أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 27th July,2000العدد:10164الطبعةالاولـيالخميس 25 ,ربيع الثاني 1421

فنون تشكيلية

باعتباره الاختبار الحقيقي لاكتشاف القدرات التشكيلية
الأسكتش أو الرسم الأولي للوحة دليل قاطع على وجود الموهبة الحقيقية عند الفنان
هؤلاء الفنانون اعتمدوا على الأسكتش قبل تنفيذ لوحاتهم الشهيرة
* *الجزيرة المحرر التشكيلي:
الاسكتش او الرسم الذي يسبق مرحلة العمل الفني يعتبر المنطلق الحقيقي لأي عمل تشكيلي نحتا كان اوتصويرا زيتيا اورسما مائيا ويتم تنفيذه بأقلام الرصاص او الفحم او اي اداة اخرى يسهل التعامل معها عند الحذف او الإضافة, والاسكتش الرسم التخطيطي كما يطلق عليه البعض من الخطوات الهامة في إنجاز العمل التشكيلي نتيجة لمرور الفنان من خلاله على مراجعة الشكل المراد تنفيذه قبل الشروع فيه وقد اخذ الاسكتش مكانته الفنية التي لاتقل عن اي عمل مكتمل باعتباره المحك الحقيقي لكشف قدرات الفنان وتمكنه من التحكم بأدواته وتأكيده على قدراته الإبداعية بالإضافة الى ان الإحساس الحقيقي للعمل يكمن في تلك الخطوط وما تتضمنه من انفعالات وخفايا نفسية وجمالية لايمكن ان تظهر الا لحظة تحرك القلم وبانفعال صادق محكوم بمرجعية ادائية آتية من موهبة حقيقية مدعمة بالدراسة او الخبرات ولهذا تقام العديد من المعارض للأعمال التخطيطية لقدامى الفنانين او للفنانين المعاصرين تتضمن الخطوات الاولى لاعمالهم الشهيرة.
الفنانون العالميون والاسكتش
والمتابع او الدارس لتاريخ الفن والباحث في تجارب وخبرات الفنانين العالميين يجد لكل منهم مراحل تبدأ برسم الاسكتشات تتزامن مع الفكرة مرورا بما يطرأ عليها من تغيير وتبديل, ولنأخذ لوحة الموناليزا للفنان (ليوناردو دي فنشي) دليلا على أهمية الاسكتش حيث رسم العديد من التخطيطات عبر فترات مختلفة الى ان استقر على الشكل النهائي لها, كما هي ايضا تخطيطات الفنان فان جوخ في لوحة امرأة تحمل طفلا وتخطيطات الفنان رمبرانت في لوحة مصففة الشعر وتخطيطات الفنان دافنشي للوحة الموناليزا واسكتشات الفنان بيكاسو على أن آخر أعماله التكعيبية لاتعطي للمشاهد أن هذا الفنان انطلق من بناء العمل على الاصول والأسس الأكاديمية التي أصبحت دروساً اساسية في دراسة الفنون التشكيلية.
مقومات الأسكتش ومراحله
الاسكتش أو الرسم الأولى لأي عمل فني يتم القيام به في حالتين، الأولى اعتمادا على فكرة غير مباشرة آتية من مختزل خيالي نتيجة لمكتسب بصري سابق وهذه الطريقة المرجعية لاينجح فيها إلا أصحاب الذاكرة البصرية المتميزة والقوية التي تحتفظ بالتفاصيل دون إخلال بالكل, أما الحالة الثانية فهي الرسم المباشر من الطبيعة وهذا يعني خروج الفنان من مرسمه والتنقل في المواقع التي يرغب الرسم منها كالأسواق المزدحمة بالناس او الطبيعة كالمزارع والأنهار او البحر الخ,.
وفي كلا الحالتين نجد ان نجاح الاسكتش واحتواءه على الشكل الذي يراد رسمه هو الاهم اذ ان في ضعف الأداء ماينقل العيوب ويشوه الموضوع وهنا يمكن لنا اكتشاف عيوب الكثير من الفنانين ووجود مناطق ضعف في اعمالهم كالتشريح والنسب والأبعاد وتوزيع العناصر ومراعاة علاقات الكتلة بالفراغ عبر اختيار الزاوية الجيدة عند رسم الاسكتش ولهذا تجد ان البعض يهرب الىالعمل الفني التجريدي او الرمزي علما أن التجريديين في العالم بدؤوا بالواقعية وان العمل الفني أياً كان ومهما بعد في ظاهره عن القيم والأساس الأكاديمية التقنية وليست المعلومة إلا أن العارف يكشف ما يسبق هذا العمل من قدرات عند الفنان.
ولن نكون فاضحين لواقع الكثير من الفنانين والفنانات حينما نطالب بإقامة مسابقة للاسكتش وقد سبق ان طرحت الفكرة بين مجموعة من الفنانين للخروج للطبيعة والرسوم المباشر منها فتراجع الكثير والاسباب معروفة والفرق واضح بين من يتعامل مع الاسكتش وبين من ينقل من صور فوتوغرافية وبأساليب يعرفها العارفون, فالاسكتش او الرسم المباشر والسريع يحمل الكثير من جمال الأداء ويحتمل التغيير والتبديل وبرشاقة يرى الكثير فيها خصوصا من محبي اقتناء اللوحات اومن اصحاب المتاحف الراغبة في امتلاكها لندرتها نتيجة تخلص الفنان منها بعد انجاز العمل الملون.
دور الأسكتش في الاحتفاظ بالفكرة
وللاسكتش دور هام في الاحتفاظ بالفكرة لحظة تجليها في ذاكرة الفنان او وقوع عينه على زاوية يرى فيها موضوعاً جيداً للوحة ولهذا نجد غالبية الفنانين يحملون أقلام الرصاص والدفاتر الصغيرة لمثل هذه المواقف التي لاتتكرر وقد يذهب توهجها الفني الذي تم اصطياده في لحظة محسوبة زمنيا ووجدانيا وتقنيا.
مرونة الأسكتش
ومن الامور الجميلة في التعامل مع الاسكتش مرونة الحركة عند رسم اي موضوع اذ انه بإمكان الفنان التحرك والبحث عن الزاوية المناسبة وتكرار التجربة والتعامل مع ظروف الوقت وتحرك الضوء والظل فبإمكان الفنان تحديد النور والظل والألوان بتسجيل الملاحظات والإشارة إليها.
التمرين للمبتدئين
الاسكتش هو الخطوة الأولى لأي فنان او دارس لتقنيات الرسم ولهذا نجد المعلمين المتخصصين في الرسم والتشكيل والمتقنين له حريصين جدا على تطور تجارب تلامذتهم ومقدمين لهم النصائح الفنية وهذا الامر لايتوقف عند حدود او مراحل الفنان بل تبقى ملازمة له فالاسكتش بمثابة القاموس اللغوي لابد من الرجوع إليه وممارسته وبشكل شبه يومي تمرينا لليد وللعين والذاكرة البصرية والتقنية.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved