح بين 6 - 18 شهرا من تاريخ وضعها في الأذن ولاتحتاج هذه الأنابيب في حالة وجودها في الأذن إلى عناية خاصة فقط على الأطفال ارتداء سدادات الأذن عند السباحة.
وأخيراً نود أن نذكر بأنه على الرغم من أن التهابات الأذن تسبب الكثير من الضيق للأمهات والأطفال إلا أنها في الغالب مشاكل مؤقتة وغالباً ما تتحسن كلما كبر الطفل.
د, هدى التويجري
اخصائية أطفال

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved